ولقد كرمنا بني آدم

ولقد كرمنا بني آدم (الوعي الإسلامي)
ولقد كرمنا بني آدم
(الوعي الإسلامي)

السبت،22محرم1436ه الموافق/15تشرين الثاني2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فيصل يوسف العلي
لقد جاء الإسلام ليقرر الحقوق والحريات وكفالتها للجميع بدون تمييز، وهي حقوق ثابتة لا غنى عنها، وميزتها أنها منح إلهية، وقد ركز على تكريم الإنسان كما جاء في القرآن الكريم، «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ».
وبعد أن نشأت المجتمعات ورسمت ضروريات الحياة، كانت الحرية مركز ومنطلق تلك العلاقات، ونزلت الرسالات السماوية، وكانت الحرية هي أساس تلك الرسالات، لتنظم العلاقات البشرية، ولا يوجد تعارض بين الأديان في حقوق وحرية الإنسان، والإسلام والاستبداد ضدان لا يلتقيان فتعاليم الإسلام وفاء بحاجات الأمة كلها، وضمان للحريات والحقوق، فأراد النبي “صلى الله عليه وسلم” ، أن يعرفه العرب أنه بشر مثلهم، لا ملك فوقهم ليزداد تواضعًا، ومن الناس قربًا، وجاء الخلفاء الراشدون بعده فمشوا في إثره، وارتبطوا بالجماهير التي نبتوا منها، فما تنكروا لها، ولا تكبروا عليها، ولا حسب أحدهم نفسه من دم أنقى، أو عنصر أزكى، وهذا الصدِّيق يقول: «إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندى القوي حتى آخذ الحق منه».
وقال الفاروق: اعلموا أن شدتي التي كنتم ترونها ازدادت أضعافًا على الظالم والمعتدي، والأخذ للضعيف من قويهم. وذلك هو أدب الإسلام الذي خطّ مصارع الجبابرة في الدنيا، وحط منازلهم في الآخرة.
فالحرية صدى الفطرة ومعنى الحياة، والمرء يحس بأن كل ذرة من كيانه تنشدها وتهفو إليها، وكما خلق لكل جارحة أو حاسة وظيفتها التي تعتبر امتدادًا لوجودها، خلق الإنسان ليُعَزّ لا ليذل، ويكرم لا ليهان، وليفكر بعقله ويهوى بقلبه، ولكن الناس تظالموا فيما بينهم وطغى كبارهم على ضعفائهم. إن عقول المستبدين لا تعرف مبدأ التفاهم، ولا تطيق الأخذ والرد للوصول إلى الحق، وعندما فرض هذا الاستبداد نفسه على الأديان وضع مبدأ «من قال لشيخه: لم؟ فقد حرم بركته»، فقد خلق الله الإنسان، وسخر له الكون ، ليكون خليفة الله في الأرض، والمسلمون أحوج أهل الأرض إلى الرّواد الذين يمهدون لهم سبيل الكرامة، ويدفعون عنهم مكايد العنف.

اقرأ أيضا  اليابان: ندعم الحوار والسودانيون يستحقون حياة أفضل

ــــــــــــــــــ

الوعي الإسلامي

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.