حكم التوسل بغير الله

الثلاثاء- 25 ذوالقعدة 1434 الموافق01تشرين الأول /أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

عبدالفتاح آدم المقدشي 

بسم الله، والحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسلام على أشرف المرْسَلين وآله وصحْبِه وأتباعه إلى يوم الدِّين. 

أما بعد:

فيَجْدُر بنا أن نُعرِّف التوسُّل، ونوضِّح الفرق بينه وبين الاستغاثة، ونَشْرح مفهومه قبل أن نخوضَ في خباياه ومقتضياته؛ حتىَّ تتَّضِح لنا الصُّورةُ، ونكونَ على بيِّنة من أمرنا.

 

فالتوسُّل: هو طلب المَعُونة من الله بطريقة غير مباشرة، يتَّكِئ بها الدَّاعي تقرُّبًا، كأن يقول: اللَّهم فرِّجْ كربي بجاه نبيِّك، أو بجاه فلان من الصَّالحين.

 

والاستغاثة: طلَب الغَوْث مِن مَخْلوقٍ كائنًا مَن كان وبطريقة مباشِرة، كأنْ يقول: يا فلان، نجِّني من الكُربات، ارزُقني أولادًا، ونحو ذلك.

 

وهو على قسْمَيْن؛ توسُّل غير مشْروع، وتوسُّل مشْروع، أمَّا التوسُّل غير المشروع فكَما جاء في التَّعريف.

 

أمَّا التَّوسُّل المشروع: فكالتوسُّل بأسماء الله الحُسْنى وصفاتِه العُلا، وبالإيمان بالله وبالعمل الصَّالح، وكدعاء ولي حيٍّ منَ الأولياء في مصائب عامَّة، كما توسَّلَت الصحابة بالعبَّاس عمِّ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلم – وتوسَّل مَن بعدهم بأسود بن يزيد.

 

فمفهوم التوسُّل الممنوع: إنما هو التقرُّب والتزَلُّف بما يَعتقِده المُتوسِّل أنه مبارك ومقبول عند الله، وهو منْهِي عنه، بل هو شرك بالله كما سنبيِّنه قريبًا، فنقول: إذا كان التوسُّل بالنبي المرْسَل والملَكِ المقرَّب منْهيًّا عنه، فكيف بِمَن دونهما؟ لا شكَّ أن النَّهْي عن التوسُّل بغيرهما من بابِ أَوْلى وأحرى.

 

ثُمَّ إنه إذا توسَّل متوسِّلٌ بغير الله، فهو بذلك يعبد غير الله؛ كطَلَبِه منهم كشْف الضَّرر أو جَلْبهم له مصلحة، مع أنهم لا يَملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفْعًا، ولا موتًا ولا حياة ولا نُشورًا، كما قال تعالى في أوَّل سورة الفرقان: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ ﴾ [الفرقان: 1] إلى قوله ﴿ وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 3]، وكما قال تعالى: ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴾ [يس: 23]، وقال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأحقاف: 28]، وقد قال تعالى بعدَما تكَلَّم الله في أوَّل سورة الزُّمر عن الإخلاص، وأنَّ لله الدِّينَ الخالِص: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3].

 

فعُلِم بذلك أنَّ مَن اتَّخذ من دون الله أولياء للتقرُّب أو للتزلُّف؛ سواء كانوا أصنامًا أو أشخاصًا، فقد خالَف التَّوحيد والإخلاص، وأشرَكَ بالله العظيم، وانحَرَف عن الصِّراط المستقيم والدِّين الخالص لله، واتَّبَع خطوات الشيطان، ووقَع في الضَّلال المُبِين، وقد حَكَم الله – سبحانه وتعالى – على مَن كان أمرُه كذلك بالكذب والكفر كما ترى.

اقرأ أيضا  دور الشباب في حمل رسالة الإسلام

 

إذًا ظهر لك جليًّا أن مفهوم التوسُّل: التقرُّب واتِّخاذ شفعاء ووسائط من دون الله، وهو عَيْن الشِّرك الذي منَعه الله في كتابه العزيز، كما جاء في الآيات القرآنية الكثيرة، ولِتَشبيه المتوسِّل خالقه بالمخلوق الضَّعيف الذي يحتاج إلى وزير يُعِينه، كما أفاده شيخ الإسلام ابن تيميَّة في بحوثه.

 

والغريبُ في الأَمر أنَّ الصُّوفية تجهل الأدلَّة الواضحة الجليَّة في القرآن، بل إنَّك تجد سورة الفاتحة – وهي التي تُقرأ سبعَ عشرةَ مرَّة في الفرائض، ومع الرَّواتب والنَّوافل تقريبًا خمسين مرة – تأمر بعبادة الله وحْدَه، والاستعانة بالله وحْدَه، فإذا كان الله يَأْمرك ألاَّ تستعين إلاَّ به، فلماذا تذهب إلى غيره لتستعين به وتسأله، أو تتوسَّل به فيما لم يأمرك الله أن تتوسَّل به؟!

 

وقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35].

 

فهنا قال الله تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ ولم يقل: وابتغوا إلى الأولياءِ الوسيلة، أو: وابتغوا إلى الله الوسيلة بالأولياء، وقوله تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ إشارةٌ إلى التوسُّل بالأعمال الصَّالحات كالجهاد في سبيل الله؛ إذْ هو أدعى للإجابة لا التوسُّل بالأولياء كما تزعم الصُّوفية؛ ولِذَلك ختم الله الآية بقوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ دليلاً على أنَّ مَن سلك غير هذه السبيل، فقد ضلَّ عن سواء السَّبيل، وخسر خسرانًا مبينًا.

 

وإن كانت الصُّوفية قد تقول جدَلاً وبهتانًا: قوله تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ عامٌّ، ولكننا نقول لهم: هو تمسُّك بظاهر اللَّفظ بدون مستَنَد، وتكَلُّف بلا مسوِّغ، ولو كان استدلالكم صحيحًا لمَا عارضه مجْمَلُ آيات القرآن البيِّنات، والقرآن يؤيِّد بعضه بعضًا.

 

وقال تعالى في سورة الإسراء: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا *أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56 – 57].

 

وهنا أيضًا قد بيَّن الله أنَّ هؤلاء يبتغون إلى ربِّهم الوسيلة، ولم يَقُل: يتوسَّلون بالأولياء، وسبب نُزول الآيتين هو أن نفَرًا من الجِنِّ كانوا يُعبَدون، فأسلَمُوا، فبقيَ الذين كانوا يعبدونهم على حالهم، والحديثُ في صحيح البُخاري في كتاب التفْسير.

 

وأيضًا في هذه الآية إشارات:

الأولى: خطأ التوسُّل بغَيْر الله؛ حيث صار الذين كان يُتَوسَّل بهم إلى الله يَتوسَّلون ويدعون يبتغون إلى ربِّهم الوسيلةَ – أي: التوسُّل المشروع – مما يدلُّ على ضَلال الفِرْقةِ الأُولى، وخطَئِهم الفادح؛ لتوسُّلهم بالمخلوق الضعيف.

 

الثانية: يأمر الله سبحانه أن يَدْعُوَ المشركون الذين زعَمُوا مِن دون الله، وأخبر أنهم إنْ فعَلوا ذلك فإنَّهم لا يملكون لهم ضرًّا ولا نفعًا، وهذا أسلوب بليغ تعجيزي، لا على حقيقته؛ إذْ أخبرَ الله أنهم سيَخْسرون في ذلك فعلاً؛ لأنَّ المدْعُوِّين لا يملكون ضرًّا ولا نفعًا، وإنما الواجب الذي عليهم هو أن يفعلوا كما فعلوا، ويوجِّهوا دعاءهم ووسيلتهم إلى ربِّهم وحْدَه، ويَرجو رحمة الله، ويخافوا مِن عذاب الله، لا أن يكونَ رجاؤُهم وخوفهم واستعانتهم وتوكُّلهم مرتبطًا بعبادٍ ضعفاء مثْلِهم لا يملكون لأنفسِهم ضرًّا ولا نفعًا، فضْلاً عن غيرهم، وهذا هو الضلال المُبين.

اقرأ أيضا  في الحث على بناء المساجد

 

والثالثة: عبَّر الله سبحانه بتصرُّفاتهم بالزَّعم، وهو ما يَزِيد في توبيخهم وتهكُّمهم بما كابروا وعاندوا فيه، وأنهم مع ذلك لا يَجْنون مِن وراء ذلك كشْفَ الضرِّ عنهم ولا تحويلاً؛ وذلك لأنهم لا يتَّبعون إلاَّ الظن.

 

وأيضًا قال تعالى في سورة سبأ: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ [سبأ: 22 – 23].

 

وفيه دروس:

الدَّرس الأول: أخبر الله سبحانه أنَّ الذين يزْعُمون من دون الله لا يملكون مِثْقال ذَرَّة في السَّماوات ولا في الأرض، وهذا غاية في التَّيئِيس عنهم لمن له أدْنَى مسكة من العقل.

 

الدرس الثاني: قوله تعالى: ﴿ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ ﴾؛ أيْ: هؤلاء المدعوُّون لا يشتركون مع الله في شيء من مُلكه أبدًا، حتى يُسألوا أو يُتوسَّل بهم، وليس لهم أيُّ صلاحية في شيءٍ أبدًا؛ وذلك لأنَّ الله غنيٌّ عن الشركة والاستِعانة بمخلوق، كائنًا مَن كان، كما قال تعالى في آخر سورة الإسراء: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].

 

فوالله الذي لا إله إلاَّ هو، إنَّ هذا التوحيد مِن أجَلِّ النِّعم التي تستحقُّ الحَمْد والشُّكر؛ إذْ لم يُحْوِجْنا الله إلاَّ إلى مَلِكٍ غنيٍّ عزيزٍ واحدٍ؛ لأنَّ مِن كمالِ غِنى الله ألاَّ يَحتاج إلى ولدٍ، ومِن كمال مُلكه ألاَّ يحتاج إلى شريكٍ، ومن كمال عِزَّته ألاَّ يتَّخذ وليًّا من الذُّل، وكلُّ هذه المعاني متضمِّنة ما جاء في أوَّل سورة الفاتحة: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 2 – 4]، وقد ختَم الله السورةَ بتكبير ذاته العظيمة؛ لأنَّ التحوُّل إلى غيره يوجب تنقيصه؛ لذلك يوجِّهنا الله أن نَشْكره أوَّلاً بالتوحيد، ثم نُكبِّره؛ لأنَّ الله وحْدَه هو المستحقُّ للتَّكبير، لا أن يُكبَّر معه أحد، فنقعَ في الشِّرك المحذور.

 

ثم لو احْتَجنا – على سبيل الفرض والتَّقدير – أن نسأل ونَعبد إلهين لَكَثُر تعَبُنا وشقاؤُنا بينهما فقد يأمر هذا بالقيام مثلاً، ويأمر الآخَرُ بالقعود، فكيف نُطِيعهما في آنٍ واحد؟! قال تعالى مخْبِرًا عن هذه الحقيقة ومُمْتنًّا علينا: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 29].

اقرأ أيضا  مقارنات بين رسول الله وإخوانه الأنبياء

 

ثم اعْلَم أن الَّذين يُدْعَون في هذه العصور المتأخِّرة أولياءَ لا يَخْلو منهم ادِّعاء القُدْرة والعِلْم والمُلْك على مُرِيديهم؛ حتىَّ يلتزموا طاعتهم، وينفعوهم بالأموال والتَّبجيل والتكبير بغير حقٍّ، وهو شِركٌ بالله واضح.

 

فالله – سبحانه وتعالى – يُريد أن يُريحنا ويُخلِّصنا مِن هذه المتاعب، وهذا الشَّقاء كلِّه، ويوجِّهنا إلى عبادته وحده؛ لأنَّه هو المَلِك الوحيد، وله مُطْلَق التصرُّف في ملْكِه، وهو العزيز وحْده، لا يُمكن أن يعتزَّ بشركة أحد ولا بمعاونة ولي؛ لذلك فهو المستحِقُّ وحده التكبير والتبجيل، بل والاستعانة والتوسُّل به وحده، والشُّكر والامتنان، فسبحانه لا إله إلا هو، الفرد الصَّمد، الكبير المتعال.

الدرس الثالث: ﴿ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22]:

فكأنَّ الذي يطلب الشفاعة من دون الله، يَظُن أنَّ الشافع ظهير، أو معاوِن لله، كما هو حال ملوك الأرض، فنَفى الله عن نفْسِه ذلك، وبيَّن أنَّ هؤلاءِ الشُّركاء ليس لهم أيُّ مساعدة؛ إذْ كيف لهم ذلك، وهم لا يملكون مِثْقال ذرَّة في السَّماوات ولا في الأرض، ولا أي شركة، بل هم عبادٌ فُقراءُ لا يملكون لأنفسِهم ضرًّا ولا نفعًا، فكيف يملكون لغيرهم؟!

الدرس الرابع:

وهذا أيضًا بيان من الله تعالى في عدم تمكُّن أيِّ أحدٍ كائنًا مَن كان أن يتجرَّأ بالشفاعة، مهما بلغ منَ الفَضْل والشَّرف عند الله، ولو كان ملَكًا مقرَّبًا، أو نبيًّا مرسَلاً، إلاَّ بعد أن يَأذن الله لمن يشاء ويرضى.

 

ثُمَّ إنَّ هؤلاءِ المشْرِكينَ قد جَعَلوا شُركاءَهم وكأنَّ لهم سُلْطة مطْلَقة، بحيث يقدرون أن يشفعوا لِمَن يريدون، ومتى ما يريدون وكيفما يريدون، وهو باطل مردودٌ بصريح المعقول وصريح المنقول، وقد ثبت عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أحْدَث في أمْرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ))، وفي رواية: ((مَن عمل عملاً ليس عليه أمْرُنا فهو ردٌّ)).

 

والله المستعان، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم.

المصدر: الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.