بعض أحوالنا في ومع ( الفيس بوك )!!

الإثنين- 2 ذوالحجة1434 الموافق7 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

ياسين نزال 

من المعلوم أن (الفيس بوك) من برامج التواصل الاجتماعي المجانية والباقية كذلكَ بحسب شعار القائمين عليْه. وغرضُه الأساس الذي نعرفُه – ظاهرًا -: إعادة ربط الأقارب والأصدقاء بحبال متينة بعدمَا قطّعها السّعي وراء (صَواني!) العيش؛ فـ(اللقمة) التي كان أجدادنا يمثّلون بها – من زمن قريب! – لم تعدْ – في هذه الأيام! – ذات قيمة إلّا إذا كان مصدرها من تلكم (الصّواني)!!

 

والجميل أنّ الكثيرين استفادوا من هذا المجمع استفادة كبيرةً، وجَنَوْا منه أرباحًا كثيرة؛ أصدقاء التقوا بعد فراق سنين عدّة، وزملاء تقاربوا بعد مَا باعدتهم الخُطوب مُدّة. والأجملُ مِن ذلك كلِّه استغلالُ بعض الفضلاء من المسلمين لهذه الوسيلة في الدّعوة إلى الله على فهم خيرِ القرون.

 

ولكنّ البعضَ ممنْ ينتسب إلى العلمِ خَرجَ عن هذَا الإطار العِلميِّ الدَّعوي ليجعلَ مِنْ صفحاته نشرة أخبار شخصية عنه وعن أقاربه ومشايخه يقرؤها الزائر والصّديق ذو القربى والصديق الجنب.

اقرأ أيضا  أنقرة وتل أبيب والاستسلام المشروط

 

والعَاقل – منا! – قد يتصوّر مقصود المتكلم إذا تحدّثَ عن نَفسه، وأقاربه أمّا أن يشغل النّاس بِخاصّة أخبار مشايخه… فهذَا أمر جدًّا عجيبٌ، لا يقبله ذو لبّ لبيبٍ؛ وإليك بعضُ النماذج – على سبيل التمثيل -:

فإذا تحدّثَ عن نَفْسه قال- بالتفصيل -:

(أنا الآن أتعشى.. خرجتُ من المسجد.. سلّمت على صديقي.. ذاهب إلى الفراش.. شغّلت المكيف (المروحة).. أنا سأنام.. نائم.. سأحلم.. أحلم.. (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور) .. شغّل النّت.. وين الفيس البوك..!!)

 

وعن مشايخه – وتارة بالصوّر! -:

(خرج الشيخ.. دخل الشيخ.. زرتُ الشيخ.. هاتفت الشيخ.. تزوج الشيخ.. طلّق الشيخ.. الشيخ زوج ابنه.. وزوج ابنته.. ابن الشيخ قال.. ابن الشيخ كتب.. ويْنَك يا شيخ!)

اقرأ أيضا  منظمة التعاون الإسلامي تدعو إلى منع وتجريم كافة أشكال العنف ضد المرأة

 

وأمَّا عن إخوانه الذين يخرجون ويدخلون ويتزوجون ويطلّقون ويكتبون ويتكلمون؛ بل ربما يموتون فلا نكاد نسمع عنهم.. فَلسنا – أولاً – ندري ما الفرق؟! و – ثانيًا – ما الداعي لعرضِ مثل هذه الأخبار الخاصة أمام زائرٍ لا يعرف شيئًا لا عن الشيخ ولا عن أبيه ولا عن أخيه؟!

 

فَدعني أذكرُ لكَ شيئًا من مساوئ نشر الأخبار الخاصة جدًّا وغير المفيدة جدّاجدَّا:

أولاتضييع الوقت على المتصفح: تمرّ الدّقائق ولا يكاد يعثر على شيء ذي قيمة..!

 

ثانياالغلو في الأشخاص. فالمسلم – كما هو معلوم! – ليس يلزمه اتباع الشعارات؛ بل الذي يلزمه: قال الله وقال رسوله، وليس يلزمه – كذلك – اتباع آثار أحدٍ من بني البشر سوى النبيِّ – صلى الله عليه وسلم؛ لذلك تتبع الصّحابة ومَن بعدهم أكلَه ولباسه ونومه ودخوله وخروجه وجميعَ أحواله صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا  شركة بيليندو 1 تستثمر 1.2 تريليون روبية في ميناء باتام

 

ثالثاخسارة بعض الأصدقاء بسبب مللهم من الأخبار الخاصة..!!

 

رابعاغلبة المرح والمزاح مما قد يقلل هيبة العلم وأهله. نعم! لك أن تمزح، وتَضحك وتُضحك، وتَفرح وتُفرح ولكنْ: لكلِّ مَقام مقال!

 

وغيرها كثير..

 

كلامي ليس موجها لفلان أو علان فهو لنفسي قبل غيري؛ حتى نرتقيَ ونجعل من هذه الوسيلة وسيلةً دعوية توعوية لا غابَةً نغرَق فيها ونُغرق غيرنا!

 

والله من وراء القصد!

المصدر :الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.