صراع الصلاحيات أدى لإستقالة فياض

الأحد 4 جمادي الأخر 1434 الموافق 14 أبريل 2013

فلسطين – رام الله

قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقالة رئيس الحكومة سلام فياض، وكلفه بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، ومن جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن استقالة فياض لا علاقة لها باتفاق المصالحة، وإنما بخلافه مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

وسلم فياض كتاب استقالته لعباس في اجتماع عقد بينهما أمس في رام الله واستمر ثلاثين دقيقة فقط.

وتأتي استقالة فياض على خلفية تنازع الصلاحيات بين الرجلين في ظل أزمة وحصار مالي وسياسي متواصل، وخصوصا بعد استقالة وزير المالية نبيل قسيس في الثاني من مارس/آذار التي قبلها فياض ورفضها عباس.

وتفاقمت الأزمة بين رئيس الحكومة والرئيس الفلسطيني على خلفية ما اعتبرها فياض حملة من جانب مسؤولين في حركة فتح تستهدفه شخصيا، وهناك وزراء ولاؤهم المباشر لعباس وليس لفياض، وأشار إلى أن ظاهرة تنازع الصلاحيات مزمنة وقديمة منذ تأسيس السلطة قبل 18 عاما.
وأصر فياض على الاستقالة بعد ترويج جهات في حركة فتح تعرضه لضغوط أميركية لثنيه عن قراره، وأرسل فياض كتاب استقالته إلى عباس الأسبوع الماضي مع اثنين من كبار المسؤولين في السلطة.

اقرأ أيضا  اصابة 29 فلسطينيا برصاص الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة

وكان المجلس الثوري لحركة فتح وجّه في اجتماعه الأخير انتقادات حادة لفياض، في أول انتقادات رسمية من حركة فتح، بعد أن كانت الانتقادات في السابق تأتي من بعض القيادات. وجاء في بيان للمجلس أن “سياسات الحكومة الحالية مرتجلة ومرتبكة في الكثير من القضايا المالية والاقتصادية”.

وعبر الأحمد عن شعوره “بالمهانة والخجل جراء هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون العامة لمختلف دول العالم، ولكن ليس على هذا النحو الذي يبعث على المهانة”.

وكان ممثل لوزارة الخارجية الأميركية قال الخميس في لندن إن فياض “لن يستقيل من منصبه”، وأضاف أنه “باق (في منصبه) على حد علمي”.

الاستقالة وأثرها على  والمصالحة
وبدورها، اعتبرت حركة حماس قبول عباس استقالة فياض شأنا “داخليا” نتيجة “خلافات” فياض مع حركة فتح، متهمة إياه بإغراق الشعب الفلسطيني في الديون المالية.

اقرأ أيضا  غزة.. أطفال يضيئون الشموع حدادا على قرنائهم

وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن استقالة فياض موضوع داخلي مرتبط بالخلافات بين فتح وفياض، وأضاف أن فياض يغادر الحكومة بعدما “أغرق شعبنا بالديون، وحركة فتح تتحمل المسؤولية عن ذلك لأنها هي التي فرضته على الجميع منذ البداية”.

وأوضح أبو زهري أن استقالة فياض لا علاقة لها باتفاق المصالحة، وخلص إلى أن تطبيق اتفاق المصالحة بين حماس وفتح -الذي نص على تشكيل حكومة كفاءات وطنية برئاسة عباس- “مرهون بموقف حركة فتح حينما تكون جاهزة للالتزام بالاتفاق بشكل كامل وبدون انتقائية”.

وقد تؤدي استقالة فياض -المدعوم من الغرب- إلى نسف الاتفاق الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين “لتشجيع التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية”.

فياض ودوره في السلام
وبينما اتصل كيري يوم الجمعة بعباس وطلب منه تطويق أزمة استقالة فياض من منصبه وحل الإشكال، لم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على الاستقالة.

وكان دبلوماسيون غربيون عبروا عن استيائهم من الاضطراب داخل السلطة الفلسطينية في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بجهد منسق لإحياء مفاوضات السلام المتوقفة في الشرق الأوسط ودعم الاقتصاد المحلي. وأثناء زيارته للمنطقة الشهر الماضي أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بفياض ووصفه بأنه شريك في السلام.

اقرأ أيضا  نواهضة يحذر من المساس بالمسجد الأقصى

وتسلم فياض -المسؤول السابق في البنك الدولي- رئاسة حكومة طوارئ بعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية بين حركتيْ فتح وحماس وسيطرة الأخيرة على قطاع غزة. حيث ترأس فياض الحكومة الرابعة عشرة التي تحولت إلى حكومة تسيير أعمال عام 2010 وحكومة موسعة بعد عام من ذلك. (T-12/R-04)

المصدر : مينا+وكالات

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.