الفلسطينيون يتوافدون على الأقصى لإحياء ليلة القدر
القدس (معراج) – بدأ آلاف الفلسطينيين بالزحف نحو مدينة القدس المحتلة لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك، والتي تصادف الليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.
وبالرغم من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية على الحواجز العسكرية، والانتشار المكثف للشرطة بالمدينة المقدسة، إلا أن ساحات ومصليات وأروقة الأقصى تشهد تواجدًا للمصلين الذين جاءوا من القدس والداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية لإحياء العشر الأواخر من رمضان.
وذكرت “فلسطيناليوم” أنه يشهد الأقصى يوميًا منذ صلاة التراويح وحتى ساعات السحر أجواء روحانية إيمانية تمهيدًا لإحياء ليلة القدر، فيما تقدر أعداد المعتكفين فيه بنحو 20 ألفًا، أغلبهم بدأ الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
وفرضت سلطات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول أهل الضفة للقدس، لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، بحيث ستسمح للأطفال دون سن الـ 12، وللرجال فوق سن الـ40، وللنساء كافة بالدخول دون تصريح، فيما سيضطر باقي الفلسطينيين للحصول على تصريح لدخول المدينة وأداء الصلاة.
ونشرت شرطة الاحتلال منذ الصباح الآلاف من عناصرها ووحداتها الخاصة و”حرس الحدود” بالمدينة، وخاصة في محيط البلدة القديمة، فضلًا عن تسيير عشرات الدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة، ونصب الحواجز في شوارع ومداخل المدينة.
وأعلنت الشرطة عن إغلاق محاور الطرقات أمام حركة المركبات ما بين الساعة (03:00-06:30)، وذلك في غلاف البلدة القديمة، بما يشمل السلطان سليمان وادي الجوز، “ديرخ يريحو”، “شموئيل بن عديا”، “هعوفل”, شارعي نابلس وصلاح الدين وعمر بن العاص.
كما سيتم ما بين الساعات (04:00- 17:00) إغلاق محاور طرقات أمام حركة مرور المركبات، بما يشمل تقاطع شارع “شدروت بارليف” قرب مقر قيادة شرطة الاحتلال جنوب المدينة، وسيتم تحويل حركة المرور عبر نفق – “منهروت اشكول”.
وكذلك إغلاق طريق الخليل من مفترق “ماريا هحشمونئيت” اتجاه شمال المدينة، بحيث سيتم توجيه حركة المرور باتجاه طريق بيت لحم- “ديرخ بيت ليحم”, شارع “هتسنحنيم”، شارع “حايل ههندساه”.
إنهاء الاستعدادات
وتمهيدًا لاستقبال المصلين، أنهت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس كافة استعداداتها لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، ووضعت البرامج والدروس الدينية والوعظ والإرشاد، وغيرها.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة “صفا” إن الأوقاف أتمت كافة استعداداتها وتحضيراتها الكاملة واستنفرت طواقمها، لاستقبال جموع المصلين الذين سيؤمون المسجد الأقصى لأداء صلاة العشاء والتراويح وإحياء ليلة القدر.
وأوضح أن الأوقاف كثفت من أعداد حراس وسدنة الأقصى في جميع ساحات وأروقة المسجد، من أجل الحفاظ على الأمن والنظام في المسجد، بالإضافة إلى أنه سيتم زيادة أعداد المتطوعين في لجان النظام والنظافة، بدءً من بعد صلاة عصر اليوم حتى فجر غد الخميس.
وأشار إلى أنه تم تجهيز الطواقم واللجان الصحية بالتعاون والتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمسعفين العرب، بالإضافة إلى المزيد من المتطوعين في العيادات الصحية الأخرى، وعيادات الأقصى، من أجل تقديم الخدمات الصحية للمصلين واستقبال أي حالة طارئة.
ولفت إلى أنه تم إعداد العديد من البرامج والدروس الدينية وحلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم، بهدف التقرب إلى الله عز وجل في هذه الليلة المباركة، ناهيك عن التحضير لوجبات الإفطار والسحور، حيث سيتم توزيع أعداد كبيرة من الوجبات على المصلين والمعتكفين.
ورغم الحواجز العسكرية والقيود المشددة، إلا أن الكسواني يتوقع أن يؤم المسجد الأقصى الليلة أعداد كبيرة من المصلين لإحياء ليلة القدر، ولكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن أعداد المعتكفين في العشر الأواخر من شهر رمضان خلال العام الماضي كانت أكثر بكثير من العام الحالي.
ودعا الكسواني كافة المسلمين وكل من يستطيع الوصول للأقصى إلى تكثيف شد الرحال إليه، وإعماره، وإحياء هذه الليلة المباركة، لإيصال رسالة للاحتلال تؤكد وقوفهم إلى جانب المسجد، ورفضهم لكافة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحقه.
وطالب المصلين بالحفاظ على النظام والهدوء ونظافة المسجد وقدسيته وحرمته، والالتزام بتعليمات حراس الأقصى ولجان النظافة والنظام، واغتنام الدقائق الثمينة في العبادة والذكر، من أجل كسب الأجر والثواب العظيم.
من جهتها، أعلنت لجنة نظام فتيات الأقصى العاملة في صحن الصخرة المشرفة استنفار كل طاقمها وطاقتها على مدار 48 ساعة القادمة تطوعًا في سبيل الله، وحفاظًا على النظام، وذلك بدءً من صلاة عصر اليوم وحتى مطلع فجر يوم غد، وكذلك من مغرب الخميس إلى نهاية الوتر، ومن صباح الجمعة الى العصر.
وستنفذ اللجنة حملتين للنظافة، الأولى فجر ليلة القدر في ساحات صحن الصخرة، والثانية يوم السبت الأخير من شهر رمضان ما بين بين الظهر والعصر داخل قبة الصخرة المشرفة إسنادًا لسدنة المسجد.
المصدر : وكالة معراج للأنباء الإسلامية