تقرير تركي: ليس بالأمن فقط يُحارب “داعش” وأمثاله

الأحد 15محرم 1438 الموافق 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

أنقرة

أكدت رئاسة الشؤون الدينية التركية، أن المكافحة الجذرية لتنظيم “داعش” الإرهابي وأمثاله، لا يمكن تنفيذها عبر التدابير الأمنية فقط.

جاء ذلك في تقرير أعدته الشؤون الدينية حمل عنوان “استغلال الدين وحركة داعش الإرهابية”.

وقال التقرير إن “دورًا مهما يقع على عاتق الجميع، وفي مقدمتهم علماء الدين الإسلامي، من أجل تطوير أسلوب تعبير شامل يحتضن الجميع، ضد الخطاب الديني الإقصائي والعدائي الذي يشكله “داعش”.

ولفت إلى أن الصراع الفعال مع “داعش” وأمثاله مرتبط بالقضاء على انعدام المساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وأشار إلى وجود أسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية لزيادة عدد المنظمات الشبيهة بـ”داعش” خلال السنوات الأخيرة، ولسهولة إيقاع الشباب المسلم في فخ هذا النوع من المنظمات التي تميل إلى العنف.

وبيّن التقرير، أنه يمكن وضع هذا التشخيص فيما يتعلق بالمسلمين في البلدان الغربية، حيث تطور موقف متحيز ضد المسلمين بشكل متزايد، لبقائهم ورفضهم الانصهار في بلدان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية التي هاجروا إليها سعيا وراء الرزق”.

وفي هذا السياق، اعتبر أن “تعلم الجيل التالي للأقلية المسلمة لغة البلدان التي يعيشون فيها ومطالبتهم بحقوقهم الديمقراطية، أدّى إلى صعود كراهية الأجانب وانتشار الإسلاموفوبيا في تلك البلدان”.

وأظهر أن “المنظمات التي تؤيد العنف في العالم الإسلامي مارست الدعاية على الشباب المسلم الذي يشعر بأنه مستبعد في البلد الذي ولد وترعرع فيه، لأنهم مسلمون أو أجانب فقط، في حين أن موقف الدول الغربية في حل المشاكل بقي غير كاف”.

اقرأ أيضا  هكذا توقف صياحهم عن جرائم بشار !

كما أظهر أن احتلال أفغانستان والعراق، وهجمات 11 سبتمر/ أيلول، والحكم على القضية الفلسطينية بالجمود، والتزام العالم الصمت تجاه قمع المطالب الديمقراطية خلال الربيع العربي بوسائل غير ديمقراطية، أو إظهار ردود أفعال ضعيفة جدا، تسبب بانتشار مشاعر الخيبة واليأس في الدول الإسلامية.

وفي العراق، أتاح اتباع سياسات طائفية ومذهبية، وإقصاء شريحة العرب السنة من الحكم، للمنظمات التي تميل للعنف الفرصة التي تريدها، وهيّأ الأرضية لظهور تنظيم “داعش”، وفق التقرير.

واعتبر أن تعيين “داعش” أشخاصا ليس لديهم تراكم فقهي على رأس سلطات الفتاوى، يظهر إلى أي مدى ضحالة وعدم كفاية التطبيقات الفقهية.

وأكد التقرير أن الإجابة على سؤال من هو المسلم؟، وفق نهج “داعش”، هو الشخص المرتبط بالتنظيم أو الذي يعيش في مناطق تحت سيطرته.

– “جريمة إنسانية لا يمكن أن يرضى عنها الإسلام بأي شكل من الأشكال”

أظهر التقرير، تجاهل تنظيم داعش للأهداف والمقاصد العامة للدين الإسلامي، بقيامه بالضغط على المجتمع الإيزيدي الذي لم يشارك في الحرب بالعراق، واستعبد نساءه التي وقعن في الأسر.

وكشف أن الدور الذي يقوم به التنظيم، هو عبارة عن استعباد الناس الأحرار قسرا. ورأى أن استخدام “داعش” لهذه الوسيلة بهدف ضم المقاتلين الأجانب والناشئين من الشباب إليه “يعد مؤشرًا أن لديه مشاكل في مفهومه ديني”.

اقرأ أيضا  يصل الاستثمار في المشروعات الإستراتيجية الوطنية إلى 4183 تريليون روبية

ونبّه التقرير إلى أن لجوء التنظيم إلى أعمال مثل قطع الرؤوس، والتعذيب والإبادة، “مقصودة” ويقوم بها بهدف الترويج والتخويف.

و”عدا عن أعمال التعذيب الفردية التي يقوم بها التنظيم، فإن القتل الجماعي والإبادة التي يمارسها ضد كل من يعارضه بغض النظر عن معتقداته الدينية، “هي جريمة إنسانية لا يقبل بها الإسلام أبدا”، يتابع التقرير.

كما أن “الأعمال التي يقوم بها بداعي تشكيل دولة إسلامية، أضرت بالعديد من الأشخاص والفئات وعلى رأسهم الدين الإسلامي والمسلمين”.

-“تهديد على مستوى العالم”

رئاسة الشؤون التركية رأت أن “تنظيم داعش المتطرف الذي يسعى لشرعنة نفسه من خلال اتباع المنهج الظاهري-السلفي، بدأ يشكل تهديداً على المستوى العالمي وليس فقط على المستوى الإقليمي”.

وأشارت إلى أنه “لوحظ مؤخرًا بأن داعش وكيانات مشابهة له تبذل جهودًا حثيثة لإيجاد موطئ قدم لها في تركيا، لذا فإنه يتضح بأن هناك حاجة إلى أعمال توعية دينية وثقافية إلى جانب التدابير السياسية، لمنعه من إيجاد قاعدة شعبية له وكذلك انتشاره في بلادنا”.

وشدّد التقرير على أن التدابير الأمنية وحدها غير كافية لمكافحة جذرية ضد “داعش” والكيانات المشابهة له.

وفي هذا الصدد، اعتبر أن “الجميع لديه وظيفة وفي مقدمتهم علماء الدين، لإرشاد الناس من أجل تطوير لغة أكثر شمولية واحتضانا للآخرين، ضد الخطاب الديني الذي أنشأه داعش والذي يعتمد على الإقصاء والتهميش”.

اقرأ أيضا  روسيا تضيق على أئمة المساجد وتلفق لهم التهم

-“الإسلام دين الرحمة والسلام”

أشار التقرير إلى أن الضرر الأكبر الذي شكله داعش والكيانات الأخرى التي تتظاهر بالإسلام، هو تشكيل صورة سلبية عن الإسلام على مستوى العالم.

وقال إن “المشاهد المزعجة التي تظهر على وسائل الإعلام يوميا، والمناظر التي تحتوي على العنف، تتسبب في زيادة الإسلاموفوبيا على مستوى العالم، ويتم إنشاء رأي عبر الإعلام بأن الإسلام هو دين عنف وإرهاب”.

وهنا، أكد على ضرورة العمل على إجراء برامج فعالة، للتحدث بصوت عال في المحافل الدولية بأن الدين الإسلامي دين سلام ورحمة.

واختتم التقرير بالتأكيد على ضرورة إنشاء كوادر إضافية في إطار الخدمات التي تقدمها رئاسة الشؤون الدينية التركية في الخارج، للتعريف بوجه الإسلام المبتسم للناس الذين يختلفون معنا دينياً أو عرقياً أو ثقافياً، ضد الإسلاموفوبيا، وليكون الهدف من ذلك، تصحيح التصورات الخاطئة ضد ديننا، بغض النظر عن إرشاد الآخرين ودعوتهم إلى الإسلام، وفقا للأناضول.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.