وسط نيران إسرائيلية.. فلسطينيون يواصلون مسيرات “العودة” بحرا وبرا

غزة(معراج)- على الحدود البحرية بين قطاع غزة، وموقع “زيكيم” العسكري الإسرائيلي، تصل قوارب صغيرة يعتليها عشرات الشبان الفلسطينيين المشاركين في مسيرات “العودة”.

وعلى الطرف المقابل من الحدود البرية، يتجمع مئات الفتية والشبان لمساندتهم ودعمهم.

وما أن بدأ الحراك البري والبحري، حتى فتح الجنود الإسرائيليون نيران أسلحتهم الرشاشة، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين.

ووسط إطلاق النيران، يصرخ شاب طويل القامة أسمر الملامح، ضعيف البنية، بأنه أصيب بقدمه، مواصلا التلويح لسيارات الإسعاف المتواجدة في المكان.

لكن كثافة النيران وإطلاق الغاز المسيل للدموع من قبل الجيش الإسرائيلي على المتظاهرين، حال دون الوصول إليه.

وبعد برهة ظل فيها الشاب ينزف، نجح شبان أخيرا في انتشاله من على الأرض وإيصاله لسيارات الإسعاف.

وعلى مقربة من هذا الشاب المصاب، أشعل الشبان ممن يُسمون أنفسهم “وحدة الكوشوك” من على القوارب الصغيرة إطارات السيارات المستعملة بعد أن وضعوها على ألواح خشبية لتطفوا على سطح الماء.

اقرأ أيضا  كورونا.. 100 ألف أوروبي عالق خارج بلاده يترقب العودة

فيما واصل الشبان من الحدود البرية التقدم لسحب السياج الشائك الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة، وبالفعل بعد عدة محاولات تمكنوا من سحبه.

الشبان لم يكتفوا بهذا، بل حاولوا اقتحام الحدود البرية بعد سحب السياج الشائك، وفتح البوابة الإلكترونية، في خطوة مؤازرة لقوارب الصغيرة على الحدود البحرية، لكن دون جدوى؛ بسبب كثافة النيران والغاز المسيل للدموع.

وهذه المسيرة البحرية الحادية عشرة، ضمن المسيرات التي تدعو لها هيئة “الحراك الوطني لكسر الحصار” (شعبية مستقلة)، الإثنين من كل أسبوع، للمطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 12 عاما.

وشارك فيها ما يقارب 20 قاربا صغيرا على متنها عشرات من الفلسطينيين، في دعوة منهم لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وسبق هذه المسيرة عشرة مسيرات بحرية مشابهة، منذ 29 مايو/أيار الماضي، من تنظيم الهيئة ذاتها.

وعلى بعد أمتار من السياج البري، يركض أحمد سعد (24 عاما)، لتفادي الرياح التي تحمل الغاز المسيل للدموع.

اقرأ أيضا  الدعم الاقتصادي والإنساني لا يمكن أن يكون بديلا عن حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني

ولا يكترث سعد للرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع وخطورة الحضور على الحدود، للمشاركة في مسيرات “العودة”.

وقال للأناضول: “جئنا اليوم من أجل رفع صوتنا عاليًا، لكسر الحصار عن القطاع المحاصر إسرائيليا”.

وأضاف: “الاحتلال يتعامل بكل عنجهية تجاه المتظاهرين، ويستخدم أسلحة ثقيلة”.

وعلى مقربة منه، يقف الشاب محمد أبو عيدة (23 عامًا)، وبيده عكازان حملهما بعد إصابة سابقة له من قبل الجيش الإسرائيلي.

وقال في حديث للأناضول: “نحن جئنا على الحدود رغم إصابتي السابقة، لنشارك في مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها”.

ودعا أبو عيدة، الدول العربية والمجتمع الدولي “للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، وكفاهم صمتا”.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان اليوم، تلقت الأناضول نسخة منه: “أُصيب 29 فلسطينيا، قبالة شواطئ شمالي القطاع”.

وأضافت الوزارة: “11 من بين الإصابات بالرصاص الحي، و4 بالاختناق بالغاز، و8 أصيبوا بشظايا رصاص، و6 أصيبوا بقنابل الغاز بشكل مباشر”.

اقرأ أيضا  خلال وقفة للعمل النسائي للجهاد رفضا لخطة الضم

وأشارت الوزارة إلى أن “9 من بين الإصابات، هم من الأطفال، و5 من الإناث”، دون أن يوضح البيان طبيعة إصاباتهم.

ويعاني قطاع غزة من تردٍ كبير في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، جراء الحصار المستمر منذ 2006، وتعثر جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.

وكانت هيئات ومنظمات حقوقية فلسطينية ومؤسسات دولية بما فيها الأمم المتحدة حذرت، في الأشهر الأخيرة، من تفجر الأوضاع الإنسانية بغزة بسبب القيود الإسرائيلية.

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.