روسيا لا تزال لاعباً أساسياً في سوريا برغم الانسحاب

الثلاثاء 5 رجب 1437// 12 أبريل/نيسان 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

سوريا

بعد شهر من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاباً جزئياً لقوات بلاده من سوريا، تراجعت أعداد الطلعات الجوية من قاعدة حميميم العسكرية لكن موسكو ما تزال تلعب دوراً رئيسياً في المعارك.

وهناك نحو عشرة طائرات على مدرج مطار هذه القاعدة في شمال غرب سوريا. وفي مكان قريب، يعمل رادار عملاق لمنظومة اس-400 للدفاع الجوي، أحدث ما أنتجته الترسانة الروسية.

لكن خلال زيارة منظمة تحت إشراف مباشر من السلطات الروسية، لاحظ صحافي من وكالة فرانس برس تراجعاً كبيراً في الأنشطة الروسية في القاعدة منذ كانون الأول/ديسمبر عندما بلغت عمليات القصف ذروتها.

وآنذاك، خلال أول زيارة مماثلة، كان الضجيج يصم الآذان من الحركة المتواصلة للطائرات الروسية. لكن هذه المرة، لم يكن هناك أي إقلاع في المكان وانخفض عدد الطائرات التي يمكن رؤيتها.

وقال ايغور كوناشنكوف، المتحدث العسكري لوكالة فرانس برس، من القاعدة “تم سحب أكثر من عشرين طائرة وضمنها سو 34، سو 24 وسو 25 فضلاً عن مروحيات من طراز ام اي 8 وام اي 24 . أقل من نصف طائراتنا بقيت هنا”.

اقرأ أيضا  جامعة برلين تغلق غرف صلاة المسلمين بحجة فصل "الدين عن الدولة"

وفي أواخر أيلول/سبتمبر، سارعت روسيا إلى دعم حليفها بشار الأسد عبر نشر قوات في سوريا، البلد الذي يمزقه منذ خمسة سنوات نزاع معقد أدى إلى مقتل اكثر من 270 الف شخص وارغم الملايين على الفرار من منازلهم.

وفي آذار/مارس، أخذ بوتين الجميع على حين غرة من خلال إعلانه سحب غالبية القوات الروسية، بعد ايام قليلة من بدء هدنة بين المعارضة والنظام اقترحتها موسكو وواشنطن. وبعد ذلك، بدأت مباحثات بين الأطراف السورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة.

واعتبر الرئيس الروسي أن مهمة القوات الروسية “أنجزت بشكل عام”. وقد أدى تدخل موسكو التي شنت تسعة آلاف ضربة جوية إلى استعادة قوات النظام المبادرة من المعارضة.

دور مهم

لكن روسيا أكدت أنها ستبقي على وجود عسكري في سوريا. ومنذ “الانسحاب”، واصلت موسكو بالفعل دعم دمشق ومساعدتها في تحقيق العديد من الانتصارات ضد “تنظيم الدولة الإسلامية” المستثنى من الهدنة.

اقرأ أيضا  انسحاب روسيا من سوريا حقيقة أم مناورة تكتيكية ؟

وتمت استعادة تدمر التي تصنف اليونيسكو مدينتها القديمة على لائحة التراث العالمي الإنسانية، في أواخر آذار/مارس من قبل قوات النظام. وبعد فترة وجيزة، استعادت هذه القوات بلدة القريتين في ريف حمص.

ويشدد الجيش الروسي على أن مشاركته في هذه الهجمات كانت في معظمهما ضربات جوية لمواقع “تنظيم الدولة الإسلامية” حول هذه المدن وقوافل تعزيزات كانت تحاول الوصول إلى التنظيم.

وفيما يتعلق بالقوات البرية، لا يزال الموقف الرسمي الروسي يؤكد عدم وجود للمدفعية والمشاة في الجبهة، رغم الاعتراف بلعب مستشارين وقوات خاصة دوراً “مهماً” في الاعداد للعمليات وتنفيذها.

ومع ذلك، اعترف الجيش الروسي بمقتل أحد جنوده على الارض في تدمر، موضحاً انه طلب قصف موقعه لانه كان محاطاً من قبل مقاتلي التنظيم.

وبعد الانتصار في تدمر الذي كان له أصداء دولية، تبدو المشاركة الروسية في سوريا بعيدة عن الانتهاء.

وبانتظار الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين السوريين التي من المتوقع ان تبدأ غداً في سويسرا، يبدو وقف إطلاق النار هشاً بشكل متزايد، خصوصاً حول مدينة حلب (شمال) حيث يتهم الروس جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، بإقناع الفصائل المقاتلة بالوقوف إلى جانبها رغم وقف اطلاق النار وبالتالي حشد آلالاف المقاتلين.

اقرأ أيضا  روسيا ستكمل انسحابها من سوريا في ثلاثة أيام

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تشن جبهة النصرة هجمات ضد قوات النظام في محافظتي حماه واللاذقية.

ولدى إعلانه عن انسحابه من روسيا، حذر بوتين من أن الأمر سيستغرق “بضعة ساعات” لكي تقرر موسكو العودة عبر عملية إعادة انتشار إذا لزم الامر.

وقال كوناشنكوف في هذا الصدد “كل ما نحتاجه (للعمليات في سوريا) موجود” في حميميم.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.