مسلمو تايوان.. إشادة بوضع مستقر وشكوى من غياب التمثيل الرسمي

الأربعاء 18محرم 1438 الموافق 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

تايبي

أشاد إبراهيم جاو، إمام الجامع الكبير بتايبي، عاصمه تايوان، بحال المسلمين في البلاد مقارنة بنظرائهم في بلدان أخرى، غير أنه اشتكى غياب التعليم الديني والتمثيل في المؤسسات الرسمية.

يأتي ذلك في الوقت الذي وجه فيه الإمام الشكر لتركيا على تواصلها معهم عبر الزيارات المتكررة.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها “الأناضول” معه، تحدث خلالها عن وضع المسلمين في تايوان والمصاعب التي يقابلونها، كما ادان محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي.

وقال إبراهيم جاو إن “وضع المسلمين في تايوان مستقر مقارنة مع إخواننا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتمتع البلاد بالأمن”.

وأضاف أن عدد المسلمين في البلاد تجاوز 200 ألف، منهم 100 ألف من السكان الأصليين، والباقي من الذين قدموا إلى البلاد للعمل، وذلك من إجمالي عدد السكان البالغ 23 مليون، أي ما يعادل ما نسبته 1% من إجمالي السكان.

وحول تعامل الدولة مع المسلمين، قال جاو إن الحكومة لا تدعم ديانة بعينها لكنها تقدم فرص متساوية بين الأديان، وهو ما اعتبره “سيفا ذو حدين”.

وأوضح أن “كل معتنقي دين يزاولون نشاطاتهم ويدعون من يشاء له ضمن الحريات المكفولة من الناحية القانونية والدستور، ونظرا لغياب الدعم المادي من الحكومة، ونحن أقلية، فهناك ضعف من هذه الناحية”.

اقرأ أيضا  وزير خارجية إيران: أمريكا ليست قوة عظمى ويمكن هزيمتها دبلوماسيا

وفي الوقت نفسه أشاد جاو بالمساواة بين الأديان المختلفة في تايوان، التي لا تعترف بالأقليات بشكل رسمي ولكن بالقوميات، قائلا: “كلنا متساوون، وعلينا أداء الواجبات”.

وبشأن تواجد هيئة رسمية معنية بالأديان في البلاد، على غرار بعض الدول منها تركيا التي خصصت وزارة للشؤون الدينية يمثلها وزير تابع لرئاسة الوزراء، أفاد جاو أن تايوان بها دائرة حكومية تنفيذية صغيرة تتبع وزارة الداخلية تشرف على شؤون الديانات.

أما فيما يتعلق بالمشاكل التي تواجه المسلمين في تايوان، اشتكى إمام المسجد من عدم إدراج تعليم الدين الإسلامي ضمن المناهج التعليمية في المدارس، وهو ما يسري أيضا على كافة الأديان في البلاد.

وأوضح أنه “نظراً لأن المسلمين أقلية ومهاجرون قادمون من خارج تايوان، وغير متواجدين في منطقة بعينها، فإنهم يواجهون صعوبة في مواصلة التعليم، أو لو وصفناها بالجرعات غير الكافية حسب مراحل التقدم العمري للأطفال”.

وأشار إلى أن “كل رب أسرة هو من يقوم بتعليم أبناءه، قدر ما يستطيع، لكن التعليم في البيوت ليس شأنه مثل التعليم المنتظم في المساجد أو المراكز الإسلامية”، لافتا إلى أن تايوان بها فقط سبعة مساجد.

وحول التحديات التي تواجه المسلمين، لاسيما الأبناء في ظل علمانية الدولة، قال جاو “إنها كثيرة، ففي المنزل يستمع الأبناء لكلام وإرشادات آباءهم، لكن في الخارج يواجهون تحديات كثيرة ولا يجد كلمة عن الإسلام، وهذه مسؤوليتنا نحن الدعاة”.

اقرأ أيضا  إمام سعودي يوقف خطبة الجمعة بسبب مصلٍّ يلعب بهاتفه

ولمواجهة هذا الفراغ- بحسب جاو- ينظم المسلمون في تايوان، يوم الأحد من كل أسبوع وفي العطلات، أنشطة متنوعة منها إقامة مخيمات وندوات، كما يجتمع الشباب الجامعيون بصفة دورية ويقومون بمناقشة الأمور والمستجدات على شكل حلقات نقاش ودروس.

ويكلف كل واحد منه هؤلاء الشباب بمهام معينة يبحث عنها طيلة أيام الأسبوع وفي يوم اللقاء يقومون بتبادل الآراء وهناك مشرف بينهم ينظم اللقاء ويوجههم، كما يقول جاو.

وبشأن تمثيل المسلمين في المجالس النيابية ومؤسسات الدولة، قال جاو إنه “لا يوجد كوتة خاصة لهم في البرلمان، وبما أن المسلمين غير مجتمعين في منطقة بعينها، فصوتهم السياسي ضعيف (…) لذلك لا يوجد سياسيون مسلمون في تايون”.

ورغم إشادته بالدستور والقانون في تايوان، الذي لا يتبع “سياسة التفرقة”، إلا أنه وصفه بأن “ظاهره رحمة وباطنه عذاب”، حيث لم يراع كنظام ديمقراطي غربي “الأقليات ولا التوزيع الديني”.

وأشار جاو إلى أن تايوان تضم جميع الأديان سواء التي يعتنقها السكان الأصليون أو القادمون.

وتعقيبا على محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي، أعرب جاو عن أسفه بشأن ذلك، متضرعا بالدعاء لتركيا بالسلامة والأمان وتجنب الفتن.

اقرأ أيضا  إيران تعتقل دعاة سنة بتهمة "الترويج للسلفية"

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليوز الماضي، محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، وتصدى لها المواطنون في الشوارع، ولاقت رفضاً من كافة الأحزاب السياسية؛ ما أدى إلى إفشالها.

وأعرب إمام الجامع الكبير عن شكره للحكومة التركية على تواصلها معهم في السنوات الخمس الأخيرة، والزيارات المتكررة لمندوب وزارة شؤون الديانات، مشيرا إلى انها بداية تعاون مثمر مع تركيا.

واختتم جاو، حواره من الأناضول، متضرعا بالدعاء لتركيا بالاستقرار والأمن بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، كما تمنى أن تؤدي تركيا دوما رسالتها كدولة إسلامية مسؤولة تحمل هم الأمة ورسالة الخير أيضا في دعم العالم الإسلامي ، وفقا للأناضول.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.