عندما يحلم الأطفال : قصص بين الألم والأمل

محمد شعبان، مراسل وكالة مينا للأنباء في فلسطين

مع ازدياد الحصار المفروض على قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة المرتكبة بحق الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية، تزداد معاناة الأطفال الفلسطينيين، الذين يحاولون بشتى السبل الدفاع عن حقوقهم وايصال رسائلهم واحلامهم إلى العالم.

فقد قامت مجموعة 16 اكتوبر الإعلامية التابعة لوحده الاعلام الاجنبي في مؤسسه الثريا للاتصال والتواصل، بالشراكة مع رابطه الفنانين الفلسطينيين وتحت رعاية المركز الثقافي الماليزي، بتنظيم الحفل الفني المميز بعنوان “When Kids Dream” يوم السبت الموافق 29 يناير، في مسرح رشاد الشوا في مدينه غزه.

وسلط هذا الاوبريت الفني الضوء على سلسله من القضايا الوطنية والإنسانية على راسها عرض جزء من معاناه الاطفال الفلسطينيين في ظل الاحتلال والانتهاكات المتواصلة بحقهم، والحروب المستمرة والحرمان ممارسه حياتهم الاعتيادية كأي انسان على وجه هذا الكوكب.

ويأتي هذا الاوبريت الفني بعد ١٦ عام من الحصار الخانق على قطاع غزة، كإحدى الوسائل المهمة في ايصال الرسالة الفلسطينية للعالم، وكذلك التعبير عن حقوق الفلسطينيين الانسانية التي يكفلها القانون الدولي.

ويعد هذا العمل المميز احدى اولى انجازات مجموعه 16 اكتوبر الإعلامية لعام ٢٠٢٢، والتي تهدف إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية ورصد انتهاكات الاحتلال وتصديرها دوليا بكل الوسائل الممكنة.

تموت هديل وتموت الطفولة الفلسطينية

“هديل تبلغ من العمر ٩ سنوات، بل كان عمرها ٩ سنوات. هذا الصباح، هديل كان عمرها ٩ سنوات.” هذا ما قالته الطفلة دينا في، في وصفها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي المرتكبة ضد الأطفال الفلسطينيين دون تمييز.

لم تنتهي جرائم الاحتلال الإسرائيلي الوحشي عند استهداف الفلسطينيين وتجهيرهم ومصادرة اراضيهم وممتلكاتهم، بل طالت هذه الانتهاكات براءة الأطفال واحلامهم وطفولتهم التي حرموا من عيشها في ابسط صورها كأي طفل على وجه الكوكب.

وقد تناول المشهد الأول من الأوبريت صور الحروب الإسرائيلية التي شهدها الأطفال، وكذلك قتل الأطفال الأبرياء بدون ذنب، حيث قالت رشا،” هذه أنا، رشا، طفلة فلسطينية ولدت قبل 13 عاما على أصوات القصف بدل  الألعاب النارية وصوت الخوف والقلق بدل الزغاريد والضحكات، كبرت قبل أواني، انا طفلة فلسطينية مهاجرة لاجئة يلاحقني الاحتلال في كل مكان في ارجاء وطني فلسطين وحتى خارجه.”

اقرأ أيضا  حماس: تهديدات غانتس لغزة "محاولة ترميم لصورة جيشه"

وفي مشهد مأساوي، عبرت مريم عن صدمتها بالدمار الذي حدث بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلها، حيث قالت، ” قال ابي لنا لا تخرجوا من البيت، فلا مكان آمن في غزة ظانا ان البيت هو الأمان. لكن ما هي الا دقائق وتستهدف العمارة السكنية التي توجد فيها اكثر من 20 عائلة، وتسقط عائلتي بأكملها شهداء. وكنت انظر إلى أمي وهي تحتضن اخوتي الصغار وتحاول ان تحميهم وتحميني لكنها لفظت أنفاسها امام عيني.”

في أداءها لدور الطفلة المقعدة على كرسي متحرك بسبب استهداف الاحتلال لها خلال مشاركتها في مسيرات العودة السلمية، وصفت الطفلة بسمة وحشية الاحتلال وعدم تمييزه بين اهداف مشروعة وغير مشروعة. وقالت ” برغم انه مسيراتنا سلمية الا انه العدو لا يميز ويستهدف كل ما هو فلسطيني، ركزوا على ترك اعاقات في صفوف المتظاهرين لكي يقتلوا العزيمة فينا.”

في وصفها للمعانة اليومية في غزة جراء الانقطاع الكهربائي المستمر، وجهت الطفلة منة العديد من الأسئلة للعالم، حيث قالت، “إلى متى سنبقى على هذا الحال؟ متى سأسمع ان الكهرباء متوفرة على مدار 24 ساعة، والانترنت سرعته قوية لكي اتمكن من متابعة دروسي؟”

ووجهت الطفلة نور دلول في مقابلة مع مينا، رسالة الأطفال الفلسطينيين ومعانتهم، حيث قالت، “نحن اطفال غزة محاصرون في قطعة صغيرة جدا من الأرض، ونعيش في ظروف قاسية وأوضاع معيشية صعبة  منذ ١٥ عام . حرمنا من الكثير من حقوقنا، وعانينا الكثير ولا زلنا نعاني من ويلات الحروب والاحتلال والحصار. نشعر دائما بالخوف و القلق وانعدام الامان.

وتابعت، “الأطفال الذين بعمري هم اطفال نجوا من ٥ حروب متتالية و من ٥ كوابيس متتالية  و أصبحوا يائسين من الحياة بالرغم من أنهم على قيد الحياة  هم في الحقيقة أجساد بلا أرواح و لسنا متأكدين من أننا سوف نموت أو أننا سوف ننجو في المفاجأة القادمة من هذا الاحتلال.”

رغم المعاناة، أطفال فلسطين لا يزالون قادرون أن يحلموا

كذلك قام أطفال مجموعة ١٦ اكتوبر الإعلامية بعرض جزء من رسائلهم وامنياتهم التي يريدون ايصالها الى العالم اجمع، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والحصار الخانق والحرمان من ادنى الحقوق الانسانية.

اقرأ أيضا  الهيئة الوطنية تعلن انطلاق الحراك البحري الـ26 الثلاثاء المقبل

وفي تعبيرها عن شغفها بالرسم رغم كل الصعوبات التي تواجها، اضافت الطفلة سارة، ” انا عمري 10 سنوات من القهر والعذابات. انا فنانة وفزت بمسابقات محلية. رسوماتي تحاكي ظروف حياتنا تحت احتلال غاشم فهل سيأتي اليوم الذي ارسم فيه عن الطفولة والحب الحدائق والجمال. وقد تساءلت، “هل سيأتي عام 2022 بما يسر شعبنا وينهي الاحتلال، واحقق حلمي واسافر واشارك بمسابقات دولية وافوز.؟”

حبها لشعبها لم يغادر حلمها، حيث تحلم الطفلة ندى ببناء واعمار وطنها رغم تدمير الاحتلال للكثير من المنشآت والمنازل، حيث قالت، ” حلمي أن أصبح مهندسة ابني واعمر بلدي بعدما الاحتلال هدم كل شيء جميل في وطني. حلمي ان نبدع في العمارة وانه لا يكون الأمر مرتبط بسماح الاحتلال بدخول مواد البناء إلى غزة المحاصرة.”

على نحو غير متوقع، فاجأت الطفلة الصغيرة وفاء الجمهور بأمنيتها الغير عادية، حيث قالت هذه الطفلة البريئة، “أنا امنيتي مختلفة عنكم. أحب اهلي وامنيتي أن أعيش معهم اكبر وقت ممكن. لذا اتمنى أن أموت شهيدة، ليس حبا في الموت ولكن حبا وشوقا للقاء اهلي الذي قتلهم الاحتلال في عدوان 202١”

وفي حديثها لمينا، وجهت الطفلة دينا، عضو في فريق أطفال مجموعة ١٦ اكتوبر الإعلامية، رسالة إنسانية مفادها، “أطفال العالم لديهم متسع من الوقت للتفكير في احلامهم ليجعلوها واقعا. اما اطفال فلسطين فأزيز الطائرات وهدير الدبابات الصهيونية تغتال أحلامهم البسيطة.”

وتابعت “فحلمي ليس اكثر من العيش حياة كريمة كباقي اطفال العالم. اعيش طفولتي بهدوئها، آمنة، وامارس هواياتي وأنمي مواهبي، وفي المستقبل اصبح دكتورة اطفال أساعد اطفال العالم وأقضي على الأمراض التي تسرق منهم طفولتهم.”

مجموعة 16 اكتوبر الإعلامية صوتٌ لا ُيخمد

منذ سنوات، شقت مجموعة 16 أكتوبر الإعلامية طريقها إلى الحقيقة لتكشف للعالم أجمع جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتحدثت بلغة إنسانية يفهمها العالم أجمع، من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية ورصد جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

في حديثها مع مينا، قالت الصحفية وفاء العديني، مديرة مجموعة ١٦ اكتوبر الإعلامية، ومسؤولة وحدة الإعلام الأجنبي في مؤسسة الثريا للاتصال والإعلام، “مجموعة 16 أكتوبر هي مجموعة من النشطاء الإعلاميين الفلسطينيين والصحفيين من غزة الذي يعملون على خدمة القضية الفلسطينية من خلال إيصال الواقع الفلسطيني إلى المجتمع الدول. كما ويعملون على فضح جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين، ودحض روايات الإسرائيليين.”

اقرأ أيضا  استطاع اللاجئون الفلسطينيون العودة إلى معسكر في دمشق

ويركز عمل الفريق على توجيه الشباب الفلسطيني للدفاع عن قضيتهم وإيصال رسالتهم إلى العالم من خلال التقارير المصورة والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي وإعداد المقابلات الصحفية والبرامج التلفزيونية وتدريب الشباب الناطق بالإنجليزية، للتحدث والدفاع عن القضية إعلاميا ودوليا.

في حديثها مع مينا، أكدت الناشطة بسمة البايض، عضو في مجموعة ١٦ اكتوبر الإعلامية، أهمية المجموعة على الصعيد الإعلامي والإنساني، حيث قالت، “إيمانا منا في قوة الكلمة وحقنا في المقاومة والدفاع عن انفسنا، قررت الانضمام مجموعة ١٦ اكتوبر الإعلامية، حيث تعد بوابتي إلى العالم الخارجي.”

كما ويعمل الفريق أيضًا على تطوير الأطفال الناطقين باللغة الإنجليزية الذين عانوا من الحروب والدمار والقصف من أجل كسر صمتهم وأن يكونوا متحدثين باسم الأطفال الفلسطينيين، حيث تضم هذه المجموعة فريق مميز من الاطفال المبدعين الناطقين باللغة الإنجليزية الذين يسعون بكل جهودهم إلى خدمه القضية الفلسطينية، والمطالبة بحقوقهم الانسانية.

وعن طبيعة عملها داخل الفريق قالت الناشطة بسمة، “عندما انضممت إلى هذا الفريق المميز، قمت بالمشاركة في عدد من اللقاءات والندوات الإعلامية والعروض المسرحية وكذلك الأنشطة الميدانية، التي تهدف إلى رفع الصوت الفلسطيني ليسمع في كل مكان، ولكي نخبر العالم أن هناك شعب فب أرض فلسطين لا يزال يقاوم الاحتلال حتى زواله.”

في رؤيتها، تسعى مجموعة 16 اكتوبر الإعلامية الي خلق كادر شبابي اعلامي مميز ناطق باللغة الإنجليزية، قادر على ايصال الرسالة والرواية الفلسطينية الى العالم اجمع ودحض الروايات والادعاءات الإسرائيلية الكاذبة وكذلك كشف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المرتكبة بحق الفلسطينيين في كافه ربوع الوطن وخارجها.

وكالة مينا للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.