العلماء السعودية تحذر من فتنة بين المذاهب الإسلامية

الأربعاء5 ذو الحجة 1437/  7 سبتمبر/ أيلول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

الرياض

حذرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء  السعودية من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء، الذي تنزل عليه.

جاء ذلك تعليقًا على البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد بمدينة جروزني-الشيشان بعنوان:(من هم أهل السنة) هذا الأسبوع،طبقا لما ذكرته صحيفة « الرياض » السعودية . وشهد  مؤتمر جروزني حضوراً عددا من كبار أئمة المسلمين على رأسهم أحمد الطيب شيخ الأزهر،  وأثار دود أفعال غاضبة بين السلفيين في السعودية، بسبب قصر البيان الختامي  للمؤتمر على أهل «السنة والجماعة» على «الصوفية، والأشعرية، والماتريدية»، مستبعداً السلفية، وفرقا إسلامية أخرى.

وأوصى المؤتمر، الذي رعاه الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، بـ«حصر أهل السنة والجماعة في الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية».

وقال بيان هيئة علماء المسلمين السعودي الخميس نقلته وكالة الأنباء السعودية(واس): إنه في محكم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد: أنه لا عز لهذه الأمة ولا جامع لكلمتها إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن أمة الإسلام أمة واحدة، وتفريقها إلى أحزاب وفرق من البلاء الذي لم تأت به الشريعة، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك، قال الله تعالى:(وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون.

اقرأ أيضا  اليابان تطالب ميانمار بضمان عودة مسلمي أراكان إلى البلاد

وأورد البيان أنه «في ضمن ذلك؛ فإن الفقهاء والعلماء والدعاة ليسوا بدعا من البشر؛ فأنظارهم متفاوتة، والأدلة متنوعة، والاستنتاج متباين، وكل ذلك خلاف سائغ، ووجهات نظر محترمة، فمن أصاب من أهل الاجتهاد فله أجران، ومن أخطأ فله أجر.

والخلاف العلمي، بحد ذاته، لا يثير حفائظ النفوس، ومكنونات الصدور؛ إلا عند من قلّ فقهه في الدين، وساء قصده ونيته.

وأبان البيان أنه «ليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة؛ توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية، وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح .

وقالت الأمانة في بيانها: فإن «الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تحذر من النفخ فيما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة مسؤولية أمانة الكلمة، ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافًا وتنافرًا وتنابذًا وتنابزًا؛ يؤدي إلى تفرق في دينها شيعا ومذاهب وأحزابًا ، وما تعيشه الأمة من نوازل ومحن؛ يوجب أن يكون سببًا لجمع الصف والبعد عن الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات؛ فهذا كله يزيد من الشُّقة ولا يخدم العالم الإسلامي، بل ينزع الثقة من قيادات العلم والفكر والثقافة».

اقرأ أيضا  فاتورة الحرب السورية.. مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين

وأضاف البيان« أن الوقت ليس وقت تلاوم؛  وعلينا، خاصة المنتسبين إلى العلم والفكر والثقافة، أن نكون أكثر حصافة ووعيًا، فإن الذين لا يريدون لهذه الأمة خيرًا يراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية ومذهبية وحزبية وطائفية، فلننتظم صفًا واحدًا في ضوء قوله سبحانه (وأَطِيعُوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين). ولنحرص في عالمنا الإسلامي على بناء الصف، وتوثيق اللحمة، وترسيخ المشترك، مع تعزيز الإنصاف والعدل في القول والحكم، في محيط من المحبة وسلامة القصد. قال الله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة). وقال صلى الله عليه وسلم :(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا).

وكان المركز الإعلامي بالأزهر  أصدر بيانا أمس  حول موقف شيخه أحمد الطيب من مؤتمر غروزني الخاص بتعريف من هم «أهل السنة» وذلك بعد الانتقادات القاسية التي خرجت من شيوخ سعوديين، احتجاجا على استثناء السلفية من قائمة المشمولين بتلك الصفة.

اقرأ أيضا  حقيقة فرض شكل محدد للحجاب في المدارس السعودية

وقال المركز الإعلامي بالأزهر في بيانه إنه «تابع ما أثير حول توصيف مَنْ هم أهل السنة والجماعة على بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي وردود الأفعال حول توصيات المؤتمر»، مؤكدا أن الطيب «نصَّ خلال كلمته للأمة في هذا المؤتمر على أن مفهوم أهل السُّنة والجماعة يُطْلَق على الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث.»

وتابع بيان الأزهر بالقول إن الطيب نقل عن العلامة السفَّاريني قوله: «وأهل السُّنَّة ثلاث فِرَق: الأثريَّة وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي»، وعن العلَّامة مرتضى الزَّبيدي قوله: «والمراد بأهل السُّنة هم أهل الفِرَق الأربعة: المحدِّثون والصُّوفية والأشاعرة والماتريدية، معبرًا بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية” ، بحسب السوسنة.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.