شعارنا”السعادة الزوجية بأيدينا”

الخميس،29ربيع الثاني1436//19 فبراير/شباط 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
آمنة سلطان المالكي
سأتحدث اليوم عن طريق حل المشاكل الأسرية من خلال سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ومن الآيات العظيمة في القرآن الكريم .
أولا :- مواقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية تعامله في حل المشاكل الزوجية :
1- عن أنس قال: ( أهدت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قصعة، فضربت عائشة القصعة بيدها، فألقت ما فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طعام بطعام، وإناء بإناء) رواه الترمذي وحسنه، والحديث في البخاري بلفظ آخر .
2- والأعجب أنه صلى الله عليه وسلم كان مع ذلك الحال يلاطفهن في القول، وكأنه لم يصدر منهن شيء ذو بال، فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إني لأعلم إذا كنتِ عنِّي راضية، وإذا كنت علي غضبى ” قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : ” أما إذا كنتِ عنِّي راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ” قالت : قلتُ أجل والله يا رســـــول الله، ما أهجر إلا اسمك ” رواة البخاري .
**وحين النظر إلى مبلغ حلمه صلى الله عليه وسلم على أزواجه :-
إنه تظلُّ إحداهن هاجرة له اليوم كله، وتستطيل إحداهن بيدها بين يديه على ما يخالف الواجب في حقه عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك فهو يُغضي عن ذلك ويحلم ويصبر ويصفح، وهو القادر على أن يفارقهن، فيبدله ربه خيرًا منهن مسلمات مؤمنات قانتات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً، كما وعده ربه سبحانه إن هو طلَّقهن، ولكنه كان رؤوفًا رحيمًا، يعفو ويصفح ولا يزيده كثرة الجهل عليه إلا حلمًا .
ثانياً :- نجد الآيات في القرآن الكريم التي تحث على الإصلاح بين الزوجين وعلى كل طريق يوصل إليه :-
(ا) التي تتناول ما يتعلق بالمعاشرة بين الزوجين :-
قال تعالى (وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [النساء:129] (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾[ سورة النساء: 128]
(ب) حينما ذكر الله عزَّ وجل أن ابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها للإصلاح بين الزوجين
قال تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً) [النساء: 35].
ومن ذلك: قوله تعالى (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً) [البقرة: 228]
قال تعالى( فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) [النساء : 127]
(ج) من فضل الإصلاح بين الزوجين كما قال الشيخ محمد صالح المنجد :-
الإصلاح بين الزوجين شأنه عظيم، وعموم الإصلاح بين المسلمين له أجر كبير:{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}(النساء:114)، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم إصلاح ذات البين أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة وعند سؤالك عن السبب لوجدت أن الإفساد، وأن التحاسد والحقد، والبغضاء والضغينة تحلق الدين، وإزالتها تكون بالإصلاح.
أخيرا الحب في الإسلام
إن أول حب في الإسلام كان حب الرسول الكريم للسيدة خديجة بنت خويلد فهي من آمنت به وصدقته وأعانته على إبلاغ الرسالة ورزق منها بالأولاد قال عنها الرسول ( آمنت بي حين كفر بي الناس وصدقتني حين كذبني الناس ورزقني الله ولدها وحرم ولد غيرها ) صدق الرسول الكريم . كان الرسول الكريم يحب السيدة عائشة حبا شديدا فكانت البكر الوحيدة التي تزوجها الرسول وكانت ابنة صاحبه أبو بكر الصديق خطبها وهي ابنة السابعة وتزوجها وهي في التاسعة من عمرها فليس من العيب في شيء أن يعبر الإنسان عن حبه من يحب ولكن المهم هو الحب في الحلال. ذات مرة سألت السيدة عائشة الرسول الكريم وقالت ( كيف حبك لي ؟ ) فقال لها الرسول :ـ كالعقدة في الحبل وكانت تتركه حينا ثم تسأله ( كيف حال العقدة) ؟ فيقول صلى الله عليه وسلم :ـ هي على حالها .
آمنة سلطان المالكي

اقرأ أيضا  وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... في ظلال القرآن
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.