المقاومة الفلسطينية على أهبة الاستعداد

د. فايز أبو شمالة

الثلاثاء 10 محرم 1438 الموافق 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

أن تتجرأ حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية المحتلة، وتزف ابنها الشهيد المجاهد الحاج مصباح أبو صبيح (أبا عز الدين)، منفذ عملية إطلاق النار البطولية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة؛ ذلك لا يعني أن حركة حماس في الضفة الغربية تتفاخر بقدرتها على المواجهة، ولا يعني أن حركة حماس في الضفة الغربية قد أضحت جاهزة لتحدي جماعة التعاون الأمني، ولا يعني أن المقاومة قد رتبت نفسها للتصعيد، وأن القادم في مواجهة الصهاينة ليس عملًا فرديًّا، وإنما عمل عسكري فلسطيني منظم، إن تبني حركة حماس للشهيد البطل مصباح أبو صبيح يعني أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أيضًا قد باتت على أهبة الاستعداد، وهي جاهزة للمواجهة والرد على أي عدوان إسرائيلي.

اقرأ أيضا  دوافع وأسباب رفع (الفيتو) عن المصالحة

لذلك جاء اتصال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بعائلة الشهيد تأكيدًا للاستعداد إلى تحمل المسئولية، ووقوف المقاومة الفلسطينية بكل أذرعها السياسية والتنظيمية خلف العمل المقاوم، ليجيء الحضور الشعبي المكثف أمام بيت الشهيد تأكيدًا للالتفاف الجماهيري خلف العمل المقاوم، واستعداد الشباب إلى محاكاته في كل لحظة، ولاسيما حين دوى الهتاف الصاعق: “تحية للكتائب عز الدين”، لقد دوى هذا الهتاف المرعب في أذني نتنياهو وأذني عباس معًا، وتردد صداه في وديان الضفة الغربية، ولهجت بحروفه قمم الجبال.

وللحق أقول: إن الموقف الجماهيري والتنظيمي الداعم للمقاومة لم يكن إلا انعكاسًا للعمل البطولي نفسه الذي نفذه الشهيد مصباح أبو صبيح، وتجسدت فيه الجرأة والشجاعة والقوة والمبادرة والمفاجأة، والإرادة في المواجهة التي لا يتنكر لها إلا جبان، ولا يعترض عليها إلا خائن، ولا يرفضها إلا كل عميل للمخابرات الإسرائيلية، هذا العمل المميز، الذي باركته الزغاريد التي انطلقت من حنجرتي أخت الشهيد وأمه، وهما تقولان: “نعم للتهنئة، ولا للتعزية”، إن هذا الموقف الإنساني الوطني المشرف للأسرة كان حافزًا لحركة المقاومة الإسلامية حماس على أن تعلن أن هذا المقاوم المبدع هو أحد أبنائها، وهي تنتسب إليه وهو ينتسب إليها.

اقرأ أيضا  السواعد التي تقاوم وتشتبك مع الاحتلال أعادت الحياة للمقاومة في الضفة

تبنى حركة حماس للعمل المقاوم في القدس يؤكد أن هذا العمل ليس البداية، ولن يكون النهاية، وإنما هو رأس حربة ستغرزها المقاومة في صدر التوسع الاستيطاني، وأن المقاومة هي الرد الفلسطيني على صلف نتنياهو الذي تفاخر بتحقيق الأمن للإسرائيليين، وأن المقاومة هي الرد على الغاصبين الطامعين في بناء هيكلهم المزعوم على تراب “القدس اليهودية الموحدة”، فجاء العمل المقاوم الذي نفذه مصباح أبو صبيح مؤكدًا قداسة المسجد الأقصى، الذي ستراق دون أسواره الدماء.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.