وماسي بأبيدجان.. شقوق الجدران لم تقوض أركان الإيمان

moheet.com
moheet.com

الأربعاء 26 شوال 1436//12 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
كوت ديفوار
مسجد كوماسي، يستوي منذ 50 عاما في إحدى الضواحي الجنوبية لأبيدجان العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار، واليوم تبدو عليه حالة من الإهمال تجسدت على جدرانه المشققة وسجاداته المبتلة ماء بسبب شقوق السطح، والتجهيزات الالكترونية البالية..
رغما عن كل ذلك، يأتي المصلون بشكل يومي إلى المسجد بإيمان لم يقدر هذا الوضع المتردي على زحزحته، يقيمون الصلاة ويقومون بمبادرات في سبيل إعادة الاعتبار لهذا الصرح الديني و المعماري.
في الضاحية الجنوبية من أبيدجان، وتحديدا كوماسي، يستقبل مسجد المكان 3000 من المصلين بشكل يومي منذ عام 1965، على الرغم من الحالة الرثة التي أصبح عليها بعد إعمال الزمن لمعاوله في حجارة الصرح الديني .
الساعة تشير إلى الـ 14 و 45 دقيقة، أتم المصلون أداء صلاة الظهر منذ نحو الساعة، غير أن البعض منهم بقي مرابطا بالمسجد يتلو القرآن و يعدد الأذكار، فيما استغل البعض الآخر ردهة من الزمن لأخذ قسط من الراحة، على الرغم من حالة المسجد المتردية.
الحاج موسى فاني، الملقب بـ “مانسا”، رئيس هيئة إدارة المجلس الكبير بكوماسي، قال للأناضول في هذا الشأن: “لا يبق في هذا المسجد لوقت طويل، إلا من قوي إيمانه فعلا” .
ثم تابع فاني بالقول: “بدأت حالة المسجد في التدهور مع بداية سنوات الـ 2000 حين، بدأت مياه الأمطار تنسدل من بين شقوق السطح مانعة أداء الصلاة. في تلك الفترة، قمنا بتخصيص 250 الف فرنك إفريقي (500 دولار) في شراء الاسمنت لسد الثغرات، غير أن الحل لم يكن ليتواصل على مدى طويل”، ولم تدم “المهلة” أكثر من 7 سنوات كي تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق.
نجاح أشغال الترميم النسبي لم يدم إذن سوى بضع سنوات، حدث بعدها ما لم يكن في الحسبان بانهيار جزء من السقف، دون أن يتسبب ذلك في ضحايا، لحسن حظ الجميع، وكان ذلك جرس إنذار نبه الجميع إلى أن الخطر قائم بشدة، ما دفع بوزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري حينها، سيسي ابراهيما باكونغو إلى تمويل بناء مكتب الأئمة، وكافة أشغال التهيئة.
بناء مكتب الأئمة الجديد، لم يؤد سوى لمزيد تعكير الأمور، إذ يؤكد المسؤولون على ان المقاول لم يقم تنفيذ أشغال البناء، لم بالجودة المطلوبة، ما أدى إلى إضعاف هيكل المبنى أكثر فأكثر، وأوجد وضعا صارت فيه حياة المصلين في خطر: “في كل مرة تنزل فيها الامطار، كنا نشعر وان المبنى سينهار على رؤوسنا، وحتى الساعة، مع كل موسم للأمطار، يخرج الماء من الأرضية ومن السطح، ما يتسبب في فيضانات داخل المسجد نفسه.
الأوضاع بلغت إذن مدى لم يعد ن الممكن الاحتمال، فكان أن بادر سكان كوماسي عام 2014 بإيصال صوتهم إلى السلطات المعنية لإنقاذ المسجد، كما تحرك رواد المسجد، وعلى رأسهم ديمبيلي الشيخ عمر، للتكفل بمهمة وجدت أصداء إيجابية لدى بلدية كوماسي ووزارة الداخلية، ولدى مدير الشؤون الدينية والمكتب الوطني للدراسات الفنية و التنمية و قيادة الأركان، الذين قدموا مساعدات في الغرض.
ديمبيلي الشيخ عمر، رئيس إتحاد شباب المسلمين بكوماسي، ويشتغل مقاولا، كان يسعى إلى إيجاد حل نهائي لهذا المشكل العويص، ووجد في المكتب الوطني للدراسات الفنية والتنمية وبعض الخبراء، آذانا صاغية، وكان الحال يتمثل، في إعادة بناء المسجد من جديد.
وبرر الشيخ عمر ذلك بالقول إن تكاليف التهيئة تعادل تكاليف البناء، لأجل ذلك، تجند الجميع لبناء مسجد جديد من المنتظر ان تصل تكلفته إلى ملاين الفرنكات الإفريقية، أي عشرات الآلاف من الدولارات.
ولكن قبل الشروع في تنفيذ هذا المشروع الطموح المصادق عليه من قبل رئيس هيئة التصرف، ينتظر المصلون في الأيام المقبلة، هبى من أحد المانحين العرب، للتخفيف ولو بقدر قليل من مشكل تسرب المياه، كما يقول الشيخ عمر.
ويشكل المسلمون في كوت ديفوار نحو 38.6 بالمئة من السكان البالغ عددهم الجملي 22.8 مليون نسمة، بحسب إحصاءات شبه رسمية، فيما يرتفع عدد المسلمين في كوماسي ويوجد من ضمنهم إطارات عليا في جميع المجالات مستعدة للاستثمار في أشغال إعادة البناء، بحسب مانسا.
ويختم مانسا بالقول: “إن بناء بيوت الله هو أمر يخص الجميع. لم يبق سوى أن ندعو الله كي يتحقق هذا المشروع” وفقا لل”محيط”.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  اللؤلؤ والمرجان، صفات المؤمنين، القرآن الكريم
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.