فنادق دمشق تمتلئ بالنازحين بدل السياح

الثلاثاء- 25 ذوالقعدة 1434 الموافق01تشرين الأول /أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

في موسم الصيف الذي يضج عادة بالمصطافين العرب القادمين إلى دمشق، امتلأت فنادق العاصمة السورية بأعداد كبيرة من النزلاء الذين نزحوا من محافظات أخرى هربا من العنف والقصف، وباتت فنادق حي المرجة الشعبي ملجأ لعائلات النازحين الذين يشغلون غرفا لا تتجاوز مساحتها 15 مترا مربعا يضطرون فيها لإعداد الطعام في الحمامات.

وفي أحد هذه الفنادق المتواضعة، تستعيد هناء ذكريات منزلها القديم في حي بستان الديوان وسطحمص، وتقول هذه الأرملة البالغة من العمر ثلاثين عاما إن منزلها الذي كان يحوي فناء جميلا دمر بالكامل، ما دفعها للتنقل مع أولادها الثلاثة بين ثلاثة فنادق، لينتهي المطاف بالعائلة الصغيرة في غرفة ضيقة تلتصق فيها أربعة أسرة مقابل جهاز التلفزيون، وهي تلجأ إلى الطبخ في الحمام.

اقرأ أيضا  دار الشفقة التركية توزع هدايا العيد على طلبة القرآن بالسنغال

وتتابع هناء قائلة “عندما أفكر في الأوضاع، يكاد رأسي ينفجر. في بعض الأحيان، لجأت إلى الحبوب المهدئة”، ثم تسرد تفاصيل قتل زوجها بعد أن خطفه مجهولون، مما دفعها لتقبل المعونات من بعض المحسنين ودفع أكبر أبنائها للعمل في تحضير النراجيل بأحد المقاهي.

ويقول موظفو الفندق إن النازحين القادمين من حمص وريف دمشق يشغلون معظم غرفه، بعد أن كان السياح الإيرانيون يشغلونه في السنوات السابقة عند قدومهم لزيارة مقام السيدة زينب بدمشق.
وفي غرفة أخرى، يتحدث أبو عامر عن المحل الذي كان يمتلكه في حمص لبيع الهواتف الخليوية، ثم يتأمل في وضعه الحالي عندما يستقبل المعونة من مؤسسة خيرية قائلا “نشعر بأننا متسولون”.

اقرأ أيضا  كندا تقرر عدم إعادة دمج الإرهابيين في المجتمع

ويقضي أبو عامر وأصدقاؤه النازحون من حمص أوقاتهم كل يوم في لعب الورق حول الطاولات الفارغة بمطعم الفندق الذي يفتقر للخدمة، بينما يضج بهو الفندق بلهو الأطفال الذين يبحثون عن أي فرصة للعب على السلالم أو أرضية الرواق.

ويؤكد مالكو غالبية هذه الفنادق الشعبية على تخفيض أجورها بعد أن هجرها السياح، كما يتحدث بعضهم عن استضافة النازحين مجانا، لكنهم مضطرون أيضا لتغطية بعض المصاريف، إذ يقول أبو عامر “كنا ندفع 25 ألف ليرة سورية شهريا (قرابة 125 دولارا)، لكن الفندق يطالبنا حاليا بثلاثين ألف ليرة نظرا لارتفاع أسعار المازوت”.

وبالرغم من ذلك، ما زالت غالبية النازحين إلى العاصمة تفضل هذا النمط من الحياة على أن يختبروا مرارة اللجوء إلى دول أخرى، إذ تقول هناء “على الأقل نحن في بلدنا”.

اقرأ أيضا  تخطط الحكومة لإنشاء قرى لاستزراع الأعشاب البحرية في شرق إندونيسيا

ومنذ بدء الثورة السورية قبل نحو عامين ونصف العام، وصل عدد النازحين داخل البلاد إلى 4.25 ملايين شخص، إضافة إلى أكثر من مليوني لاجئ في الدول المجاورة، وذلك بحسب إحصاءات أعلنتها الثلاثاء المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، واصفة الأمر بأنه “كارثة إنسانية مشينة (…) لم يشهدها التاريخ الحديث”.

المصدر:الجزيرة+الفرنسية

 

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.