المسلمون الصينيون حريصون على الصيام وأداء التراويح خلال رمضان

الصين (معراج) – استقبل الملايين من المسلمين في الصين، يوم السبت أول يوم من شهر رمضان المبارك ويحرصون من خلاله على الصيام وأداء صلاة التراويح بالمساجد وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر وحضور الدروس التي يلقيها الأئمة والدعاة والتي تركز على أخلاقيات المسلم وآداب وتعاليم الدين والصيام وآدابه، وفق السوسنة.

وحرصت وسائل الاعلام الرسمية الصينية على نشر تقرير توضح فيه عادات وتقاليد الصينيين خلال شهر رمضان الكريم الذي لا تختلف عدد ساعات الصيام فيه كثيرًاعن عددها في البلدان العربية.

وأوضح التقرير ان من عادات المسلمين الصينيين عند الإفطار أن يبدأوا أولا بتناول بعض حبات التمر ويأكلوا الحلوى ويشربوا الشاي؛ وذلك لكسر صيامهم، ثم يتوجهوا إلى المساجد القريبة من منازلهم لصلاة المغرب، وعند عودتهم يتناول أفراد الأسرة الإفطار معًا.

وقدم التقرير معلومات حول أقدم مسجد بناه المسلمون العرب في البلاد وهو مسجد “تشينغ جينغ” والذي يعني اسمه باللغة العربية “مسجد الأصحاب” الذي يقع بمدينة تشيوانتشو التابعة لمقاطعة فوجيان بجنوب شرقي البلاد وهى المدينة التي أطلق عليها الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة مدينة “الزيتون”.

وسلط التقرير الضوء على استعدادات المسجد الذي شيد في عام 1009 فى السنة الثانية من عهد داتشونغنشيانغفو من أسرة سونغ الشمالية الملكية الصينية، لاستقبال الشهر المبارك، حيث انشغل العاملون بالمسجد منذ أمس في تجهيز وجبات السحور والإفطار استعدادًا لاستقبال المزيد من المسلمين المحليين والوافدين المغتربين من مناطق أخرى بالبلاد ومن جميع أرجاء العالم، ولا سيما جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.

ونقل التقرير عن تشانغ ليان تشو، الموظفة الصينية ذات الأصول العربية التي تعمل في المسجد منذ 23 عامًا، قولها “بدءًا من نهار هذا اليوم الذي يعد أول أيام شهر رمضان، أصبح الجميع أكثر انهماكًا في العمل مقارنة بالأيام العادية، حيث يتم كل يوم إعداد وجبات إفطار وسحور مجانية للمسلمين الوافدين إلى المسجد، والذين سيشهد عددهم تزايدًا في هذا الشهر الفضيل، سواء أكانوا من الأهالي المسلمين في تشيوانتشو، أم من الذين يتوافدون من شمال غربي الصين وبلدان أخرى مثل جنوب شرق آسيا والدول العربية.

وأضافت أنه من المعتاد ان عدد المسلمين الوافدين إلى المسجد يزداد كل يوم من أيام رمضان حتى يصل مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك إلى ألفي شخص لدرجة عدم إمكانية استيعابهم بالمكان الذي كانت اخر عملية توسعة له تمت في عام 2007 بمساعدة سلطنة عمان.

ويجرى العمل لإعادة تجديد المسجد في هذه الآونة بعدما عقدت الصين العزم على التقدم بطلب لإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي عام 2018، إضافة إلى أثر عربي آخر يحمل باسم ((المقبرة المباركة لصاحبي الخيرات)) وهي مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل 1300 عام أي في عهد أسرة تانغ الملكية وتعد من أكبر وأقدم المقابر الإسلامية الموجودة في الصين الان.

جدير بالذكر أنه يوجد في الصين حوالي 20 مليون مسلم، يتركز منهم نحو 13 مليونا فى اقليم شينجيانغ ذاتى الحكم لاقلية اليوغور ذات الاغلبية المسلمة كما يعيش البعض فى مناطق ذاتية الحكم ومقاطعات ومدن صينية أخرى، من ضمنها بكين وقانسو ونينغشيا.

وكانت الحكومة الصينية قد أصدرت العام الماضي وثيقة رسمية أكدت فيها احترامها التام للحريات الدينية وحذرت من خطورة التطرف الديني على الوحدة الوطنية للبلاد وعلى الوئام والاستقرار الاجتماعي والسلام وعلى حياة وممتلكات المواطنين من مختلف العرقيات، خاصة فى منطقة شينجيانغ التى شهدت خلال اعوام سابقة بعض الاضطرابات من قلة من المتطرفين الانفصاليين.

وأوضحت الوثيقة أن الصين تحظر اي أيديوليجيات أو أنشطة سواء جماعية أو فردية تتخذ الدين كذريعة لتقسيم البلاد ونشر الفكر المتطرف وإثارة النزاعات العرقية وتقويض الوحدة الوطنية والإضرار بالنظام الاجتماعي.

وأكدت ان القانون الصيني يحمي ممارسة الانشطة الدينية العادية في شينجيانغ ويحترم المنظمات الدينية المعترف بها رسميا والتي تتحمل مسئولياتها في تنسيق الشؤون الدينية الداخلية، وشددت على أنه لم يحدث يومًا أن تم معاقبة مواطن من مواطني شينجيانج المسلمين بسبب معتقداته الدينية.

ودافعت الحكومة الصينية في الوثيقة الصادرة تحت عنوان “الوثيقة البيضاء حول حرية المعتقدات الدينية في شينجيانغ” عن جهودها لمحاربة التطرف الديني، مؤكدة ان هدفها هو الحفاظ على المصالح الأساسية للدولة ومواطنيها.

وقالت إن الحريات الدينية في الصين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مشيرة إلي أنه يوجد في شينجيانغ وحدها نحو 24400 مسجد يعمل بهم 29000 موظف ديني، كما أن المنطقة تحتضن ثمانية معاهد ومدارس دينية، بما فيها معهد شينجيانغ الإسلامي ومدرسة شينجيانغ الإسلامية.

وانتقدت الوثيقة المتطرفين دينيا الذين يحاولون نشر نظرياتهم المتطرفة لتأسيس دولة دينية، واصفة أفكارهم المتطرفة التي يحاولون فرضها بالقوة بأنها ضد البشرية والحضارة والمجتمع والدين.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

اقرأ أيضا  الصيام.. إعجاز ودواء لكل داء في الجسم
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.