ميانمار تنادي

 

الخميس6 رجب 1434 الموافق 16مايو/آيار 2013 وكالة معراج للأنباء –مينا-
 
بقلم هالة فاروق عمر
تمهيد:
بورما: هي إحدى دول شرق آسيا، تقع على امتداد خليج البنغال، تحدُّها من الشمال الشرقي الصين، ومن الشمال الغربي الهند وبنغلاديش، وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند، أما حدودها الجنوبية فتقع على خليج البنغال، والمحيط الهندي. 
في عام 1989 غيَّرت الحكومة البورمية اسم الدولة من بورما إلى ميانمار.
من حيث سكان بورما نجد أن أغلبهم من البوذيين الكفرة، وهي أكبر مجموعة عرقية في البلاد، تمثل حوالي ثلثي السكان، والمجموعات الأخرى تشمل الكاين وشان والأراكانيس. 
نجد أن مجموعة الأراكانيس تُعتبر المجموعة المسلمة في دولة ميانمار، وتشير الكثيرُ من الكتابات التاريخية إلى أن أكثرَ المسلمين الأراكانيس ينحدرون من أصول عربية؛ حيث يعود نسبهم إلى المسلمين في اليمن والجزيرة العربية وبعض بلاد الشام والعراق، والقليل من أصول فارسية، ويوجد عدد آخر – لكن أقل بقليل – ينحدرون من جذور بنغلادشية وهندية، وقد وصل هؤلاء المسلمون إلى أراكان وجارتها بنغلاديش بغرض التجارة ونشر الإسلام، وهناك استقر الكثيرُ منهم، ونشروا تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والمسلمون في بورما يُعرَفون باسم “الروهينغا”، وهم الطائفة الثانية بعد البوذيين. 
ويُعد المسلمون في ميانمار من أفقر الجاليات، ولكن مع هذا الفقر لم يسلَموا من ويلات العذاب والقتل والحرق على أيدي البوذيين الكفرة؛ لأجل أنهم مسلمون موحِّدون مؤمنون قائمون، فأين نحن من هؤلاء وهم يقاسون مرارة الجوع والآلام والقتل والتحريق ونزع حقوق المواطنة؟!
أليس نحن مَن أودع الله فينا الرحمة؟! فأين تتجسد الرحمة فينا وحال هؤلاء؟!
أما بزغ الشعاع الرُّوحي حتى نجاهدَ من أجل أن نعطيَهم حقَّهم الانتمائي كمواطنين مسلمين عابدين لله؟! 
أما آن الأوان كي نقفَ صفًّا واحدًا دولاً إسلامية؛ لننصرَ لهم دينَهم وهُوِيَّتهم وحريتَهم، ونطبِّق قولَ الله – تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4]؟! 
فإنني أناشد كل الدول الإسلامية – رجالاً ونساءً، شيوخًا ودعاة – أن نقفَ وقفة واحدة من أجلِ أن ننصُرَ مسلمي ميانمار، وهذا لا يتأتى إلا إذا تضامنا وانتهجنا المنهج الآتي من أجلهم:
أولاً: أن نجاهد – نحن المؤمنين – من أجل ميانمار؛ بالمالِ والنفس؛ تحقيقًا لقوله – تعالى -: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41].
ثانيًا: لا بد لنا من إعداد العدة لصد عدوان المعتدين من البوذيين الكفرة الذين يحاولون استباحة حرمة الإسلام؛ تحقيقًا لقوله – تعالى -: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60].
ثالثًا: تفعيل وظيفة التركيز الإعلامي من كافة وسائل الإعلام الفاعلة، مِن صُحف وقنوات تلفازية، ومواقع لشبكة الإنترنت، بتسليط الأضواء على الرُّقعة الجغرافية من ميانمار وسكانها من الروهينغا، وحياتهم الاجتماعية، ومشاكلهم الدينية، وحقوقهم في المواطنة؛ وذلك لأن للرسالة الإعلامية إسهامًا كبيرًا في تحفيز همم المؤثرين من المسلمين في البلاد الإسلامية، وذلك بتبني الإعلام لهذه القضية، باعتبارها إحدى قضايا المسلمين، مثل قضية فلسطين والصومال، وغيرها من الدول الإسلامية.
رابعًا: إصدار المقالات والكتيبات لتعريف المسلمين بهذه الشريحة وتلك الأراضي، ومن ثم نصرتهم بالعدة والعتاد والمؤن.
خامسًا: إذكاء رُوح الصبر والمصابرة بين الروهينغا والأراكانين، وحثهم على المثابرة في سبيل إعلاء كلمه التوحيد، ونشر الإسلام بينهم، والدعوة إلى الله، وتثقيفهم بالأمور الدينية.
سادسًا: الاهتمام بالعلم والتعلُّم فيما بينهم حتى يرتقوا إلى مراتب العلماء، ويصيروا سندًا للدفاع عن دينهم وأرضهم وحقهم وقرارهم؛ ليصبحوا أصحابَ قوة وقرار؛ وذلك بالاهتمام بالعملية التعليمية، وفتح مراكز ومدارس ومعاهد التعليم في منطقتهم، واستجلاب الطلاب حاملي الشهادات العليا لإكمالِ تعليمهم العالي في مراكزنا وجامعاتنا بدولنا الإسلامية؛ كي يكونوا خير معين لأوطانهم وذويهم؛ حتى يستطيعوا أن يكونوا دولة إسلامية قائمة أصولها على الحق ونشر الإسلام، والحرية، والاعتراف بحقهم الانتمائي. 
سابعًا: إرسال القوافل الطبية والدعوية والإغاثية إليهم، ومد جسور التواصل بينهم وبين الدول الإسلامية، ونسج كل خيوط المواساة إليهم، وإرسال القوافل الطبية عاجلاً إليهم، وتحتوي القافلة على دواء، وأطباء، ومواد غذائية، إضافة للقوافل الدعوية التي هم أحق وأحوج إليها، حتى يتسنى لهم تعليمهم العلم الذي من خلاله يتعلمون أمورَ دينهم وعباداتهم.(R-024).
المصدر وكالات
 

 

اقرأ أيضا  مسيرة العودة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.