في غزة.. يكره الناس حماس !!

الإعلام الصهيوني - aljazeera.net -
الإعلام الصهيوني – aljazeera.net –

د. فايز أبو شمالة

الخميس 8 جمادى الثانية 1437// 17 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

لا تكل ماكنة الإعلام الصهيونية عن ضخ الأكاذيب على مدار الساعة؛ أكاذيب خفيفة الدم ورشيقة ومغلفة بالحقائق؛ تهدف إلى تغذية العقول العربية بما تريده الجهات الأمنية الإسرائيلية، بحيث تخدم استراتيجية اليهود في دوام السيطرة على المنطقة.

لقد نجح الإعلام الصهيوني حتى الآن في تحميل المقاومة الفلسطينية كل أسباب الضائقة التي يعاني منها المواطن في قطاع غزة، فإن انقطعت الكهرباء صرخ الناس: الويل لحركة حماس، إنها السبب، فهي التي ترفض تسليم الحكم إلى سلطة رام الله، وإذا طفحت الشوارع بمياه الأمطار، صاح الناس، هي حماس، إنها السبب، وإذا انخفض سعر البطاطس أو ارتفع سعر الدجاج، ألقى الناس بالمسئولية على حركة حماس، وإذا أطلق العدو الإسرائيلي قذائفه الصاروخية على التجمعات السكنية، اتهم البعض حركة حماس بالمسئولية، لأنها لم تكسر عنق البندقية، ونسوا أن العدو الإسرائيلي يقتل في الضفة الغربية للمتعة والتشفي وإثارة الرعب، ونسي الناس أن الذي يتحكم في المعابر والمتاجر والمخافر هو العدو الإسرائيلي الذي وقع الاتفاقيات مع السلطة، ونسي الناس أن اتفاقية الكهرباء والماء والاتفاقية الاقتصادية والأمنية هي جزء من السياسة العامة التي ترعاها السلطة الفلسطينية بترتيب محكم مع العدو الإسرائيلي.

اقرأ أيضا  مصدر: السنوار يدعو الفصائل لاجتماع طارئ

لقد نسي الناس في غزة أن الضائقة التي تلف مناحي حياتهم كانت قائمة قبل ميلاد حماس، وقبل أن تتواجد حماس على الخارطة السياسية، ودليلي على ذلك ما لحق بالفلسطينيين من مجازر ومذابح وجوع وتشريد وتهجير وتحقير وإهانة وملاحقة واغتصاب لأرضهم على مدار عشرات السنين؛ التي لم تكن فيها حركة حماس قد أطلقت صرخة الميلاد، ودليلي على ذلك ما يجري هذه الأيام في مدن الضفة الغربية، حيث يعمد العدو الإسرائيلي إلى محاصرة القرية أو المدينة التي يخرج منها الاستشهادي، ويحرم الجيش الإسرائيلي مواطنيها من العمل، ومن الوصول إلى حقولهم، إنه العقاب الجماعي الهادف لإثارة الرعب والردع.

الأمر واضح لمن أراد أن يدرك الحقيقة، ويتعرف على (إسرائيل) التي لا تلعب الشطرنج على أرض غزة والضفة الغربية، ولا تنتظر صفارة الحكم الدولي ليعلن نهاية المباراة، إسرائيل تلعب لعبة الوجود من خلال الدم والبارود، ومن يفهم الواقع الفلسطيني بعيداً عن هذا المنطق، فعليه أن يراجع وعيه السياسي، وقدراته الوطنية، وليدقق في انتمائه لهذا التراب المقاوم.

اقرأ أيضا  الدور نصف النهائي من بطولة اندونيسيا المفتوحة لعام 2019

ما سبق من توثيق للأحداث لا يعفي حركة حماس من المسئولية عن أخطاء بعض المسئولين الذين عينتهم الحركة في مناصب ومواقع لها احتكاك مباشر مع الجمهور، فأساؤوا للعلاقة بين المواطن وحركة حماس، قبل أن يسيئوا للعلاقة بين المواطن والمسئول، ولكن هذه الأخطاء التي وقعت لا تعني أن حركة حماس كانت السبب في انتحار مختلٍ محبطٍ، أو كانت السبب في قتل الزوجة لزوجها، ولا هي السبب في قتل الفتاة لأمها، ولاسيما أن جميع سكان قطاع غزة يعرفون دوافع الجريمة، والتي لا ترجع لضائقة حياتية أو اقتصادية، وهذا ما تلعب عليه (إسرائيل) من خلال إعلامها وعملائها.

في غرف التحقيق، أرهقني الضابط اليهودي وهو يردد على مسامعي جملة خبيثة، كان يقولها هامساً مرة، وصارخاً مرة، وهازئاً مرة أخرى، وممزوجة بالإهانة مرات، كان يقول لي الضابط الإسرائيلي: مئة عين أم تبكي، ولا عين أمي تبكي.

اقرأ أيضا  فلسطين تدعو لمعاقبة إسرائيل ووقف تمويل نظامها العنصري

لقد فهمت مغزى المثل الخبيث الذي تعمد أن ينشره اليهود في أوساط الفلسطينيين؛ حين صار التسابق على المناقع والمكاسب والوظائف والمآثر والرتب العسكرية معلمًا من معالم السلطة الفلسطينية، لقد سمعت حينئذٍ مسئول إحدى التنظيمات الكبرى في خان يونس؛ سمعته يقول بصلف وغرور مقزز: مئة عين أم تبكي، ولا عين أمي تبكي.

المصدر : فلسطين أون لاين