هل يحتجز العسكريون البورميون النساء المسلمات كعبيد للجنس؟

الاثنين 24رجب 1434 الموافق 03 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).

 

ما يزال مسلمو بورما حتى الان يعانون من أوقات عصيبة. فخلال العام الماضي نفذت الأغلبية البوذية سلسلة من الاعتداءات ضد الأقلية الروهنغية المسلمة بحجة خلوهم من العرق البورمي الصافي. وقد استمرت هذه الاعتداءات من العام الماضي ليس ضد الروهنغيا فقط بل ضد عموم مسلمي بورما، فتم إحراق منازل وسحق رؤوس علي يد العصابات البوذية الحاقدة.

لذلك قررت السفر الى بورما بعد القيام بدراسة محنة الروهنغيا والاطلاع على حوادث العنف ضدهم والتى اندلعت في حزيران (يونيو) و تشرين أول (أوكتوبر) من العام الماضي .

لكن المشكلة كانت في حاجتي للأموال اللازمة للسفر بالإضافة إلى عدم استنادي الى أي تفويض أو دعم من مؤسسة إعلامية في وقت توقفت فيه معظم وسائل الإعلام عن نقل أحداث بورما

ولحل هذه المشكلة التفت الى الجمهور طالبا العون المادي منهم لتغطية الرحلة، فكان الرد أن معظم الناس ليس لديهم اهتمام في تسليط الضوء على حوادث اضطهاد أقليات غير محمية . لكنني  في النهاية حصلت على المال الكافي الذي يمكنني من السفر.

عند وصولي الى بورما مكثت في “سيتو Sittwe” وهي المدينة الرئيسية في ولاية أراكان حيث تتواجد معظم مخيمات الروهينغيا. وعند عبوري لحواجز الشرطة كل صباح لأصل الى مخيمات الروهينغيا كنت أشعر أني انتقلت الى عالم آخر حيث لا يجد المرء هناك حاجاته الإنسانية

فالروهينغيا لا يتمعتعون بحقوق المواطنة، وهم غير معترف بهم كمواطينين بورميين مما يعني أنهم محرومون من الرعاية الصحية ومن الاستفادة في مجالات التعليم.

وخلال إقامتي التي دامت اسبوع  في سيتو”علمت أن هناك بعض النسوة من الروهينغيا تم احتجازهن في قاعدة عسكرية رغما عنهن، فاتصلت بأحد الشهود الذي أخبرني عن هذه الرواية وطلبت منه الذهاب الى ذلك المكان لأتاكد من صحة ما سمعته مع العلم أنه ليس بالأمر السهل أخذ صور فوتوغرافية أو فيديو لأي قاعدة عسكرية في بورما زد على ذلك تعرض حياة الأشخاص الذين سيأخذوني إلى هناك للخطر إذا ألقي القبض عليهم.

اقرأ أيضا  الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات

وهناك حصلت بمساعدة مرافقٍ لي على دليل دامغ يؤكد تورط العسكر البورمي في احتجاز نساء روهنغيات في منطقة أراكان واستغلالهن في أمور جنسية

وقد أرسلت هذ الدليل الى منظمة العمل الدولية (وهي إحدى وكالات الأمم المتحدة) والتي رفعته بدورها الى الحكومة البورمية ثم أطلقت حملة تحقيقات في محاولة لإنقاذ النسوة.

وقد أدلى شهود عيان بمعلومات تتعلق بمعسكر للجيش البورمي يبعد عدة أميال عن “سيتو” حيث يُحتجز ثلاثة أطفال تحت عمر ثمان سنوات وحوالي عشرون امرأة

وكان أحد هؤلاء الشهود إمراة مسلمة تدعى أمينة” فوصفت معاناة هؤلاء المحتجزين من خلال مرورها قرب هذا المعسكر حيث سمعت أصوات استغاثة تطلب منها النجدة

وعندما رأت النسوة أمينة سألنها إذا كانت مسلمة أو لا، ثم طلبت إحداهن العون منها قائلةً: “اذا كان باستطاعتك مساعدتنا في الهرب فإنكِ سوف تدخلين الجنة، يأتي إلى هنا الكثير من العسكر، ولا نستطيع القيام بأي حركة، اذا بقينا هنا هكذا سندخل جهنم.” وهذا القول يدل بوضوح أن النسوة يتعرضن للاغتصاب وليس بالضرورة الإفصاح عن ذلك علناً كي يفهم المرء ماذا يجري

اقرأ أيضا  الدقائق الأخيرة في قصف عمارة "أبو قمر".. مواقف لا تُنسى

وقد طلبت إحدى السجينات من أمينة أن تنقل رسالة إلى أي شخص يمكن أن يقدم العون لأن أهاليهن لا يعرفون عنهن شيئا.

وقد تمكنت النسوة من التحدث مع أمينة في ذلك اليوم لأنه يوم عيد الاستقلال والجنود في الخارج. فقالت إحداهن:” لقد احتجزنا هنا منذ فترة طويلة، وتركنا العسكر اليوم لأنهم سيستقبلون زائراً مهماً.” وتابعت قائلة إلى أمينه إنه لو انتشرت الأخبار عنهن فسوف يقتلهن العسكر، كما حذرت النسوة أمينة أن حياتها ستكون بخطر إذا علم أحد أنها تحدثت معهن

وتتابع أمينة قائلةً إن النسوة كن يبكين خلال الحديث معها وبعضهن كن ينادينها بابنتي أو يا أختي، كما ظهرت علامات الحمل على بعضهن. ومن جهةٍ أخرى شاهدت أمينة في المعسكر ثلاثة أطفال فتمكنت من إعطائهم بعض الخضار التي جمعتها

وتشير بعض المعلومات المستقاة من عدة مصادر أن القرويين المحليين على علم بحجز هؤلاء النسوة لكنهم يخشون الافصاح عن ذلك، وبما أن الروهنغيا غير معترف بهم كمواطنين بورميين –أي لا يتمتعون بأي حقوق- فإنه من المقبول الافتراض أنه لا عقوبة على ادعاءات تتعلق بسوء معاملتهم لأن هكذا ادعاءات لن تمر بقنوات قضائية رسمية

وقد أجريت مقابلة مع شاب يبلغ الثامنة عشر من عمره وصف لي خلالها معسكراً آخراً تابعاً للجيش يبعد 20 دقيقة حيث تُحتجز امرأة أخرى من الروهنغيا وتعامل معاملة شبيهة بمعاملة النسوة في المعسكر السابق

ويتكلم الشاب اللغة التى يتحدث بها البوذيون في منطقة أراكان. وعندما تكلم مع تلك المرأة قالت له: ” لا تكلمني بلغة البوذيين أبدا، أنا هنا سجينة مسلمة”. ثم أخبرته عن اسم والدها ومن أين أتت.

اقرأ أيضا  الاستعمار يتلبس عقول العرب ونفوسهم بقلم أ. عبد الستار قاسم

وعندما سألها عن سبب وجودها في هذا المعسكر طالما هي مسلمة أجابت أن لديها طفلان مما يعني أن أولادها في خطر في حال حاولت ترك المعسكر. وعلى كل تم إرسال هذه الواقعة إلى منظمة العمل الدولية.

وقد اتصلت بشهود آخرين، لكن معظمهم كانوا يخشون الكلام. لكن هناك امرأة رأت هؤلاء النسوة المحتجزات في المعسكر الأول وافقت على التحدث معي، لكنها تراجعت بعد أن هددها زوجها بالطلاق إذا تكلمت مع أي صحافي عن هذا الموضوع. فليس للروهينعيا أي حقوق أو أي شكل من أشكال الحماية وكل من يتكلم مع أي صحافي يعرض حياته للخطر، لذلك فان الاستياء من الحديث عنهم مقبول جدا.

آخر مرة سمعت عن هؤلاء النسوة كان في نهاية شهر شباط (مارس) ولا يُعرف إذا كن على قيد الحياة أو ما زلن في المعسكر أم تم توزيعهن على معسكرات أخرى. لكن من المؤكد أن هناك نساء روهنغيات بريئات وقعن في الأسر لدى الجيش البورمي والكثير من السكان المحليين يعلمون بذلك لكنه من المستحيل عمل أي شئ لهن من دون تعرض حياتهم للخطر.

الكاتب :

Assed Baig

المصدر :

www.vice.com

الترجمة :

Said Kreidieh

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.