حرب على الإسلام في بنجلاديش

السبت 25 صفر 1435 الموافق 28 كانون الأول / ديسمبر2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).

شعبان عبد الرحمن
أطبق الصمت على العالم ودخل الضمير الإنساني في غيبوبة أفقدته السمع والبصر، بينما كان البروفيسور عبد القادر ملا، الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنجلاديش، يعلق على حبل المشنقة في الساعات الأخيرة من مساء الخميس 12/ 12/ 2013م تنفيذًا لحكم جائر بالإعدام عقابًا له على تهم باطلة بينما حقيقة تهمته أنه قال «ربي الله».

وإعدام البروفيسور عبد القادر ملا، يرحمه الله، جاء وسط مقصلة من المحاكمات الجائرة بدأت يوم الأربعاء 27 فبراير الماضي لجميع قادة الجماعة الإسلامية وكوادرها أمام ما تسمى «محكمة جرائم الحرب» التي حكمت من قبل بالإعدام على الزعيم الإسلامي دلوار حسين رئيس حزب الجماعة الإسلامية، وفي يناير الماضي أدين زعيم سابق للجماعة الإسلامية، هو البروفيسور عبد الكلام آزاد غيابيًّا بالإعدام، وينتظر ستة آخرون أحكامًا مشابهة، ويحاكم هؤلاء جميعًا بتهم مر عليها أكثر من أربعين عامًا، وهي ارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971م (انفصال بنجلاديش عن باكستان)، ومحاولة إعاقة استقلال بنجلادش عن باكستان وإجبار هندوس على اعتناق الإسلام!.
في تلك الأجواء المعتمة يعيش الشعب البنجالي محنة كبرى على أيدي حكومة «عوامي» العلمانية المتطرفة المدعومة من كل القوى المعادية للإسلام، فقد فاجأت هذه الحكومة شعب بنجلاديش المسلم (87% مسلمون) بانقلاب على الدستور ليصبح علمانيًّا بعد حذف كل ما يشير فيه إلى الإسلام فيه من قريب أو بعيد، ولإنجاز ذلك الانقلاب على هوية الأمة ودينها الإسلامي الحنيف، شن النظام العلماني الحاكم حملة شرسة ضد الجماعة الإسلامية ثاني أكبر القوى شعبية في بنجلاديش وذلك لإزاحتها من الطريق وتغييبها عن الساحة حتى ينفذوا ما خططوا له، فقد قامت قوات الأمن باعتقال قادة «الجماعة الإسلامية»، وفي مقدمتهم مؤسسها البروفيسور غلام أعظم (90 عامًا)، وأميرها الحالي الشيخ «مطيع الرحمن نظامي»، وكل قيادات الجماعة، وستة آلاف وخمسمئة من كوادرها؛ لإفساح الطريق أمام تلك الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، والتمكين للفكر العلماني والهندوسي والتغريبي، وقد سبق ذلك عملية تجفيف ممنهجة لمنابع التعليم الإسلامي، وإغلاق العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية، وأعلنت وزيرة الخارجية البنجالية بصراحة: «إن بنجلاديش دولة علمانية وليست دولة مسلمة»!.
وهكذا يعيد حزب «عوامي» الحاكم تاريخه الأسود الملطخ بدماء المسلمين، والمكلل بعار الحرب على الإسلام والهوية الإسلامية.. فقد شنَّ حربًا شعواء على الإسلام والعاملين له داخل البلاد خلال فترتي حكمه للبلاد (1971-1975م، ومن 1996-2001م)؛ حيث أغلق مؤسسات التعليم الإسلامي، وزجَّ بعشرات الآلاف من الشباب خلف القضبان، وقتل عشرات العلماء.. واليوم يعيد الحزب نفسه حقبته الدموية السوداء ضد الإسلام والمسلمين، بدعم من الغرب والصهاينة والهندوس في الهند، الذين طالما حرصوا وعملوا على أن تصبح بنجلاديش دولة هندوسية بعد تشجيع انفصالها من قبل عن باكستان.
إن ما يجري في بنجلاديش ليس بعيدًا عما يجري في مصر بعد الانقلاب الدموي، وليس بعيدًا عما يجري في بورما وسريلانكا وكل بقاع الأرض.. حرب على الإسلام والهوية الإسلامية والمسلمين، وهي حرب تزداد ضراوة يومًا بعد يوم، ففي الوقت الذي تتواصل فيه حملة التطهير العرقي المصحوبة بمجازر يندى لها جبين الإنسانية ضد المسلمين في بورما (15% من تعداد السكان البالغ 55 مليون نسمة)، يجري التجهيز اليوم لحملة تطهير عرقي ومذابح مشابهة للمسلمين في سريلانكا (9% من تعداد السكان).
إنها الحرب على الإسلام التي تتخذ صورًا وأشكالاً متعددة ويتم تنفيذها بآليات متباينة ترمي في النهاية لمحاولة اقتلاع الاسلام وإبادة أهله، لكن الله حافظ دينه «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».

اقرأ أيضا  قلق أممي إزاء تفشي كورونا بين الروهنغيا في أراكان

المصدر:السبيل

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.