طعام الفقراء” أين الجمعيات الخيرية”

الثلاثاء 16 شعبان 1434 الموافق 25 حزيران/ يونيو2013. وكالة معراج للأنباء (مينا).
عواطف عبد اللطيف (كاتبة سودانية)
نحن على مشارف شهر رمضان الفضيل و”سبيط الرطب” يسر العين ويدخل الطمأنينة للقلب لكني حزينة حينما تقع عيناي على نخيلات شقت عن ثمارها الطيبة “التمر ” طعام الفقراء وهو عرضة للتلوث البيئي وتتدلى لتلامس تراب الارض وعوادم السيارات والهوام ودون غطاء يحفظها كنعمة وكثروة طبيعية حبا الله بها هذه الارض الطيبة جاء في الاحاديث الشريفة “لا يجوع أهل بيت عندهم تمر ” وثبت علميا ان به عناصر وفيتامينات مهمة، والجاف منه يحتوي على 70.6 % من الكربوهيدرات، 2.5 % من الدهون 1.32 املاح معدنية والياف وكانت وصية رسول الله “صلى الله عليه وسلم” أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فإنه من كان طعامها التمر خرج وليدها حليماً، فإنه كان طعام مريم حيث ولدت، ولو علم طعاماً خيراً من التمر لأطعمها إياه” رواه الترمذي.
والتمر غذاء كامل ومنبه لحركة الرحم ومقو لعضلاته ومن هنا كانت الإشارة القرآنية إلى السيدة / مريم البتول وهي تضع نبي الله عيسى عليه السلام بقول الحق تبارك وتعالى لها:( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّا) مريم 25،26
وحسنا تفعل جهات الاختصاص بتزيين شوارع الدوحة ومداخل المؤسسات المهمة كالمتحف الاسلامي بشجيرات النخيل التي ارتبط تاريخها بالجزيرة العربية وكان التمر الموونة الاساسية لمجاهدي الفتوحات الاسلامية.. هذا الخير الوفير الذي نراه بأعيننا كلما مررنا بأحد الشوارع او البيوتات الكبيرة لم يجد مع الاسف الشديد حظه الكامل من العناية ان سبايط التمر تتدلى مهملة وعرضة للملوثات المختلفة.
 البعض جزاهم الله خيرا سارع بتشذئب الاغصان والباس السبيط اكياسا تحفظه حتى كمال النضج كنعمة حباها الله لهذه الارض ودون جهد يذكر حيث تتفتق بطون الشجيرات وتلقح نفسها بنفسها نتيجة حركة الرياح التي تحمل مسحوق اللقاح من الذكر للانثى في حين يتكبد المزارع في كثير من الدول الفقيرة مشاق التلقيح والحصاد لان التمر ثروتهم الغالية وغذاؤهم الغني المبارك وموونتهم الموسمية.
انها دعوة للجمعيات الخيرية التي ما زالت تعتمد على عطاء المحسنين للتحول لفلسفة “الوعاء المنتج ” والتنمية المستدامة بوضع يدها حصريا على النخيلات المهملات وتحويل التمور لتدخل لدورتها الاقتصادية بقيام مصانع للحفظ والتعليب ودعم المراكز البحثية وطلبة العلم لوضع التمور ضمن خريطة ابحاثهم وتجاربهم، جاء بالاخبار ان باحثات في التغذية من دولة عربية توصلتا لقهوة من نواة التمر حلوة المذاق وخالية من الكافيين. كما ان التمر عنصر مهم خلال الشهر الفضيل.
همسة: إن لم نهتم ” بالتمر كثروة ” فالنهتم بشجيرات النخيل التي ارتبطت في الموروث الشعبي بالكبرياء.
المصدر – بوابة الشرق
اقرأ أيضا  تهجير البدو.. تطهير عرقي يخدم مخطط "القدس الكبرى"
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.