مسلمو ألمانيا يخشون نسخة أكثر رديكالية من حزب البديل

ألمانيا (معراج) – حذّر المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (غير حكومي)، اليوم الخميس، من أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” (يمين متطرف)، يتجه إلى اتباع “سياسات أكثر رديكالية ومعاداة للمسلمين”، بعد تنحي رئيسته فراوكه بيتري عن قيادة حملته للانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.


وقال رئيس المجلس، أيمن مزيك، في تصريحات نقلتها صحيفة “نيو أوزنبروكر تسايتونغ”، إنه “في الوقت الذي كانت فيه بيتري تُفضل الدخول في حوار مع المجلس المركزي للمسلمين، كانت القوى الأخرى داخل الحزب ترفض ذلك المسعى، وفق الأناضول.
وأضاف أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” يتماهى حاليًا مع الحزب “القومي الديمقراطي” (يمين متطرف)، الذي قالت المحكمة الدستورية قبل أشهر إنه “يتبع أفكارًا نازية”، دون أن تحكم بحظره.

ورجح أن “البديل سيتجه لسياسات أكثر رديكالية ومعاداة للإسلام”، في ظل ابتعاد فراوكه عن قيادة حملة الانتخابات التشريعية المقبلة.

والعام الماضي، اعتمد حزب “البديل” برنامجًا انتخابيًا، ينص علي أن “الإسلام لا ينسجم مع الدستور الألماني”؛ ما دفع الأحزاب الرئيسية في البلاد إلى استبعاد الحزب من أي تحالفات محتملة داخل البرلمان، الذي سينبثق عن انتخابات سبتمبر/أيلول.

وبينما كانت تحاول فراوكه خلال الفترة الماضية، أن تنأى بالحزب عن منطقة اليمين المتطرف، عبر انتهاج أفكار وسياسات تلاقي استحسان الناخبين المفضلين لأحزاب الوسط، جاء إعلانها، أمس الأربعاء، التنحي عن قيادة الحملة الانتخابية بمثابة إقرار بالهزيمة أمام الجناح المتشدد في الحزب.

وفي مقطع فيديو نشر أمس، أوضحت بيتري (41 عامًا)، أنها لن تكون المرشح الرئيسي للحزب، ولن تقود الحملة الانتخابية بسبب “الصراعات الداخلية“.

وخلال الأشهر الماضية، شهد حزب “البديل من أجل ألمانيا” خلافات داخلية حادة علي تشكيل الفريق، الذي سيقود الحملة الانتخابية.

وفي مواجهة فريق قادته “بيتري”، يطالب بتسمية شخص واحد يقود الحملة الانتخابية، قاد نائب رئيس الحزب، أليكسندر غاولاند، فريقا آخر يطالب بتشكيل فريق من نخبة سياسيي الحزب لقيادة حملته الانتخابية في اقتراع سبتمبر/أيلول؛ ما أدى إلى استقطاب شديد.

وبعد تنحي بيتري عن لعب أي دور في قيادة الحملة الانتخابية، يُرجح أن يشكل “البديل من أجل ألمانيا”، خلال الأسابيع المقبلة، فريقًا يقود الحملة، يشمل في عضويته غاولاند، والسياسيين البارزين بالحزب: أليس فيدل، بيتركس فون شتورش، ليف إريك هولم، وأرمن باول هامبل.

ومنذ يوليو/تموز 2015، تتولي “بيتري” رئاسة “البديل من أجل ألمانيا”، الذي فشل في بلوغ عتبة دخول البرلمان في انتخابات 2013 بعد حصوله على 5% من الأصوات.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحل الحزب ثالثًا في الانتخابات المقبلة بـ11% من الأصوات، بعد “التحالف الديمقراطي المسيحي” (يمين وسط) بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، وحزب “الاشتراكيين الديمقراطيين“.

والمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (ZMD)، منظمة مركزية غير حكومية تأسست في عام 1987، ويترأسها الآن أيمن مزيك.

وكان يسمى قديمًا “دائرة العمل الإسلامية”، ويضم 35 جمعية، ومنظمة مركزية مسلمة، وكذلك أعضاء مستقلين، ويشتمل اليوم بجانب المؤسسات المدنية على ما يقرب من 300 رابطة للمساجد.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

اقرأ أيضا  ألمانيا: الكتب المدرسية تشوه حقيقة المسلمين
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.