تقدير استراتيجي حول “حصار غزة: آليات الخروج من المأزق”

حصار غزة - raya.ps -
حصار غزة – raya.ps –

وكالة “صفا”

الأربعاء 24 ربيع الثاني 1437//3 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

وصى تقدير استراتيجي حول “حصار قطاع غزة: آليات الخروج من المأزق وفرص النجاح” بتطبيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، وحلّ كافة الملفات والقضايا العالقة بما فيها ملف المعابر، بما ينزع كافة الذرائع التي تحول دون فتح معبر رفح، ورفع القيود المشددة عن المعابر التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب التقدير الذي أصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الأربعاء، بسرعة العمل على إنهاء الأزمة بين حماس والسلطات المصرية، وتحييد الجانب الإنساني والاقتصادي المتعلق بالمعبر عن موقف السلطات المصرية من تيارات ”الإسلام السياسي“.

ودعا إلى تشكيل لجنة قانونية مختصة من كبار الفقهاء القانونيين على المستوى الفلسطيني والعربي، بهدف إعداد دعاوى قانونية مُحكَمة قادرة على هزيمة الاحتلال قانونيًا تمهيدًا لرفعها عبر السلطة الفلسطينية والجهات العربية والإسلامية إلى محكمة الجنايات الدولية، ابتغاء استصدار قرارات دولية بتجريم الحصار، وإخضاع قادة الاحتلال للمحاكمة.

وقال “على حماس السعي إلى تعزيز الثقة والمصارحة مع أهالي القطاع عبر النزول إلى الشارع، وتوضيح مواقفها، وتعزيز علاقات التكافل والتلاحم مع مختلف المكونات السياسية والمجتمعية في المجتمع الغزّي”.

كما طالب بوضع خطة عملية لتوظيف الجهدين التركي والقطري في اتجاه الضغط لرفع الحصار، والاستفادة من الموقف التركي الذي ما زال يتمسك بشرط رفع الحصار عن غزة لعودة العلاقات مع ”إسرائيل“ إلى سابق عهدها.

 ودعا تفعيل الأنشطة الإعلامية المؤثرة التي تتناول واقع معاناة أهالي قطاع غزة في ظلّ الحصار، وضخها في الإعلام الغربي والدولي بهدف التأثير في الرأي العام العالمي، بالإضافة إلى الدعوة لتنظيم فعاليات ضاغطة في المدن والعواصم الدولية الكبرى، بهدف دفع ملف حصار غزة إلى واجهة الأحداث الدولية.

اقرأ أيضا  رئيس وزراء جيبوتي في زيارة مجاملة لنائب الرئيس كالا

مستقبل الحصار

وأوضح أن مستقبل الحصار يتناول ثلاثة سيناريوهات، أولها استمرار الحصار، ثانيها تخفيفه، وثالثها إنهاؤه، إلا أن معطيات الواقع الراهن ومواقف الأطراف ذات الصلة، ترجح السيناريو الأول القاضي باستمرار الحصار خلال المرحلة القادمة.

وحسب التقدير، فإنه لا مفر أمام حركة حماس والقوى الوطنية الفلسطينية من السعي لإنجاز المصالحة الداخلية، واستعادة العلاقة مع مصر، واستثمار العلاقات العربية والإسلامية بما في ذلك الجهدين التركي والقطري، والتحرك الفاعل على المستوى الخارجي، كآليات مهمة لمواجهة الحصار.

وبين أن السيناريو الأول يتمحور حول استمرار الحصار على حاله الراهن، أو حتى تشديده عن ذي قبل، بحيث تزداد الآلام وتتضاعف المعاناة لأهالي القطاع في مختلف المجالات.

وقال “في سياق هذا السيناريو، فإن معبر رفح سوف يبقى مغلقًا، ولن يُفتح إلا أيامًا معدودات كل بضعة أشهر كما جرت العادة على مدار السنة الماضية، مع ما يحمله ذلك من تداعيات تمس المرضى والطلبة والقطاعات الأخرى”.

فيما ستبقى القيود المشددة على حركة البضائع والمواد الأساسية ومستلزمات البنية التحتية والاحتياجات الحيوية في معبر كرم أبو سالم، بما يُبقي الوضع الاقتصادي لأهالي القطاع في الدرك الأسفل، ويفاقم الآثار الصحية والإنسانية والاجتماعية في المجتمع الغزّي.

وأما السيناريو الثاني، تخفيف الحصار: يتمثل في إدخال تحسينات محدودة على معايير وشروط الحصار، بما يخفف جزئيًا من ثقل المعاناة وتداعياتها الكبرى في إطار رغبة الاحتلال والمجتمع الدولي في عدم بلوغ الأوضاع في غزة مرحلة الانفجار.

وأوضح التقدير أن هذا السيناريو يتعلق أساسًا بالمعبر التجاري مع الاحتلال، بحيث يسمح بإدخال بعض السلع والبضائع والمواد الأساسية التي كانت محظورة في السابق عبر معبر كرم أبو سالم، وقد يطال الأمر معبر رفح الذي تتحكم في فتحه وإغلاقه السلطات المصرية من حيث زيادة عدد أيام فتح المعبر عن ذي قبل.

اقرأ أيضا  أيتها الزوجة المسلمة: كوني أجمل النساء

وأضاف أنه في إطار هذا السيناريو قد تنجح المبادرة التي طرحتها الفصائل بشأن معبر رفح مؤخرًا في حلّ الأزمة بين حماس ومصر من جهة، وحماس والسلطة من جهة أخرى، ما يعني حلّ مشكلة المعبر وإعادة فتحه كما كان الأمر قبل سيطرة حماس على غزة منتصف 2007، أو وفق صيغة جديدة تسهم في تخفيف المعاناة عن الأهالي.

وأما سيناريو إنهاء الحصار: فقد تنجح المفاوضات بين ”إسرائيل“ وتركيا بشأن رفع الحصار عن غزة، أو تحدث تطورات دراماتيكية بشأن الجهد الذي تتبناه بعض الأطراف من أجل إنجاز هدنة طويلة الأمد بين حماس و”إسرائيل”، أو تنجح جهود تحقيق المصالحة وتؤول السيطرة على المعابر لنفوذ السلطة المقبولة إقليميًا ودوليًا، بما يقود، بالتالي، إلى مقاربة سياسية أساسها رفع الحصار عن غزة بشكل أو بآخر في نهاية المطاف.

وبحسب التقدير، لا تتوفر أية معلومات حتى الآن حول شكل وآلية التعامل الإسرائيلي مع المعابر الأخرى مع قطاع غزة حال تدشين ممر مائي أو ميناء بحري يتم من خلاله السفر وتبادل السلع والبضائع التجارية.

وتابع “لكن الثابت أن أي ممر أو ميناء بحري يتم تدشينه سوف يصبح المعبر الأهم والجهة الأساسية للحركة التجارية والبشرية من القطاع وإليه، مع إمكانية بقاء حركة المعابر مع الاحتلال وفق الشروط والاعتبارات الإسرائيلية”.

اقرأ أيضا  في الذكرى السابعة لـ"مافي مرمرة" غزة تعيشُ وضعاً مأساوياً

السيناريو المرجح

ووفق التقدير، فإنه من خلال دراسة السيناريوهات السابقة يمكن ترجيح السيناريو الأول في المرحلة الراهنة، وهو سيناريو استمرار الحصار.

وأوضح أن العقدة تكمن في أن الطرفين المتحكمين بالحدود الإسرائيلي والمصري ينظران إلى الحصار كأداة لإخضاع حماس وتهميشها وإسقاطها شعبيًا، ولا يريان مبررًا كافيًا (وليس عليهما من الضغوط ما يكفي) لرفع الحصار دون أن تتحقق أهدافهما، في إبعاد حماس عن إدارة القطاع أو الشراكة الفاعلة في ذلك.

كما تكمن العقدة في أن أطرافًا فاعلة في قيادة السلطة وفتح في رام الله ما تزال ترى في الحصار أداة في التنافس الفصائلي والصراع على النفوذ مع حماس.

ومع ذلك، رأى التقدير الاستراتيجي أن أي اختراق حقيقي على صعيد المصالحة الفلسطينية أو على صعيد العلاقة مع مصر، أو الاستجابة الإسرائيلية للضغوط التركية، قد ينتقل بالأمور من سيناريو استمرار الحصار إلى أحد السيناريوهين الآخرين.

وبين أن القضايا السياسية تقدّر بقدرها، ولا يمكن الجزم بحتمية وقوع أي سيناريو في ظلّ تقلبات الوضع الفلسطيني، وغياب الرؤى والاستراتيجيات الفلسطينية المحدِّدة لاتجاهات الحال والمسار الوطني الفلسطيني.

المدصر : وكالة “صفا” للأنباء