الهدف من الحياة في الإسلام.. المقاصد الشرعية

المحامي منيف عبد الله العجمي
المحامي منيف عبد الله العجمي

الجمعة،13صفر1436 الموافق5ديسمبر/كانون الأول2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
المحامي منيف عبد الله العجمي
جاء الإسلام لكي يرسم للإنسان طريقًا لا يضل فيه ولا يشقى، طريق السعادة في الدنيا والآخرة، وخط له السُّبل التي يستطع من خلالها تحقيق تلك الغاية، قال تعالى: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)، فقد تكفل الله -عز وجل- في هذه الآية الكريم لكل من اتبع الهدي الذي جاء النبي -صلى الله عليه وسلم – وهو تصديق الأخبار وطاعة الأوامر وترك النواهي والوقوف عند حدود الله، بأمرين، الأول : الاستقامة في الدنيا وعدم الضلال، والثاني :النجاة في الآخرة وعدم الشقاء..
من هنا يجب علينا بيان هذا الأمر للمهتدي بداية، لأن هذه من المقاصد الشرعية التي جاء من أجلها الإسلام، فالمسلم مطالب بمعرفة هذه الأمور، فما جاء الإسلام إلا لتحقيق خمس مقاصد أساسية ينبغي على المهتدي الجديد الإلمام بها بإيجاز، وتبسيط حتى تكون له نبراسًا يقتدي به في حياته.
فحفظ الدين ضرورة من ضرورات الحياة، وبدونها لا يعرف الإنسان معبودًا ولا إلهًا، وتنحرف الفطرة عما خلق الإنسان من أجله، وتنتشر المعاصي والمحرمات، ويصبح الشرك مُنتشرًا في كل جنبات الحياة، ومن أجل هذه الغاية أرسل الله -عز وجل- الرسل، منذ نوح -عليه السلام- إلى خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم-، والذي به اكتمل الدين، قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).
والأمر الثاني من تلك المقاصد هو حفظ النفس، والنأي بها عن المحرمات، إلا في حالة الاضطرار لذلك، فنهى عن قتل النفس، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
أما صيانة العقل والحفاظ عليه، فهو الأمر الثالث، فنهى عن كل ما يؤثر فيه، لتصان كرامة الإنسان المسلم، ويظل الإدارك ملازمًا، مميز له، فنحن أمة تميز بالعقل، والكثير من الآيات جاء صريحة بذلك، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، لذلك نهى الإسلام صراحة عن كل ما يؤثر على العقل، فنهى عن الخمر لأنها تُذهب بالعقل.
وجعل الإسلام من النسل ضرورة من ضروريات الإسلام، لأن النسل هو الذي يحفظ الحياة، ويجعلها تدور في حلقة مستمرة، لذلك شرع الأحكام التي تُنظم الزواج والأسرة، وحثنا على بناء العلاقات في إطار من الشرع الحكيم، والبعد عن المحرمات، وتيسير سُبل الزواج، وهذا هو المقصد الرابع.
وأخيرًا شرع الإسلام حفظ المال، فلا يُصرف إلا في المصارف الشرعية التي أباحها ، والسعي في طلب الرزق الحلال، والنأي به عن المفاسد والشبهات كالربا، والرشوة، والشرقة وتضييعه فيما لا يرضى، والغش والخيانة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ).
هذه هي الضرورات التي ينبغي على الإنسان مراعاتها ليسعد في الدنيا والآخرة، ويجب تعليمها للمهتدي الجديد بإيجاز لتكون هديًا له ومعلمًا ومرشدًا لكل أمور حياته.

اقرأ أيضا  نائب مفتي إسطنبول: نصرة قضية فلسطين فريضة

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.