وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب

الخميس 8 ربيع الأول1438 الموافق 8 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”

الشيخ عادل يوسف العزازي

وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 533].

وهذه الآية المعروفة بآية “الحجاب” حكمها عامٌّ لزوجات النَّبي صلى الله عليه وسلم ولغيرهنَّ، لا كما زعم البعض أنَّها خاصَّة بأمَّهات المؤمنين؛ والدليل على عمومها ما يلي:

‌أ. خطاب الواحد يعمُّ الجميع ما لم يأتِ دليل (يَقيني) خاص يَنقله من العموم ويجعله خاصًّا.

‌ب. قوله تعالى: ﴿ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾، فجعل النهي مرتبطًا بعلةِ  تطهير القلب، ولا شك أنَّ غير زوجات النَّبي صلى الله عليه وسلم أحوَجُ إلى هذا منهنَّ، فتأمَّل.

اقرأ أيضا  أنجح الزوجات أفضلهن تدبيرًا لمملكتها

‌ج. وأيضًا فالخطاب موجَّه إلى الرجال: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾، وكيف يخشى من عدَم  طهارة القلب إذا فقد الحجاب مع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهنَّ أمَّهات المؤمنين، ولا يُخشى ذلك إذا فقد الحجاب مع غيرهنَّ؟! علمًا أن غيرهنَّ أَولى بذلك منهن.

فهل يقال: “أيها الرجال، لا تخافوا على قلوبكم من الرِّجس (ضد الطهارة) إلا إذا خاطبتم أزواجَ النَّبي صلى الله عليه وسلم، أما غيرهنَّ، فلا تخافوا على أنفسكم شيئًا”؟! سبحانك هذا بهتان عظيم!

وهذا الذي مرَّ بك من عمومية الآية هو الذي ذهب إليه المفسرون:

قال شيخ المفسرين الإمامُ الطبري رحمه الله: (وإذا سألتم أزواجَ رسول  الله صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين اللَّواتي لسن لكم بأزواج متاعًا، فاسألوهنَّ من وراء حجاب).

اقرأ أيضا  الزوجات أنواع

قال القرطبي رحمه الله: (وفي هذه الآية دليل على أنَّ الله تعالى أذِن في مسألتهنَّ من وراء حجاب في حاجةٍ تَعرِض، أو مسألة يُستفتين فيها، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى…).

قال الجصاص: (وهذا الحكم عام، وإن نزل خاصًّا في النَّبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فالمعنى عام فيه وفي غيره).

قال الشيخ حسنين محمد مخلوف – مفتي الديار المصرية السابق – في كتابه “صفوة البيان لمعاني القرآن” (2/ 190): (وحكم نِساء المؤمنين في ذلك حكم نسائه صلى الله عليه وسلم).

ونكتفي بهذه الأقوال طلبًا للاختصار[1].

[1] وإذا أردت الاستزادة من هذه الأقوال، فارجع إلى كتاب “عودة الحجاب”؛  للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.

اقرأ أيضا  الداعية بين التواضع والكرامة

الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.