المداومة على الصالحات

الثلاثاء،24صفر1436الموافق16ديسمبر/كانون الأول2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

من روائع سلفنا الصالح في المداومة على الصالحات بمختلف أنواعها؛ أن عائشة رضي الله عنها كانت تصلي ثماني ركعات من الضحى ثم تقول: لو نشر لي أبواي ما تركتها.
وبلال رضي الله عنه كان يحافظ على ركعتي الوضوء، وسعيد بن المسيب رحمه الله ما فاتته تكبيرة الإحرام خمسين سنة.
عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاثٍ، لا أدعُهُنّ حتّى أمُوت: “صوم ثلاثة أيّام من كُلّ شهرٍ، وصلاة الضُّحى، ونومٍ على وترٍ” (رواه البخاري).
وعن نافعٍ قال: رأيتُ ابن عُمر استلم الحجر ثُمّ قبّل يدهُ، وقال: ما تركتُهُ مُنذُ رأيتُ رسُول اللّه صلّى اللهُ عليه وسلّم يفعلُهُ. رواه أحمد.
وقال ابنُ مسعُودٍ: «أديمُوا النّظر في المُصحف”، وأصل مشروعية إدامة النظر فى المصحف التوجيه النبوي “تعاهدُوا القُرآن، فوالّذي نفسي بيده! لهُو أشدُّ تفصّياً من الإبل في عُقُلها.
وفى المداومة على مكارم الأخلاق، ودوام المباعدة لمساوئها، والحذر من معاودة مثالبها؛ قال عليه الصلاة والسلام: “إنّ الصّدق برّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ العبد ليتحرّى الصّدق، حتّى يُكتب عند الله صدّيقاً، وإنّ الكذب فُجُور، وإنّ الفُجُور يهدي إلى النّار، وإنّ العبد ليتحرّى الكذب، حتّى يُكتب كذّاباً”.
وبشرى استمرار تقديم العبد العون المستطاع لخلق الله؛ استدرار معية وعون الله: “واللهُ في عون العبد؛ ما دام العبد في عون أخيه المُسلم”.
وكان الصّدّيقُ يحلبُ للحيّ أغنامهُم، فلمّا استُخلف؛ قالت جارية منهُم: الآن لا يحلبُها، فقال أبُو بكرٍ: بلى، وإنّي لأرجُو أن لا يُغيّرني ما دخلتُ فيه عن شيءٍ كُنتُ أفعلُهُ.
وكان عُمرُ يتعاهدُ الأرامل؛ يستقي لهُنّ الماء باللّيل، ورآهُ طلحةُ باللّيل يدخُلُ بيت امرأةٍ، فدخل إليها طلحةُ نهاراً، فإذا هي عجُوز عمياءُ مُقعدة، فسألها: ما يصنعُ هذا الرّجُلُ عندك؟ قالت: هذا مُذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يُصلحُني، ويُخرجُ عنّي الأذى. فقال طلحةُ: ثكلتك أُمُّك يا طلحةُ، عثرات عُمر تتبعُ؟!
وهذان الزوجان المباركان عليّ بن أبي طالبٍ، وفاطمة – رضي الله عنهما – سألا النبي صلوات الله وسلامه عليه خادماً، فقال لابنته: “ألا أُخبرُك ما هُو خير لك منهُ؟ تُسبّحين اللّه عند منامك ثلاثاً وثلاثين، وتحمدين اللّه ثلاثاً وثلاثين، وتُكبّرين اللّه أربعاً وثلاثين”، ثُمّ قال سُفيانُ: “إحداهُنّ أربع وثلاثُون”، فما تركتُها بعدُ، قيل: ولا ليلة صفّين؟ قال: ولا ليلة صفّين.
ومن مناقب الإمام أحمد رحمه الله، ما قاله عاصم بن عصام البيهقي: بتّ ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله، فقال: سبحان الله! رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل؟!

اقرأ أيضا  روحانيات الشهر الكريم في الصين

المصدر:السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.