بين الضحايا صحفي.. عائلة الجمل ضحية قصف إسرائيلي على رفح (تقرير)

غزة ، مينا – في “مستشفى أبو يوسف النجار” بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، يقف الصحفي الفلسطيني محمود الجمل بين جثامين أقربائه الذين قتلوا بقصف إسرائيلي على المدينة، ليلقي عليهم نظرة الوداع الأخيرة.

 

وبنظرات مليئة بحزن وألم وعيون تذرف دموعا، قبّل محمود جبين أخيه محمد الذي يعمل صحفيا هو الآخر، وابنة أخته شام، مستذكرا أياما جمعتهم بين الضحك واللعب والمزاح.

 

تلك الأيام الجميلة طوت صفحاتها صواريخ الجيش الإسرائيلي في حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 200 يوم، وقضت على أحلام وذكريات بريئة، بحيب الأناضول.

 

لم يتخيل محمود أن مساء الأربعاء، سيكون الأخير لأخيه وابنة شقيقته وآخرين، وأن غارة إسرائيلية ستدمر منزلهم وتقضي على عدد من أفراد عائلته ونازحين في المنزل نفسه.

اقرأ أيضا  الآثار السلوكية لتوحيد العبادة

 

ومساء الأربعاء، شنت مقاتلات إسرائيلية غارة على منزل العائلة الذي يضم نازحين ودمرته بشكل كامل، وأسفرت عن مقتل 6 من أفراد عائلة الجمل.

قصف مروع دون إنذار

 

وفي ساحة المستشفى وضعت الجثامين الستة على الأرض وهي مضرجة بالدماء، فيما يلقي أحباؤهم نظرات الوداع الأخيرة عليهم.

 

لا يجد الشاب المكلوم سببا واضحا لقصف المنزل وقتل من فيه، فهم أبرياء لا يحملون سلاحا أو صواريخ، ولا يشكلون خطرا، بل آمنون كانوا يأملوا أن تنتهي الحرب ويعود الأمن والسلام.

 

أقامت العائلة والأقرباء وعشرات الفلسطينيين صلاة الجنازة على ضحايا القصف داخل المستشفى، قبل تشييعهم ودفنهم في مقبرة مدينة رفح.

 

وبصوت مغمور بحرقة، يقول الجمل للأناضول: “لا ذنب لهؤلاء الضحايا، أغلبهم أطفال ونازحون من مدينة خان يونس لجأوا إلينا وهم أقاربنا“.

اقرأ أيضا  إسرائيل تعرض استعادة أسراها لدى حماس مقابل إعادة إعمار غزة بالكامل

 

ويضيف: “دون سابق إنذار ولا سبب، تم قصف المنزل بصورة مفاجئة ومروعة، ما أسفر عن مقتل عدد من أفراد عائلتي“.

 

وأشار إلى أن القصف تسبب بمقتل أخيه محمد، وابنة أخته الطفلة شام، بالإضافة إلى أقارب لهم من عائلة نبهان، بينهم أطفال.

 

ووقع القصف الإسرائيلي على رفح رغم تحذيرات دولية متزايدة بشأن الاجتياح المحتمل للمدينة وتداعياته الكارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.

 

وفي وقت سابق الخميس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد القتلى الصحفيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 141، عقب مقتل محمد الجمل في قصف إسرائيلي استهدف منزله في رفح.

 

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن الجمل كان صحفيا في وكالة “فلسطين الآن” المحلية الإخبارية.

اقرأ أيضا  قراقع يناشد الأمم المتحدة إنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام

 

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودمارا هائلا، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

 

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

وكالة مينا للأنباء