الوحدة الإسلامية هي الحلّ
د.حسان ابو عرقوب (معراج)- الوحدة بين المسلمين من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث دعت إليها الآيات الكريمات، والأحاديث النبوية الشريفة، وجاءت العبادات لتعززها، فالمسلمون يصومون معا، ويحجون معا، ويصلون الجمعة والعيدين معا، ليشعروا بهذه الوحدة وقوتها.
ولا أقصد بالوحدة أن تخضع كل البلاد تحت حكم واحد، بل المقصود أن يكون المسلمون كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائره بالحمى والسهر، وأن يتعاون المسلمون فيما بينهم، نابذين خلافاتهم المصطنعة وراء ظهورهم، ليصبحوا قوة عالمية تنشر الأمن والسلام للناس جميعا.
طالما أدرك أعداء أمتنا هذه القوة الكامنة في اتحاد المسلمين، ووقوفهم جانب بعضهم، لذلك عملوا جاهدين على زرع كل أسباب الفراق والشقاق بينهم. فلا تكاد تجد دولة إسلامية إلا لها مشكلاتها مـع جـارتـهـا الـمـسـلـمـة، حـتـى يـصـل الـخـلاف بـيـنـهـم إلـى الـصـراع الـمـسـلـح، ونـلـحـظ مـا سـبـق إذا تـأمـلـنـا الـحـرب الــعــراقــيــة الإيـرانـيـة، ومـن ثـم غـزو الـعـراق لـلـكـويـت، وقـس عـلـيـهـا سـائـر الـحـروب والـصـراعـات بـيـن الـعـرب والمسلمين.
وقد انتقل شكل الصراعات إلى داخل الدول نفسها، بعد أن كان مع الجوار، حيث تم إحياء الطائفية والقومية عند أبناء الشعب الواحد، فهذا كردي وهذا عربي، وهذا مسلم، وذاك مسيحي، وهذا سني وذاك شيعي، وهلم جرا، ومع انتشار فقدان الثقة بين هذه الأطياف انطلقت الصراعات المسلحة بينهم، لتزيد ضعف الأمة وتمزيق وحدتها على مستوى البلد الواحد.
إن أهم ما يميّز الإسلام أنه دين إنساني عالمي عابر للقارات، لم يبن في يوم من الأيام على عرقية أو قومية أو لون، بل هو للناس جميعا، وهذا ما يفسر سرعة انتشاره بين الناس جميعا، فإذا تمسكنا بالإسلام كعقيدة وأخلاق وشريعة تمت وحدتنا؛ لأن هذا الدين يحتوينا جميعا تحت مظلته بغض الطرف عن أصولنا أو منابتنا أو لغتنا أو قوميتنا. فلنحذر من مكر وألاعيب أعدائنا، ولنعتصم بحبل الله تعالى جميعا، ولنعمل على لمّ شملنا، ولنبتعد عن كل ما يفرّقنا، ويمزّق وحدتنا.
وكالة معراج للأنباء