فضل شهر الله المحرم

(معراج )- محمد رفيق مؤمن الشوبكي

رجح طائفة من العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم، قال ابن رجب: وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل فقال الحسن وغيره: أفضلها شهر الله المحرم ورجحه طائفة من المتأخرين، ويدل على هذا ما أخرجه النسائي وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه قال: “سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟ فقال: خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم”، قال ابن رجب رحمه الله: “وإطلاقه في هذا الحديث (أفضل الأشهر) محمول على ما بعد رمضان”. أي أن شهر الله المحرم أعظم الشهور بعد رمضان.

ومما يدل على فضل شهر الله المحرم ما رواه مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”.

ويدل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر محرم لا صومه كله، فلم يصم النبي صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً غير رمضان.

وقال النووي: “فإن قيل: في الحديث إن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم، فكيف أكثر الصيام في شعبان دون المحرم؟ فالجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر حياته قبل التمكن من صومه، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر أو مرض أو غيرهما”.

مسألة: حكم صيد البر في الأشهر الحرم:

إن تحريم صيد البر متعلق بأمرين:

الأول: الإحرام بحج أو عمرة: لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ [سورة المائدة: 95].

الثاني: الصيد في حدود الحرم: والمقصود به مكة والمدينة للأحاديث الواردة في ذلك.

أما الصيد في الأشهر الحرم لغير المحرم بحج أو عمرة وفي غير حدود الحرم (مكة والمدينة) فجائز ولا بأس فيه.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

اقرأ أيضا  الظلم عاقبته وخيمة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.