إعلان الدولة الإسلامية وهم أم خيال ؟
السبت13 شعبان 1434 الموافق 22 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا). |
|
داود العتيبي |
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمحدثت نفسي وألزمتها أن لا تتحدث في أمر يكون ضره أكثر من نفعه وشره أكبر من بره وقلت لئن أخطأ القوم فإني لست بمخطئ مثلهم .. وإن فقدوا صوابهم فعليَّ أن أحافظ على صوابي .إذا لم تكن لديهم استراتيجية في التعامل مع مستجدات الأحداث ولا فقه معاصر يُخوِّلهم للحديث عن الملمات ولا سياسة تسوسهم إلى دولة إسلامية فليكن لدي بعض الاستراتيجية والتعقل في نقد خطأهم وتحمل هذا الأذى ليعتبروا بذلك ويكون هذا مني ومن غيري درس قصير ورسالة عابرة . غير أني لم أجد متحدثا إلا ورد ماء مَدين فصدروا عن أراء مختلفة ومتباينة وشط بعضهم في رأيه وشذ، إلا أن المُعوّل عليهم في العلم والفقه بل والجهاد أيضا كان رأيي من رأيهم ودلوي من دلوهم فأبحت ما في مكنوني وأظهرت مختلجات الصدر . وسأبدأ بسؤال : نعم يا سادة كان أسامة ابن لادن –رحمه الله- تحبه القلوب وتهواه الأفئدة لِما قدم من تضحيات وفداء فلما أن أفسد الظواهري عليه الأمر وتحول من صراع الصليبين إلى صراع بعض المسلمين، فسمعنا عن تفجيرات في السعودية لئن طالت بعض الصليبيين فإنها طالت من المسلمين عددا ، ثم أنه عادى العلماء الربانيين الذين تخرج على أيديهم هو وغيره ، فخسر الحضن الأول له والداعم الأكبر لمشروعه . إلى غير ذلك من الأمثلة .. حتى سمعنا خبرا عجابا ممن يُدعى البغدادي فأعلن دولة إسلامية في الشام وهو في العراق فلا هو للعراق مالك ولا هو في الشام قابض ، دعاوى تتطاير في الهواء يمنة ويسرة ، تؤذي ولا تنفع وتشتت ولا تجمع ، فلا تدري أهذا مجاهد أم مغفل ، عاقل أم غير عاقل . وقد أحسن الجولاني بقوله : إن هذا المشروع لا يتم إلا باتفاق كافة المجاهدين الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم من غير استئثار لفصيل ! كنتم تتحدثون دائما عن علماء السلاطين الذين ينهون عن الجهاد ، وقد ثبت خطأ هذا بل كذبه فلم يترك عالم ساحة الجهاد في سوريا إلا وأيدها برأيه أو فتواه أو بالمال أو غير ذلك مما يعلمه القاصي والداني ، وحمدنا الله أن توفرت الأسباب وتهيأت الظروف فصار الحديث عن الجهاد والمجاهدين كالحديث عن سائر أمور الدين لا خوف ولا وجل ، أفلا تشكرون الله وتكفون عن اغتيال هذه النعم . الحرب ضروس في الشام ومازال الطاغية يفتك بالمسلمين فأي حديث للمجاهدين والسياسين عن غير دعم القضية السورية في إطار (إسقاط النظام وبناء سوريا ومساعدة اللاجئين) حديث في غير محله . دولة الشام القادمة سيقود رايتها علماء أهل السنة ومفكروها وعقلائها لا شباب حملوا السلاح ولم يجاوزوا ذلك دعوا الجهاد لأهل الجهاد والدولة لأهل الدول . -الجهاد سلسلة من حامل للسلاح وداعم له ومحرض عليه وفقيه بمآلاته ومفت فيه وفقدان حلقة من هذه السلسلة شر مستطير . طبعا التهم المغلفة لكل مخالف لهذا الفكر مجهزة : عميل، يهودي، عبد الطواغيت، قاعد .. ولكن الجهاد كائن قبل أن يخلق الله القاعدة بل وقبل أن يخلق حماسا وكل فصيل مجاهد . وأنا بهذا الكلام أوجه كلامي للقاعدة أولا فما زالت جبهة النصرة مبرئة الساحة عاطرة المحفل لم تسجل خطأ واحدا وإن كان بعض أفرادها إلى القاعدة منتسب، فنريدها أن تعتبر من تاريخ الجهاد وأن لا تخسر المحبين لها والمؤييدين . المصدر : صيد الفوائد
|