مجزرة مصر ترسم تاريخها غداً

الخميس-08شوال 1434 الموافق15 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

خالد أبو الخير

مهما كان عدد الذين سقطوا يوم أمس في مصر، إلا أنه لا يمكن وصف ما جرى بأقل من كلمة المجزرة. أقول ذلك لأن لعبة الأعداد قابلة للتزييف والاستخدام في كل وقت. وإذا كان الذين انقلبوا على الرئيس المنتخب محمد مرسي ادعوا أنهم أتوا لتصحيح مسار الثورة، فما جرى ويجري يؤكد أن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا قيمين على أي ثورة، بل هم أعداؤها الألداء، الذين يريدون خنق صوت الشعب ويستمرئون في سبيل ذلك ويستحلون النفس البريئة التي حرم الله جل وعلا قتلها إلا بالحق.

الثورة جاءت لنشر قيم العدل، وحماية النفس الإنسانية، وصنع مستقبل آخر لمصر غير الذي خطته الدكتاتورية، وتقيم الأمل للناس وليس سفك الدماء. لكن ثمة مؤشر آخر على نفاذ الصبر هذا، واللجوء إلى العنف ضد المعتصمين انتصارا للرئيس مرسي، وللحق الذي لم تنجح كل الحملة الإعلامية والأكاذيب وتكميم الأفواه في تزييفه، هو انفلات سيطرة الانقلابيين، ونفاذ صبرهم، واستعدادهم للمضي الى آخر الشوط، والمقامرة بمصير مصر.

اقرأ أيضا  استشهاد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية

لم يعد ثمة مجال لوقوف على حياد فيما يجري في مصر، أو افتراض حسن الظن أو النية، فما يجري بغض النظر عن كون جبهة الإنقاذ والجنرال عبد الفتاح السيسي وجزءا من الشعب المصري كانوا في خندق، والإخوان المسلمون والمقربون منهم في خندق آخر، وأنا بالمناسبة لا أنتمي الى جماعة الاخوان، إلا أن الواقع اليوم يؤكد أن الانقاذ والسيسي في خندق، وبقية الشعب المصري في خندق آخر.

هذه الدماء التي سفكت ستكون علامة فارقة في مصر الغد.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.

المصدر : السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.