فزاعة “داعش” للمرة الثانية

فزاعة داعش - auliban.com -
فزاعة داعش – auliban.com –

د. عاصم شاور

الثلاثاء 11 ربيع الأول 1437//22 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا

عبر عضو تنفيذية منظمة التحرير د. أحمد مجدلاني عن تخوفه من أن ينشغل المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب بعد تفجيرات باريس وسقوط الطائرة الروسية وغيرها من عمليات إرهابية عن الملف الفلسطيني, وتكون نتائجها انتظار الحل السياسي للقضية لسنوات قادمة على غرار ما حدث في أعقاب أحداث سبتمبر وهجمات القاعدة في أمريكا، ولكن المجدلاني يعتبر أن الأخطر من ذلك حسب ما يلوح في الأفق هو أن تتبنى داعش الدفاع عن القضية الفلسطينية فتستخدم الضفة وغزة لتنفيذ عمليات ضد (إسرائيل) خدمة لمشروعها السياسي وليس من باب المطالبة بحقوق الفلسطينيين على حد تعبيره.

هذه هي المرة الثانية التي يثير فيها قيادي في منظمة التحرير المخاوف من داعش داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ويزعم أن خطرها “يلوح في الأفق”، وأن داعش تتدحرج إلى الضفة الغربية، ولكننا لا نرى أي أثر أو خطر لداعش في الضفة الغربية أو حتى غزة، كما أننا نرى أن الخطر الأكبر من داعش هو المحتل الإسرائيلي، فهو الذي يحرق أطفال فلسطين في الضفة وسبق أن أحرقهم في غزة، وهو الذي يعدمهم بدم بارد في الضفة وسبق أن أعدمهم بالفوسفور الأبيض في غزة، وما زال قطاع غزة يعاني من الإرهاب الإسرائيلي وكذلك تعاني منه الضفة الغربية وكل الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين، فعدونا الوحيد هو (إسرائيل) ولن نخلق عدوًا آخر من الوهم والسراب حتى يلتفت المجتمع الدولي إلينا، هذه طريقة بدائية وفاشلة في تحريض المجتمع الدولي ضد المحتل وقد تكون وبالًا على الفلسطينيين بتحويل مقاومة الشعب الفلسطيني إلى إرهاب في نظر المجتمع الدولي كما تحاول الولايات المتحدة إثباته، فتصريحات مجدلاني وتأكيده على أن داعش ” تتدحرج” إلى الضفة قد يستغل دليلًا باعتباره صادرًا عن جهة رسمية لقمع المقاومة في الضفة الغربية وليس للوقوف إلى جانب السلطة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضا  بريطانيا تدين خطط بناء 6 آلاف وحدة استيطانية إسرائيلية في القدس

وأخيرًا نذكر المجدلاني بأن تفجيرات البرجين في الولايات المتحدة الأمريكية كانت عام 2001 أي بعد عامين من انتهاء المدة المحددة لإقامة الدولة الفلسطينية حسب اتفاقية أوسلو، وهذا يعني أن من يريد دحر الاحتلال بالاعتماد على المجتمع الدولي عليه أن ينتظر مائة عام ولن يحصل على أي شبر سيادي على أرض فلسطين، سواء انشغل المجتمع الدولي بمكافحة الإرهاب أم لم ينشغل، وأن الطريق الوحيد لدحر الاحتلال هي المقاومة, وبالتالي على منظمة التحرير أن تدعم بقوة انتفاضة القدس وأن تبني على انتصار المقاومة في قطاع غزة وعليها أن تستعيد بندقيتها حتى يأتي المجتمع الغربي راكعًا أمام الشعب الفلسطيني ومقاومته.

المصدر : فلسطين أون لاين

اقرأ أيضا  مفهوم التقوى