تفسير: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)

الثلاثاء 25 صفر 1437//8 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
سيد مبارك
تفسير قوله تعالى:
﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
(سورة البقرة: الآية 42)
إعراب مفردات الآية [1]:
الواو عاطفة (لا تلبسوا) مثل لا تكونوا في الآية السابقة ولكنّه تام (الحقّ) مفعول به منصوب (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تلبسوا)، الواو عاطفة أو واو المعيّة (تكتموا) مضارع مجزوم معطوف على تلبسوا- أو منصوب بـ (أن) مضمرة بعد واو المعيّة-.. والواو فاعل (الحق) مفعول به منصوب الواو حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (تعلمون) مضارع مرفوع.. الواو فاعل. اهـ.

روائع البيان والتفسير:
• ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ﴾ قال القرطبي بتصرف في تفسيرها:
اللبس: الخلط. لبست عليه الأمر ألبسه، إذا مزجت بينه بمشكلة وحقه بباطله قال الله تعالى ﴿ وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ ﴾ [الانعام: 9]. وفى الأمر لبسة أي ليس بواضح. ومن هذا المعنى قول علي رضي الله عنه للحارث بن حوط يا حارث إنه ملبوس عليك، إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله.

اقرأ أيضا  القرآن الكريم خير مدرسة تعلِّم الأخلاق

ثم قال:
روى سعيد[2] عن قتادة في قوله: ﴿ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ ﴾ [البقرة: 42]، يقول: لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام وقد علمتم أن دين الله- الذي لا يقبل غيره ولا يجزئ إلا به- الإسلام وأن اليهودية والنصرانية بدعة وليست من الله.اهـ[3].

• ﴿ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ وقال ابن كثير-رحمه الله-:
عن ابن عباس: ﴿ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ أي: لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به، وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم. وروي عن أبي العالية نحو ذلك.اهـ[4].

________________________________________
[1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق ( 1 /115 ).
[2] هو سعيد بن أبي عروبة، الإمام، الحافظ عالم أهل البصرة، وأول من صنف السنن النبوية، أبو النضر بن مهران العدوي، مولاهم البصري.
حدث عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وأبي رجاء العطاردي، والنضر بن أنس وعبد الله الداناج، وقتادة، وأبي نضرة العبدي، ومطر الوراق، وخلق سواهم. وكان من بحور العلم إلا أنه تغير حفظه لما شاخ. وأكبر شيخ له هو أبو رجاء.
حدث عنه: شعبة، والثوري، ويزيد بن زريع، وروح بن عبادة، وخلق سواهم. وثقه يحيى بن معين، والنسائي، وجماعة. قال أحمد بن حنبل: لم يكن لسعيد كتاب، إنما كان يحفظ ذلك كله. وقال يحيى بن معين: أثبت الناس في قتادة: سعيد، وهشام الدستوائي، وشعبة.
قال أحمد بن حنبل: كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر، ويكتمان. قلت: لعلهما تابا ورجعا عنه، كما تاب شيخهما. –نقلا عن سير أعلام النبلاء للذهبي بتصرف (6 /413).
[3] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة ( 1/ 340).
[4] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ( 1 / 245).
الألوكة

اقرأ أيضا  الاعجاز فى ظاهرة الموت المفاجىء
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.