الملك محمد السادس.. أحب شعبه فأحبه الشعب

الإثنين-28 رمضان 1434 الموافق05 آب/أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

الكاتب: تيسير حسين اللقياني

احتفل الشعب المغربي الشقيق في الثلاثين من يوليو/ تموز، بالذكرى الرابعة عشرة لاعتلاء الملك محمد السادس عرش البلاد، في ظل تحقيق المملكة، تطوراً ملحوظاً، زاخراً بالانجازات، التي غيرّت وجه المغرب، ووضعته في مصاف الدول الحديثة.

إن هذه المناسبة، تعيد التأكيد على تلاحم الشعب المغربي مع العرش، الذي خاض إلى جانب شعبه نضالاً مريراً، وملاحم جهادية، لتحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي والاسباني. ويؤكد المغاربة بهذه المناسبة احتضانهم للأسرة العلوية، الساهرة على أمن ووحدة واستقرار البلاد، وتطورها ونمائها. 

وتعتبر البيعه التي يقدمها ممثلو مختلف جهات المملكة، تجسيداً للعمق التاريخي والحضاري الذي تتميز به المغرب، حيث كانت هناك، ومنذ ما يزيد على إثني عشر قرناً، هيئة تبايع الملوك في المغرب، تتشكل من العلماء، وعلماء الشرع، ومن كافة مكونات الشعب.

إن المغرب، في ظل هذا التطور والازدهار وبحكم موقعها الاستراتيتجي، حيث أنها لا تبعد عن السواحل الأوروبية سوى كيلو مترات قليلة، فيما تمتد سواحلها البحرية آلاف الكيلومترات، شمالاً على البحر المتوسط، وغرباً على المحيط الأطلسي، ما جعلها إحدى الدول المشرفة على أهم المضائق المائية في العالم، وهو مضيق جبل طارق، كما تشرف على ملتقى الطرق الكبرى للتجارة الدولية، التي تربط أفريقيا بأوروبا وأمريكا، إضافة لمنطقة الشرق الأوسط والوطن العربي.

وللوقوف على حقيقة تشبث الشعب المغربي، بكافة أطيافه وشرائحه بالعرش العلوي، والمحبة الكبيرة التي يوليها أبناء الشعب المغربي لمليكهم محمد السادس، سأستعرض بعض الحقائق التي تحققت وتكرست منذ اعتلائه للعرش في الثلاثين من شهر يوليو/تموز عام 1999:
• منذ اعتلاء الملك للعرش، شد عصا الترحال، يجوب البلاد شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، للتواصل مع المواطنين بمختلف طبقاتهم، يتفقد أحوالهم، ويستمع لقضاياهم ومطالبهم، والعمل على تلبية تطلعاتهم، واحتياجاتهم، وايجاد الحلول الملائمة لمشاكلهم، وكذلك لإطلاق مشاريع تنموية، ومتابعة مشاريع أخرى سبق وأن أعطى إذن انطلاقتها سابقاً.

اقرأ أيضا  القرآن الكريم هو المفتاح لتحسين الحضارة الإنسانية

• العمل الدؤوب على تنمية البلاد، تنمية بشرية مستدامة، من كافة المناحي، الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية والثقافية والفنية والرياضية، فالمواطن هو عماد الوطن، ولا بد أن يكون مؤهلاً فكرياً وثقافياً واخلاقياً.

• اعتمدت المملكة في ظل العهد الجديد، مختلف التدابير لتنمية الاستثمارات، مع ما رافقها من إجراءات تشجيعية تكفل لرأس المال العمل والتحرك بمرونة.

• العمل الدؤوب على تعزيز البنية التحتية للمملكة، وإقامة المنشآت التجهيزية الكبرى، من موانىء، وطرق سيارة، وسدود، ومراكز انتاج طاقة، وتجهيزات فلاحية حديثة لتحقيق المغرب الأخضر الزاهر.

• حرص الملك على أنهاء تهميش المناطق الشمالية والشرقية، وإطلاق سلسلة من المشاريع التنموية فيهما، بل ووضعهما في سلّم الأولويات، بحيث نالت كل جهات المملكة نصيبها من المجهود الوطني والثروة القومية.

• إطلاق المبادرات الملكية التي غيرّت وجه الاقتصاد المغربي، وخاصة ميثاق الاقلاع الصناعي، ومشاريع الطاقة المتجددة، والمخططان الأخضر والأزرق، وغيرها من المبادرات التي أحدثت طفرة نوعية في الاقتصاد، مما أدى إلى الرفع من وتيرة نموه وقدرته على التشغيل، وخلق الثروات، وعلى الرغم من الأزمة المالية العالمية، فقد حقق اقتصاد المغرب أداءً باهراً خلال العقد الأخير بمعدل نمو ثابت بلغ نحو 5 في المائة.

• بتوجيه مباشر من الملك، وتحت إشرافه، فقد جرى اعتماد توجيه جديد ومبتكر في تنفيذ السياسات التنموية، من خلال التعاقد ما بين الحكومة والقطاع الخاص، حول برامج قطاعية محددة المعالم والاهداف، تتضمن التزامات كل طرف، في إطار جدول زمني محدد.

• يسعى الملك جاهداً للقضاء على أسباب التخلف بكل أنواعه وأشكاله، في الأوساط الاجتماعية المختلفة، في إطار نهج البناء والتجديد المتواصل.
• عمل الملك على تعزيز مكانة المغرب الاقليمية والدولية، وتوطيد أركان دولة القانون والديمقراطية، والحقوق الانسانية.

• أولى الملك المرأة التشجيع والاهتمام الخاص لنيل حقوقها كاملة، وإثبات ذاتها في كل مجالات الانتاج والابداع، وممارسة اهليتها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

• وسّعت المغرب آفاق الديبلوماسية الاقتصادية، بما عاد بمردود كبير على مشاريع التنمية، إذ انخرطت في اتفاقيات متعددة للتبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي وأمريكا، والعديد من الدول العربية والاجنبية، بالاضافة لإقامتها لعلاقات شراكة استراتيجية متوازنة مع مجموعات إقليمية مؤثرة في المشهد الدولي.

اقرأ أيضا  اقتلوهم اقتصاديًّا بالمقاطعة

• استطاعت المغرب في عهد الملك محمد السادس، أن تتصدى للكثير من التحديات، وأن تحقق الكثير من طموحاتها، وبلورت مشروعاً متكاملاً لتطبيق نظام الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، نال تزكية مجلس الأمن الدولي، واستمرت كذلك في الدفاع عن مصالحها العليا متمسكة بالشرعية الدولية.

• لقد أصبح المغرب في عهده نموذجاً يحتذى في مجال مبادرات الإصلاح الداخلي، وتكريس مبادىء حقوق الانسان والحريات، وتجاوز تداعيات سنوات القمع والإسكات، وما تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة إلا إحدى العلامات الفارقة في فتح أصعب الملفات الشائكة، وطي هذه الصفحة الأليمة.
• رد الاعتبار للغة الأمازيغية، كمكون من مكونات الثقافة والهوية المغربية العريقة.

• إطلاق الملك لحملات واسعة للتضامن الوطني، تضامن البعض مع البعض، وتضامن المجتمع الموحد ككل، وخاصة في الأزمات العصيبة، من حيث الرفع من قيمة هذا الحس الوطني، وتعزيزه كثقافة مجتمعية، واحياء العادات المغربية العريقة في هذا الإطار.

• الاهتمام الكبير الواسع بقطاع الشباب، باعتباره مستقبل البلد الواعد ومعينه الذي لا ينضب، فقد تم القيام بكل ما يمكن من أجل أن ينهض الشباب بدوره كاملاً، في التنمية المستدامة، من خلال الافكار والتصورات والتوجيه والمبادرات، مع توفير كافة الشروط اللازمة لأخذ الشباب زمام المبادرة.

• شهد قطاع السياحة تطوراً كبيراً من حيث المشاريع الجديدة المستحدثة، وكذلك تحديث ما هو قائم ليواكب متطلبات التوجه العالمي، وقد حافظت المغرب، على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، على مكانتها السياحية العالمية المتميزة.

• كما حقق قطاع الصيد البحري تقدماً ملموساً وازدياداً في الانتاجية والتصدير.
• حقق تنفيذ برامج محو الأمية في مختلف أرجاء المملكة، نتائج ملموسة، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه البرامج ما يقارب المليون ونصف، الأمر الذي يعني مساهمتهم في التنمية الشاملة لبلدهم.

اقرأ أيضا  شعال حرب في فلسطين أيضاً

وليس المغاربة وحدهم من يحبون هذا الملك الشاب، الذي سعى ويسعى وبخطوات مدروسة، للقفز بالمغرب إلى مصاف الدول الحديثة، بل هناك الملايين من العرب والمسلمين الذين يكنون له كل محبة وتقدير، وخاصة الشعب الفلسطيني، الذي يحتفظ بمحبة خاصة للمغرب الشقيقة، ملكاً وشعباً، وذلك منذ أزمنة بعيدة وحتى الآن، فالمغاربة على مدى التاريخ، كانوا دوماً السباقين لنصرة فلسطين وشعبها، والذود عن مقدساتها بالغالي والنفيس، وفلسطين والقدس حاضرة دوماً في أذهان ووجدان كل إنسان مغربي.

وقد بذلت المغرب الشقيقة، وما زالت، الجهود تلو الجهود، لدى كافة المحافل الاقليمية والدولية، من أجل إنهاء آخر احتلال على وجه الأرض، وأقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشريف. القدس التي يضعها الملك محمد السادس نصب عينيه، ويرأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي، والتي تقوم من خلال الذراع الميداني لها، وكالة بيت مال القدس الشريف، بالحفاظ على الهوية الحضارية والدينية لمدينة القدس، من خلال العديد من المشاريع الملموسة على الأرض والتي تنفذ سنوياً بدون أي ضجيج إعلامي.

وفي هذا الاطار، فقد أمّت جماهير حاشدة، الحفل الذي أقامته السفارة المغربية في فلسطين بمناسبة عيد العرش الملكي، حيث شارك الشعب الفلسطيني. بمسؤوليه، ومنظماته، واتحاداته، ونقاباته، ومختلف شرائحه، الشعب المغربي الشقيق احتفاله البهيج بعيد العرش، وكان للكلمة التي ألقاها ممثل جلالة الملك محمد السادس، السفير محمد الحمزاوي الأثر البالغ في نفوس الحاضرين.

 

المصدر : معا

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.