واصل الانقسام داخل مجلس الأمن حيال الهجوم العسكري الوشيك على إدلب

نيويورك(معراج)- ما بين مؤيد ومعارض، استمر انقسام مجلس الأمن الدولي حيال معركة شاملة تلوح في الأفق ضد محافظة إدلب السورية، فيما ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عدم التصعيد.

وفي اجتماع للمجلس حول الوضع في إدلب، آخر معقل في قبضة المسلحين في سوريا، أصدرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي تحذيرا شديد اللهجة ضد الحكومة السورية وروسيا وإيران بشأن العمليات العسكرية في المحافظة الواقعة شمال غربي سوريا.

وقالت لمجلس الأمن” إننا نعتبر أي هجوم على إدلب سيكون تصعيدا طائشا للصراع. إذا تمادى (الرئيس السوري بشار) الأسد وروسيا وإيران في مسارهم فإن العواقب ستكون وخيمة. العالم سيحملهم المسؤولية”.

وأشارت إلى أن الطيران السوري والروسي شن أكثر من 100 غارة جوية في إدلب هذا الشهر، وفق برناما.

وقالت هالي إن الاجتماع الثلاثي الذي جمع روسيا وإيران وتركيا الأسبوع الماضي في طهران” فشل في وقف العنف ودفع الحل السياسي” للصراع في سوريا.

ومن جانبه، شدد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فازيلي نيبنزيا في نفس الاجتماع على الحاجة إلى محاربة الإرهابيين في إدلب.

وقال” لا يمكن أن نسمح للإرهابيين باحتجاز رهائن أو استخدام الآلاف من الأشخاص كدروع بشرية. هذا غير مقبول”.

وحذر من التدخل الغربي العسكري في سوريا تحت”ذريعة” استخدام الأسلحة الكيماوية.

وقال نيبنزيا” استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب دمشق من وجهة نظر عسكرية لا يمكن أن يبرر… لأن الإقدام على ذلك سيكون بمثابة دعوة للترويكا الغربية (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) لضرب سوريا— وهذا بالضبط ما يهددون به بذريعة استخدام الأسلحة الكيماوية”.

وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو إن قمة طهران بعثت بـ”رسالة واضحة وقوية” مفادها أن رؤوساء الدول الثلاث مصممون على” مواصلة التعاون للقضاء على جميع الإرهابيين”.

بيد أن مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو أعرب عن رفض بلاده للهجوم العسكري الوشيك على إدلب.

وقال سينيرلي ” النظام السوري يسعى إلى إضفاء الطابع الشرعي على عمليته تحت ما يسمي بمكافحة الإرهاب. دعون لا نرتكب خطأ: مثل هذه العملية لن تحقق الهدف المعلن”.

وكانت الضربة العسكرية نقطة خلاف رئيسية في قمة جمعت روسيا وإيران وتركيا الأسبوع الماضي، حيث اقترحت روسيا وإيران الخيار العسكري بينما رفضته تركيا التي تدعم بعض جماعات المعارضة في إدلب.

وقال سينيرلي أوغلو ” في مكان معقد مثل إدلب، الأساليب التقليدية لمكافحة الإرهاب لن تحقق النتائج المرجوة. بل على العكس، ستؤدي إلى معاناة أكبر وعزل وتشدد المزيد من السوريين. وبهذا المعني، عملية عسكرية في إدلب ستصب فقط في أيدي الإرهابيين”.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس إن بلادها تتفق بقوة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال في افتتاحية صحيفة ((وول ستريت جورنال)) يوم الثلاثاء إن حل الأسد لمكافحة الإرهاب كاذب.

وقالت إن المجتمع الدولي واجه خيارا ما بين السماح بالهجوم من قبل روسيا وحكومة الأسد –الذي قد يؤدي الى مقتل “الآلاف” من المدنيين و” الاستخدام الوحشي للأسلحة الكيماوية”– وتوفير الدعم لتركيا والمعارضة للسماح لهم ” بفصل الإرهابيين”.

ومن جهته، قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة ما تشاو شو إن الصين ترحب بنتائج قمة طهران وتشيد بجهود روسيا وإيران وتركيا لدفع الحل الدبلوماسي للقضية السورية.

وأكد ما:” ليس هناك بديل للتسوية السياسية لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا”.

وشدد على ضرورة احترام سيادة سوريا واستقلال ووحدة وسلامة أراضيها، مؤكدا على ضرورة تلاحم المجتمع الدولي لمواصلة مكافحة الإرهاب في سوريا.

كما طلب من المجتمع الدولي الاستفادة من دور الأمم المتحدة كوسيط أساسي ودعم محادثات جنيف بقيادة الأمم المتحدة وعملية أستانا.

ومن جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عقب اجتماع مجلس الأمن على ضرورة تجنب “تماما” معركة شامل في إدلب.

وقال الأمين العام في مقابلة مع الصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك” هذا من شأنه أن يطلق العنان لكابوس إنساني لا مثيل له في الصراع الدموي السوري”.

وأضاف أن ما يقرب من نصف سكان إدلب 2.9 مليون جاءوا إليها مجبرين بسبب القتال من أماكن أخرى في البلاد بحثا عن ملاذ آمن، بما في ذلك ما يقرب من مليون طفل.

وأضاف إن” إدلب هي آخر ما يعرف بمناطق خفض التصعيد في سوريا. ولا يجب أن تتحول إلى حمام دم”.

وقال:” أفهم أن الوضع الراهن في إدلب غير مستدام ولا يمكن تحمل وجود الجماعات الإرهابية. بيد أن محاربة الإرهاب لا تعفي الأطراف المتحاربة من التزاماتها الأساسية بموجب القانون الدولي”.

وناشد الأمين العام الضامنين الثلاثة لعملية أستانا إيران وروسيا وتركيا” تحمل مسؤولياتها الخاصة” لإيجاد طريقة ممكنة لعزل الجماعات الإرهابية وحماية المدنيين.

وحذر من استخدام الأسلحة الكيماوية، قائلا هذا أمر غير مقبول على الإطلاق” فإلى جانب الخسائر البشرية المباشرة، قد يؤدي هذا الاستخدام إلى خروج الوضع عن السيطرة”.

وطالب ببذل جهود لصنع السلام ولاسيما في إطار عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة. وقال إن هناك حاجة ملحة لتحقيق تقدم أكبر في عملية جنيف وخاصة إنشاء لجنة دستورية كجزء من الحزمة السياسية الشاملة، مشددا على أن” الحل يجب أن يكون سياسيا لا عسكريا للنزاع”.

وكالة معراج للأنباء

اقرأ أيضا  الفصل العنصري في سوريا وأبعاده
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.