مقال بعنوان “جددوا إيمانكم” بقلم الشيخ: سعيد سطل “أبو سليمان”

الجمعة-23شوال 1434 الموافق30 آب/ أغسطس.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

تحية المسلمين السلام , والسلام اسم من أسماء الله الحسنى , والله تعالى سمى الآخرة  دار السلام فقالوالله يدعو إلى دار السلام , سماها دار السلام لأنه لا خوف فيها ولا حزن  ولا همً  ولا غمٌ ولا قلق  ولا  فقر ولا جوع  ولا  مرض , وكلمة السلام تبعث الطمأنينة في النفس , ومن معانيها الأمن والأمان والسلامة للناس , فعندما تحّي أحدا بقولك السلام عليكم  فكأنك تقول له : لك مني الأمن  وعليك الأمان , أي اطمئن لا غدر ولا خيانة ولا طعن في الظهر , والسلام جعله الله تعالى تحية أهل الجنة , فقال تحيتهم يوم يلقونه سلام 

ومن مقاصد الشريعة الإسلامية إشاعة السلام في الأرض من خلال  إفشائه بين الناس , روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما , أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف , وعندما نستعرض أحوال المسلمين المتردية محليا وإقليميا وعالميا , لا نرى أثرا للسلام في حياتهم , ولا في معاملاتهم مع بعضهم , بات السلام شعارا فارغا من المضمون والمعنى , أصبح مجرد كلمة تقال باللسان , ما نراه ونشاهده على الساحة العربية والإسلامية منافي تماما لمعنى السلام , لا امن ولا أمان ولا استقرار , إنما إرهاب وترويع ورعب وسفك دماء ,  قتل وخطف وتفجير واعتداء على الأبرياء , لا حُرمة لأرواح  ولا لأعرض ولا لممتلكات ولا لمقدسات , بات الدم المسلم في بلاد العرب والمسلمين ارخص من أي سائل يباع في الأسواق , لا قيمه له ولا حُرمة

اقرأ أيضا  يا شباب الأمة .. وصية من منبر المسجد النبوي

عجيب كيف يمكن أن يتخلى المسلمون عن أسمى القيم والمبادئ التي جعلها الله تعالى من مميزاتهم وصفاتهم , لقد وصفهم الله تعالى باللين والرحمة فقالأذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين , ونفس الوصف جاء في موضع آخر حيث قال عنهم : أشداء على الكفار رحماء بينهم , وفي السُنّة النبوية شبههم النبي بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر, النبي صلى الله عليه وسلم الحريص على أمته الرءوف الرحيم بهم يخاطبهم قائلا : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا , ولا تؤمنوا حتى تحابوا , أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم , افشوا السلام بينكم , هل افشوا السلام بينكم مجرد كلمة تقال باللسان كما نفعل ؟ إفشاء السلام من شأنه إشاعة المحبة بين المسلمين , والإيمان كما مر مرتبط بالمحبة ارتباطا عضويا لا انفصام بينهما , ولا تؤمنوا حتى تحابوا , المحبة بين المسلم وأخيه المسلم  شرط لصحة الإيمان ,  هذا الإيمان القائم على المحبة بين المسلمين , هو تأشيرة الدخول إلى الجنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق يقسم بالله , والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا , النص واضح وصريح لا دخول إلى الجنة إلا بتأشيرة ممهورة بالإيمان

اقرأ أيضا  الدين النصيحة

فما بال المسلمين يضربون بهذا الهدي النبوي عرض الحائط , فبدلا من إفشاء السلام بينهم , يفشون الحقد والكراهية يفشون العداوة والبغضاء بيينهم , يخوّن بعضهم بعضا , يلعن بعضهم بعضا , يسب بعضهم بعضا , يكفّر بعضهم بعضا , يستحلون دماء بعض وأعراض بعض وأموال بعض , وجاء في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر , وروى الترمذي والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم  صححه الألباني , المجازر التي يرتكبها المسلمون بحق بعض في العراق وسورية  ومصر وباكستان وغيرها , باستعمال السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والتي تحصد أرواح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال , في ظل هذه الأجواء الدموية الإجرامية التي تخيّم علينا , احسب أن على جميع المسلمين دون استثناء وفي جميع أقطار الأرض , عليهم جميعا أن يجددوا إيمانهم لان هذه الجرائم منافية للإيمان ونافية للإسلام بالجملة , ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اقرأ أيضا  فلنعلن عن حبنا له

 المصدر: يافا

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.