وهل العفاف إلا الحجاب …!

تأتي استعانة بنت رسماني

طالبة قسم الشريعة المسوتى السادس بمعهد العلوم الإسلامية والعربية جاكرتا اندونيسيا

الثلاثاء 26 رجب 1437/ 3 مايو/آيار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله..

 مّا بعد:

فإنّ أعظم مظاهر العفاف في الأخت المسلمة هو الحجاب؛ فهو ينطوي على كل مفردات الطهارة والحياء.. ويشمل كل معاني الفضيلة والنقاء.. وهل العفاف إلاّ الحجاب!

فليس هو بعادة أملتها ظروف الحياة.. ولا ترات يميز المجتمعات.. وإنّما هو عبادة يتقرب بها إلى الله.. ويبتغى به وجهه.. لا تهزها عاصفة التيارات.. ولا يزحزحها صراع الحضارات لأنّها جزء من الدين.. يحفظ على المسلمين عفتهم.. ويحرس فضيلتهم.. ويحمي أعراضهم.

ولأنّ الحجاب عبادة واجبة على نساء المسلمين.. فإنّها لا تقبل التغيير أو التبدل لأنّها ثبتت بكلمات الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [سورة الأحزاب: 59]، وما ثبت بكلمات الله لا يمكن أن يبدل.. لأنّ كلام الله لايبدل.. {لاّ َمُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة الأنعام: من الآية 115]

اقرأ أيضا  زوارق الاحتلال تطلق النار تجاه مراكب الصيادين في بحر رفح

حينما ندرك أنّ الحجاب هو رمز العفة والطهارة.. فلا بد أنّنا ندرك أيضا أنّ الميل عن الحجاب هو ميل عن العفة.. وإيذان بحلول الفواجع! فتمام العفة مع تمام الحجاب!

وفي الآية (سورة الأحزب 59) ما يدل دلالة واضحة أنّ العفة تعلرف بالحجاب.. وأنّ المسلمة العفيفة الحيية إنّما تعرف بكمال حجابها، وكمال تسترها كما شرع الله وأمر!

فهذه الآية نص على ستر الوجه وتغطيته، ولأنّ من تستر وجهها لا يطمع فيها طامع بالكشف عن باقي بدنها وعورتها المغلطة، فصار في كشف الحجاب عن الوجه تعريض لها بالأذى من السفهاء، فدل هذا التعليل على فرض الحجاب على نساء المؤمنين لجميع البدن والزينة بالجلباب؛ وذلك حتى يعرفن بالعفة، وأنّهن مستورات محجبات بعيدات عن أهل الريب والخنا، وحتى لا يفتتن ولا يفتن غيرهن فلا يؤذين.

اقرأ أيضا  همسات حول الحجاب

ومعلوم أنّ المرأة إذا كانت غاية في الستر والانضمام، لم يقدم عليها من في قلبه مرض، وكفت عنها الأعين الخائنة بخلاف التبرجة المنتشرة الباذلة لوجهها، فإنّها مطموع بها.

واعلم أنّ الستر بالجلباب، وهو ستر النساء العفيفات يقتضي أن يكون الجلباب على الرأس لا على الكتفين.

ويقتضي أن لا يكون الجلباب ـ العباءة ـ زينة في نفسه، ولا مضافا إليه ما يزينه من نقش او تطريز، ولا ما يلفت النظر إليه وإلاّ كان نقضا لمقصود الشارع من إخفاء البدن والزينة، وتغطيتها عن عيون الأجانب”. (حراسة الفضيلة للعلامة بكر أبو زيد ص 55 ـ 56)

ولذا فإنّ عفة الحجاب أشمل من مجرد لبس العباءة.. إنّها الحد الفاصل بين الفضيلة وما يخدشها.. سواء كان ما يخدشها:  تبرج.. أو خروج.. أو كلام.. أو رفقة سيئة أو غير ذلك من قوادح العفاف.

يقول الله عزّ وجل لنساء نبيه صلى الله عليه وسلم وهنّ القدوة، وهنّ أعف النساء وأكرمهن وأرفعهن قدرا، يقول لهن: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [سورة الأحزاب: من الآية 33]”. (نصائح وتوجيهات للبيوت ص 31).

اقرأ أيضا  46 عامًا على إحراق الأقصى

ولذلك كانت البيوت من الحجاب الواجب في حق النساء.. فكما أنّ العباءة تحجب العيون الأجنبية عن النظر إلى النساء فكذلك البيوت تحجبها. ولا يعدل عن حجاب البيوت إلى غيره إلاّ لحاجة داعية!

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها» [رواه الترمذي]

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.