المفاوضات: فاصل قصير نعود بعده الى المسلسل الطويل

الإثنين-28 رمضان 1434 الموافق05 آب/أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

الكاتب: محمد دراغمة

تعجبني، كمراقب، ادارة الرئيس محمود عباس للملف السياسي، رغم أن ادارته للملفات الداخلية مثل الاقتصاد، وتشكيل الحكومات، والانقسام، وادارة مؤسسات السلطة والمنظمة و”فتح”، لا تعجب الكثيرين، وانا واحد منهم.

الرئيس محمود عباس يقود السفينة الفلسطينية الهرمة والمتهالكة والمفككة في بحر متلاطم الامواج. فالعالم العربي يتفكك وينهار بصورة دراماتيكية، واسرائيل تسابق الزمن في الاستيطان اينما استطاعت الى ذلك سبيلا، وأمريكا منشغلة في ملفاتها داخلية، ودور الاتحاد الاوروبي لا يتعدى الدور الوعظي، والاقتصاد الفلسطيني ينهار، وحال الفصائل الفلسطينية من حال السفينة الهرمة والمتهالكة والمفككة.

في هذا البحر المتلاطم لم يحقق عباس انجازات سياسية لافته، لكنه نجح في قيادة الفلسطينيين دون دماء وانهيار، في مشهد اقليمي مليء بالدماء والانهيارات.

اقرأ أيضا  تقييمات الإخوان.. الطريق الطويل إلى الجرأة

استخدم الرئيس عباس مناورة ذكية في محاوله وقف الاستيطان، مستغلا الاجواء التي أشاعها قدوم الرئيس اليساري باراك اوباما الى الحكم. فقد تعهد اوباما عند قدومه بالعمل شخصيا على وقف الاستيطان، معتبرا ذلك من المصالح القومية الامريكية. لكنه فشل أمام سطوة اللوبي المؤيد لاسرائيل، وتراجع تاركا الرئيس عباس على الشجرة.

اليوم يعود الرئيس عباس الى المفاوضات المؤقتة (6-9 شهور)، وهو مدرك انها لن تذهب بعيدا. يعود لان لديه مصلحة في ذلك التقت مع مصلحة شبيهة لدى كل من نتانياهو واوباما. مصلحة عباس تكمن في احياء شرعيته السياسية المتآكلة امام غياب الانتخابات، وفي اعادة بث الحياه في الاقتصاد المنهار، وفي اطلاق سراح اسرى تشكل عودتهم الى بيوتهم انجازا كبيرا له أمام التعاطف الكبير للشارع الفلسطيني معهم، وأمام ضعف الانجازات السياسية والاقتصادية الأخرى. وله ايضا مصلحة كبيرة في تفادي اغضاب الادارة الامريكية، المانح الاكبر للسلطة الفلسطينية التي تعاني ميزانيتها من عجز كبير يبلغ 40 في المئة.

اقرأ أيضا  خبيران: مشروع حظر الحجاب في فرنسا "بروباغاندا سياسية"

ومصلحة نتانياهو تكمن في مواجهة العزلة المتنامية لاسرائيل على الساحة الدولية. ومصلحة الادارة الامريكية تمكن في ادارة الملف الفلسطيني الاسرائيلي والحؤول دون انتقاله الى يد أخرى، او وصوله الى الانفجار.

ستكون الجولة الجديدة من المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية قصيرة، كأنها فاصل اعلاني، نعود بعده الى المسلسل الطويل الذي لا ينتهي، فنتانياهو سيواصل الاستيطان، والادارة الامريكية التي فشلت في ادارة الملفات الاخرى في المنطقة من السوري الى المصري الى الايراني ستفشل حتما في ادارة هذا الملف…

 

المصدر : معا

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.