النصر لأسطول الحرية
الاثنين15 شعبان 1434 الموافق 24 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا)
الحسين باللعزيز
إمام وخطيب بهولندا
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد :
لآشك أن ما يحاك للمسليمن في الشرق والغرب ، هو نتيجة تقصيرنا وتفريطنا في جنب الله سبحانه وتعالى و الإقتداء بنهج سيدنا رسول الله،لذلك نجد أن آلام المسلمين قد كثرت – تفاقمت – ووصلت إلى منتهاها ، فدماء سفكت وأعراض انتهكت ، ناهيك عن الخوف والرعب وإخراج الناس من بيوتهم بغير حق ، ولا أريد أن أتعمق في ذكرها ، لأنها معروفة عند العام والخاص ، من لم يشعر بمرارة هذه الآلام فليس بمسلم ، ومن لم يستحضر هذا الهم والكرب والفزع والإذلال والقصعة المستباحة ، ليس من أبناء الأمة المختارة ،فيجب أن نحكم عليه بأنه مفصول العضو والجسد ، أو بصيغة أخرى أنه ميت الروح والشهامة ،فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” فالذي يجب علينا هو ، أن نكون يقضين متعاونين ، لايجوز البقاء في البيت والاطمئنان على أولادنا دون النظر لما يجري في هذا العالم ، وما يكيل له ، بل علينا كأفراد و مجتمعات التملص من انانييتنا و تبني القضية قالبا و مضمونا و الا فالدور آت علينا لا محالة.
أسطول الحرية حقق نصرا عظيما وفضيحة لأسرائيل ولعملاءها ، فهذا الأمر يستدعي منا التفضل بشكر هؤلا الأبطال الذين بذلوا أرواحهم لله وفي سبيله ،لو خيروا بين الشهادة والعودة للوطن لختاروا الشهادة ، فهذا الأمر بلا شك مفخرة لصحوتنا ولمجتمعاتنا الإسلامية. فالذين ركبوا قارب النجاة ليس في مخيلتهم كسب الشهرة ، أو در مادي ، وهم لايريدون جزاء ولا شكورا ، بل حاولوا أن ينتهزوا فرصة الابتعاد عن المصالح الشخصية ، والمنافع الدنيوية ، كما تهرب الفريسة من الذئب ،وهذا بلا شك ملحوظ وواضح للعيان ،وهم يملكون قوة إيمانية تحجزهم عن هذه السفاسف .
إن العدو الداخلي والخارجي لنا بالمرصاد ، حاول أن يطمس قضية الأسطول لمن يأبى الله ، إلا أن يفضحهم أمام العالم ، لكن الذي يحوز في الصدر هو التخاذل الذي تبنته الجامعة العربية ، أنها لم تعقد ولو مجلسا من أجل الاستنكار ، والخروج من مبادرة السلام ، ونجد من ليس من العرب ، من استنكر وساهم بفلذات كبده – و ساهم بطريقة أو بأخرى-،في سبيل رفع الحصار عن غزة ، ذلك هي تركيا المجاهدة البطلة التي قال ممثلها ، لن ندير ظهورنا لأسرائيل ، ” ألا إن نصر الله قريب ” .
المصدر : صيد الفوائد
Comments: 0