تفسير: (الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون)

الثلاثاء 25 صفر 1437//8 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

سيد مبارك
تفسير قوله تعالى:
﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾
(سورة البقرة: الآية 46)

إعراب مفردات الآية [1]:
(الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ل (الخاشعين)، (يظنّون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون.. الواو فاعل (أنّ) حرف توكيد ونصب و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة رفعه الواو، وحذفت النون للإضافة.

وأنّ واسمها وخبرها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي يظنّون. الواو عاطفة (أنّهم) مثل سابقه (إلى) حرف جرّ الهاء مضاف إليه، متعلّق ب (راجعون) خبر أنّ، والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها معطوف على المصدر المؤوّل السابق. اهـ.

اقرأ أيضا  القرآن

روائع البيان والتفسير:
• ﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ ﴾ قال ابن العثيمين-رحمه الله:
أي يتيقنون؛ و “الظن” يستعمل في اللغة العربية بمعنى اليقين، وله أمثلة كثيرة؛ منها قول الله. تبارك وتعالى.: ﴿ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾ [التوبة: 118]، وقوله تعالى: ﴿ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ [الكهف: 53].

قوله تعالى: ﴿ أنهم ملاقو ربهم ﴾ أي أنهم سيلاقون الله عزّ وجلّ؛ وذلك يوم القيامة.اهـ[2].

• ﴿ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ قال السعدي- رحمه الله:
﴿ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات، ونفس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيئات، فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه، كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه.اهـ[3].

اقرأ أيضا  أسباب النزول - سورة الدخان

• وقال ابن كثير –رحمه الله- ما مختصره:
أي: أمورهم راجعة إلى مشيئته، يحكم فيها ما يشاء بعدله، فلهذا لما أيقنوا بالمعاد والجزاء سَهُل عليهم فعلُ الطاعات وترك المنكرات.اهـ [4].
________________________________________
[1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق ( 1 /120 ).
[2] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين ( 3/ 115).
[3] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 51 ).
[4] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ( 1 /254 ).
الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.