كوارث إنسانية هزت العالم

alwafd.org
alwafd.org

الأحد 13 ذو الحجة 1436//27 سبتنبر/أيلول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
بالأمس انتشر مقطع بوسائل الإعلام يعرض مجموعة من أفراد الشرطة الأميركية في بلدة “ديلاوير” أثناء إطلاقهم النار على رجل أسود مقعد على كرسي متحرك مصاب بالشلل، ونشر الفيديو حيث يظهر رجل شرطي مسلح ببندقية نارية مصوباً سلاحه تجاه الرجل المشلول على كرسي متحرك مخاطباً إياه ارفع يديك قبل أن يطلق عليه النار ويرديه قتيلاً، وتبين أن الرجل المقعد غارق في دمائه إثر إصابته بالرصاص ولم يتمكن من رفع يديه بسبب شلله. كنا قلقين وخائفين أن تطلق علينا اتهامات أننا نحن وراء من قتله، خصوصا أنه مات أثناء فترة عيد الأضحى المبارك وأيام الحج، وهذا شاهد على الحملة الإعلامية المسعورة التي كشرت عن أنيابها وبدت تنفث سمومها وصديدها بشكل مقزز بعد دقائق من وقوع حادثة تدافع الحجاج في منى الذي تسبب في وفاة 717 حاجاً وإصابة 863 آخرين، بسبب خطأ بشري ربما يكون مقصوداً أو غير مقصود حيث ستظهر النتائج بعد إجراء التحقيقات في الحادث، ولو استعرضنا تاريخ ومسيرة الحج سيذكر التاريخ انه كان موسم الحج الوحيد الذي أشرف عليه الصفويون “القرامطة” كان عام 317 ه فقتلوا 30 ألف حاج في تلك المرحلة ودفنوا بئر زمزم بالجثث وسرقوا الحجز الأسود!.
وفاة الآلاف على جسر الأئمة جراء الزحام.. وأوروبا تعاني من استيعاب مئات آلاف اللاجئين
يجهل الكثير طريقة مناسك الحج وكيفية إتمامها وتأدية هذه المشاعر المقدسة والأجواء الروحانية رغم تعقيدها من هول وكثافة البشر الذين يتحركون بالملايين في مساحة محددة وبقعة صغيرة في إيعاز وحركة واحدة في تاريخ ويوم ولحظة محددة تستوجبها لإتمام مشاعر فريضة الحج، ولو استعرضنا الحالات الإنسانية والكوارث البشرية في العالم لنجد أن هناك حوادث كثيرة مأساوية عبر التاريخ عجزت عنها دول في تنظيمها والسيطرة عليها، وأقرب دليل حي هو نزوح 120 ألف مهاجر عربي لم تستطيع الدول الأوروبية كلها لاستيعاب هذا العدد القليل نسبة إلى آخر 36 عاماً مضت حيث تم استقبال أكثر من 70 مليون حاج وحدوث الوفيات لم يتجاوز الآلاف وهي نسبة ضئيلة إلى أعداد الحجاج المهولة، وأحيانا يصل في العام الواحد إلى أكثر من 3 ملايين حاج يتجمعون في هذه البقعة الطاهرة تلبية لنداء ربهم غير مكترثين بأي تعليمات أو إرشادات أخرى تحميهم من الوقوع في الخطأ، وبغض النظر عن حادثة مشاعر منى سواء بقصد أو بغير قصد فإنه لا يستحق ولا يستوجب هذه الحملة الإعلامية المسعورة والمغرضة من دول حاسدة وحاقدة بعينها لا تريد للمنطقة خير وتستكثر على المملكة احتضانها لملايين الحجاج وهو تشريف وتكريم من الله سبحانه وتعالى، وما تؤديه المملكة هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني حيث تهدر ملايين الريالات للتوسعة وشق الجبال وتمهيد الطرق وتوفير الخدمات الصحية والنظافة وتسخير أكثر من 150 ألف من رجال الأمن لحماية الحجاج والحفاظ على سلامتهم.
وشاهد الكلام سوف نستعرض بعض الأحداث التي أودت بملايين البشر من جراء التدافع والزحام، فمثلاً الآلاف ماتوا على جسر الأئمة في العراق قبل عدة سنوات جراء الزحام لزيارة الأماكن المقدسة حسب معتقداتهم ومذهبهم وكذلك حصل في ملعب كرة قدم في إيران وتزاحم الجمهور ومات مئات منهم وهم في ملعب كرة قدم، وزد على ذلك والشيء بالشيء يذكر أن الإنسانية شهدت منذ وجودها على الأرض العديد من الكوارث التي كادت أن تودي بها؛ منها ما كان نتيجة لعبث الإنسان بالطبيعة، ومنها ما كان نتيجة كوارث خارج إرادة البشر، كالزلازل والبراكين والفيضانات والانهيارات، ومنها ما كان نتيجة شرور الإنسان تجاه نفسه، وتستعرض في هذا الصدد أشكالا متنوعة لبعض هذه الكوارث على امتداد العصور ومن مختلف الظواهر والمواقع.
* الطاعون الأسود
في القرون الوسطى
أشارت الإحصائيات في عام 2007 إلى أن 45 ٪ 50 ٪ من سكان أوروبا خلال القرن الرابع عشر ماتوا خلال أربع سنوات، لكن ثمة قدر لا بأس به من التباين الجغرافي للوفيات ففي إيطاليا وجنوب فرنسا وإسبانيا، حيث انتشر الطاعون لأربع سنوات على التوالي مات 75 ٪ إلى 80 ٪ من عدد السكان. أما في ألمانيا وبريطانيا مات 20 ٪ من عدد السكان، أما في الشرق الأوسط فإن الموت الأسود قتل نحو 40 ٪ من سكان مصر.
حكومات أوروبا لا يَبدو أنها استجابت لهذه الأزمة لأنه لم يكن أحد يعرف سبب أو كيفية انتشار المرض في 1348، إذْ أنّ انتشار الوباء كان ذا سرعة كبيرة لدرجة أن الأطباء لم يكن لديهم وقت للتفكير في أصوله، وقد كان من المألوف أن يتعرض نحو 50% من سكان المدن للموت وأيضا كان الأوروبيون الذين يعيشون في مناطق معزولة يعانون من ذلك.
* وباء أنفلونزا 1918
عرفت بالأنفلونزا الأسبانية أو الوافدة الإسبانيولية هو وباء قاتل انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلف ملايين القتلى، تسبب بهذا الوباء نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (أ) من نوع H1N1. وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات إكلينيكية واضحة، وما بين 20 -100 مليون شخص توفوا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفين في الحرب العالمية الأولى.
الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.
بالرغم أن الحرب العالمية الأولى لم تساهم بشكل مباشر في حدوث المرض؛ إلا أن ثكنات الجنود المكتظة وتحركات المشاة الهائلة سارعت من وتيرة انتشار الوباء، تكهن بعض العلماء أنه نتيجة لسوء التغذية لدى الجنود وتعرضهم للمواد الكيميائية في الحرب فإن نظامهم المناعي الضعيف حولهم إلى حاضنات نقلت المرض عبر مختلف الدول، وتذكر بعض المراجع أن الوباء كان سبباً في ترجيح كفة قوات الحلفاء وعاملاً في نجاح حملاتهم في المناطق الوسطى وفوزهم في الحرب.
* فيضانات أنهار
وسط الصين 1931
في الفترة من عام 1928 إلى عام 1930، ضرب الصين جفاف لفترة طويلة. ومن خلال بعض الحسابات، بدأت الأرصاد الجوية غير الطبيعية في وسط الصين في الشتاء في أواخر عام 1930. حيث تبع العواصف الثلجية التي وقعت في الشتاء ذوبان الجليد في الربيع وأمطار غزيرة أدت إلى ارتفاع منسوب مياه الأنهار بشكل كبير. وتصاعدت حدة الأمطار في يوليو وأغسطس من عام 1931. وفي يوليو وحده ضرب الإقليم سبعة أعاصير. بمتوسط إعصارين في كل عام.
* عدد الضحايا والأضرار
تشير المصادر الصينية عادة إلى أن عدد القتلى جرّاء فيضان نهر اليانغتسى حوالي 145000، إلى جانب أضرار الفيضان التي أثرت على نحو 28.5 مليون نسمة، بينما تشير معظم المصادر الغربية إلى عدد أعلى بكثير من القتلى ما بين 3.7 و4 ملايين نسمة.
* الهجوم النووي على
هيروشيما وناجازاكي 1945
هو هجوم نووي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، قامت الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل نووية بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط.
قتلت القنابل ما يصل إلى 140 ألف شخص في هيروشيما، و80 ألفا في ناجازاكي بحلول نهاية عام 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15-20٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي.
* بركان أوروميرو
في كولومبيا 1985
في يوم ١٣ نوفمبر عام ١٩٨٥، وقعت حادثة أليمة في توليمو بكولومبيا سُمِّيت ب”حادثة أرميرو المأسوية” التي كانت إحدى العواقب الوخيمة التي نتجت عن انفجار البركان الطبقي نيبادو ديل رويس في توليمو. وثار هذا البركان مرة أخرى بعد ٦٩ عاماً من الخمود ليحدث انفجارًا هائلًا يضرب المدن المجاورة على حين غرة بالرغم من أن الحكومة كانت قد تلقت تحذيرات من المنظمات المتخصصة في علم البراكين لإخلاء المنطقة. وذلك عندما كُشف عن نشاط بركاني في سبتمبر عام ١٩٨٥.
عند انفجار البركان، انبثقت من فوهته تدفقات لصخور بركانية فتاتية تسببت في ذوبان مثلجات الجبل. أدى ذلك إلى انحدار أربعة انهيارات طينية بركانية على سفوح الجبل حيث اجتاحت الانهيارات البركانية بعد ذلك مدينة أرميرو مما تسبب في مقتل أكثر من ٢٠٫٠٠٠ مواطن من أصل ما لا يزيد عن ٢٩٫٠٠٠ مواطن في أرميرو. وقد بلغ عدد الوفيات ٢٣٫٠٠٠ ضحية في مدن أخرى خاصة مدينة شينشينا.
* كارثة مفاعل تشرنوبل 1986
تعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم. في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986 حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. كما ساهم عامل بنية المفاعل في الانفجار حيث إن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الجرافيت.
نتج الخلل عن تراكم أخطاء بشرية وقلة خبرة مهندسين شبان قاموا بالمناوبة تلك الليلة. وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ما قيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وقد لقي 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص.
وعقب الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل “منطقة منكوبة” والتي تشمل مدينة بربيات التي أنشأت عام 1970 لإقامة العاملين في المفاعل وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل.
* أحداث 11 سبتمبر 2001
الأحداث الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001، حيث تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وقد سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية ونحو 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة. حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية عقب هذه الأحداث، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام.
* إعدام المعارضين
في إيران على يد الخميني
تقول مصادر المعارضة الإيرانية إن الخميني كان قد أمر في صيف عام 1988 بإعدام كافة المعارضين في السجون الذين لم يغيروا موقفهم من السلطة وخلال شهر رمضان في ذلك التاريخ أعدم ما يقارب 4500 سجين.
وتفيد مصادر إعلامية عالمية بأن الأوساط السياسية في طهران وقم ترى في أقوال المرشد الأعلى محاولة لإظهار سعة الصدر لديه مقارنة بقائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني، وهي في نفس الوقت رسالة تهديد فحواها أنه بإمكانه إعدام المعارضين لو أراد ذلك.
وتؤكد المنظمات الحقوقية الدولية أن النظام الإيراني قام ويقوم يومياً بإعدام 10 أشخاص، أي إعدام ما يزيد على 3600 شخص في العام الواحد، وهو رقم يضع إيران في المرتبة الثانية بعد الصين، وبإمكان المرشد الأعلى إلغاء الأحكام الصادرة.
* زلزال بم في إيران 2003
زلزال ضرب مدينة بم الواقعة في شرق محافظة كرمان الإيرانية في صباح يوم 26 ديسمبر 2003، بلغت قوة الزلزال 6.6 على مقياس ريختر.
خلف الزلزال حسب الإحصائيات الرسمية نحو 42000 قتلى و50000 من الجرحى فيما ترك 10,000 شخص بلا مأوى، وبالرغم من ذلك فإن العدد الحقيقي للضحايا أعلى من ما صرحت به المصادر الحكومية، دمر ما يقارب من 90% من منشآت المدينة فيما دُمرت قلعة بم الأثرية التي يزيد عمرها عن 2500 سنة.
* تسونامي 2004
في المحيط الهندي
حدث زلزال في المحيط الهندي قدرت شدته ب”9″ درجات على مقياس ريختر، وقع في 26 ديسمبر 2004 مما تسبب في توليد موجة تسونامي راح ضحيتها ما يقارب 300,000 من البشر. وتكبدت اندونيسيا أعلى نسبة من الخسائر في الممتلكات والضحايا، وتعد موجة المد هذه من أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث. الزلزال الذي وقع في المحيط الهندي يعد الأعنف من نوعه منذ زلزال الجمعة الكبير الذي قدر بمقياس 9.2 درجات في ولاية ألاسكا الأمريكية.
تسونامي قام برفع مستوى البحر لدى الشاطئ إلى ارتفاع 15 متراً نتيجة كمية المياه الهائلة القادمة من عرض المحيط باتجاه الشاطئ، وكانت اندونيسيا، سريلانكا، الهند، وتايلاند من أكثر المتضررين من موجة المد لقرب هذه الدول من مكان الصدع الأرضي.
وقد استعرضنا أن هذه الحوادث البشرية والمأساوية مستمرة لا يستطيع إيقافها إلا خالقها ونستغرب كلما حدث حادثة في أيام الحج عادت الاسطوانة المشروخة لتهاجم المملكة من جديد، وهو كلام مكرور من عقول متحجرة وقلوب سوداء تحمل في داخلها غل وحسد لا تستطيع أن تتجاوزه ، بحسب الرياض.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  إندونيسيا تحتاج إلى النضال من أجل العدالة الاجتماعية
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.