منتقى الدرر من كتاب الأخلاق والسير
الخميس 1ربيع الاول 1435 الموافق 2 كانون الثاني /يناير2014 وكالة معراج للأنباء (مينا).
أيمن الشعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الخلاق العليم، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد صاحب الخلق العظيم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
ما أحوجنا في دنيا الماديات، والانكباب على الشهوات والملذات؛ لتزكية النفوس وتهذيب الأخلاق وتقويم السلوك، وتطعيم الروح وتقوية الإيمان؛ من خلال النظر والتأمل والتمعن والتفكر والاستفادة، من سير العلماء الربانيين وتجاربهم وما سطروه في هذا الباب.
فهذه درر منتقاة وعبر مستقاة، من كتاب ” الأخلاق والسير ” أو ” رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل” – طبعة دار ابن حزم [1]- للإمام الكبير، المتكلم الأديب، ابن حزم القرطبي الأندلسي ( 384-456هـ) رحمه الله، اخترتها من خلال مطالعتي للكتاب، فوجدتها نفائس ومواعظ وحِكم، وضعت لفقراتها عناوين من مضامينها، كما جمعت ما قل من عباراته، ودل في معانيها، ضمن فقرة واحد تحت عنوان ” درر مما قل ودل “.
قال ابن حزم في مقدمة كتابه: فَإِنِّي جمعت فِي كتابي هَذَا مَعَاني كَثِيرَة، أفادنيها واهب التَّمْيِيز تَعَالَى بمرور الْأَيَّام، وتعاقب الْأَحْوَال، بِمَا منحني عز وَجل من التَّهَمُّمِ بتصاريف الزَّمَان، والإشراف على أَحْوَاله، حَتَّى أنفقت فِي ذَلِك أَكثر عُمُري، وآثرت تَقْيِيد ذَلِك بالمطالعة لَهُ، والفكرة فِيهِ؛ على جَمِيع اللَّذَّات الَّتِي تميل إِلَيْهَا أَكثر النُّفُوس، وعَلى الازدياد من فضول المَال.
لذة إصلاح النفوس أعظم من لذة إصلاح الأموال
لذة العاقل بتمييزه، ولذة العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده، أعظم من لذة الآكل بأكله، والشارب بشربه، والواطيء بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره. ص75
العمل لله سرور وما دونه حزن
كل أملٍ ظَفَرتَ به فعقباه حُزنٌ؛ إما بذهابه عنك، وإما بذهابك عنه، ولا بد من أحد هذين السبيلين إلا العمل لله – عز وجل- فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل. ص75-76
طرد الهمّ مذهب اتفقت عليه الأمم كلها
فلما تدبرته علمت أن الناس كلهم لم يستووا في استحسانه فقط، ولا في طلبه فقط، ولكن رأيتهم على اختلاف أهوائهم ومطالبهم، وتباين هممهم وإراداتهم، لا يتحركون حركة أصلاً إلا فيما يرجون به طرده، ولا ينطقون بكلمة أصلاً إلا فيما يعانون به إزاحته عن أنفسهم. ص76
وليس في العالم مذ كان إلى أن يتناهى أحدٌ يستحسن الهم، ولا يريد طرده عن نفسه. ص77-78
وجدت العمل للآخرة سالماً من كل عيب، خالصاً من كل كدر، موصلاً إلى طرد الهم على الحقيقة. ص79
فاعلم أنه مطلوب واحد وهو طرد الهم وليس إليه إلا طريق واحد وهو العمل لله تعالى فما عدا هذا فضلال وسخف. ص79-80
من السعيد ومن الشقي
السعيد من أَنِسَت نفسه بالفضائل والطاعات ونفرت عن الرذائل والمعاصي، والشقي من أنست نفسه بالرذائل والمعاصي، ونفرت عن الفضائل والطاعات، وليس هاهنا إلا صنع الله تعالى وحفظه. ص82
متى يحق لك الاغتباط؟
من قوي تمييزه، واتسع علمه، وحسن عمله، فليغتبط بذلك فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه إلا الملائكة، وخيار الناس. ص83
طريق السعادة التامة
إذا نام المرء خرج عن الدنيا، ونسي كل سرور وكل حزن، فلو رتّب نفسه في يقظته على ذلك أيضاً لسعد السعادة التامة. ص85
من فضائل العلم لو كانوا يعقلون
لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويُجلّونك، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة! ص87
لتكن هممنا عالية في العلم
من شغل نفسه بأدنى العلوم، وترك أعلاها وهو قادر عليه كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البُرُّ، وكغارس الشَّعراءِ[2] حيث تَزكو النخل والزيتون. ص88
لتكن نظرتك دينية لا دنيوية
أنظر في المال والحال والصحة إلى من دونك، وانظر في الدين والعلم والفضائل إلى من فوقك. ص89
العلم بين الأصلاء والدخلاء
لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها؛ وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون. ص91
احرص على سلامة الجانب
احرص على أَن تُوصَف بسلامة الْجَانِب، وَتحفَّظ من أَن تُوصَف بالدهاء؛ فيكثر المتحفظون مِنْك، حَتَّى رُبمَا أضرّ ذَلِك بك، وَرُبمَا قَتلك. ص95
استعد لأسوأ الابتلاءات
وَطّن نَفسك على مَا تكره؛ يَقِلُّ همُّكَ إِذا أَتَاك، ولم تستضِرّ بتوطينك أولا، ويَعظُم سرورك ويتضاعف إِذا أَتَاك مَا تُحِبُّ مِمَّا لم تكن قَدَّرتَهُ. ص95
لا تحقرن من المعروف شيئا مهما صغر
لَا تحقر شَيْئا من عمل غَد أَن تحَققه بِأَن تعجله الْيَوْم، وَإِن قلَّ، فَإِن من قَلِيل الْأَعْمَال يجْتَمع كثيرها، وَرُبمَا أعجز أمرهَا عِنْد ذَلِك فَبَطُل الْكل. ص97-98
لا يعرف حقيقة النعمة إلا من فقدها
الْأَمْن وَالصِّحَّة والغنى؛ لَا يعرف حَقّهَا إِلَّا من كَانَ خَارِجا عَنْهَا، وَلَيْسَ يعرف حَقّهَا من كَانَ فِيهَا. ص98
لا يعرف لذة الاستقامة إلا من ذاقها
وجودة الرَّأْي والفضائل وَعمل الْآخِرَة؛ لَا يعرف فَضلهَا إِلَّا من كَانَ من أَهلهَا، وَلَا يعرفهُ من لم يكن من أَهلهَا. ص98
أضر شيء على السلطان
لَا شَيْء أضرّ على السُّلْطَان من كَثْرَة المتفرغين حواليه، فالحازِمُ يشغلهم بِمَا لَا يَظلِمُهُم فِيهِ، فَإِن لم يفعل شغلُوه بِمَا يظلمونه فِيهِ. ص99
التثبت مما ينقل إليك قبل الإجابة
لَا تُجب عَن كَلَام نُقِلَ إِلَيْك عَن قَائِل حَتَّى تُوقن أَنه قَالَه، فَإِنَّ من نقل إِلَيْك كَذِبا رَجَعَ من عنْدك بِحَق. ص100
من وساوس إبليس
لم أرَ لإبليس أصيدَ وَلَا أقبح وَلَا أَحمَق؛ من كَلِمَتَيْنِ ألقاهما على أَلْسِنَة دعاته:
إِحْدَاهمَا: اعتذارُ من أَسَاءَ بِأَن فلَانا أَسَاءَ قبله.
وَالثَّانيِة: استسهالُ الْإِنْسَان أَن يسيء الْيَوْم لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ أمس، أَو أَن يسيء فِي وَجه مَا لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ فِي غَيره.
فقد صَارَت هَاتَانِ الكلمتان عُذرا؛ مسهِّلَتَينِ للشَّرِّ، ومُدخلتين لَهُ فِي حد مَا يُعرفُ، وَيُحمل وَلَا يُنكر. ص103
من استمرأ الظلم لا يفلح أبدا
من طُبع على الْجَور واستِسهاله، وعَلى الظُّلم واستخفافه؛ فليَيأس من أن يصلح نَفسه، أَو يُقَوِّم طباعَهُ أبدا، وليَعلم أَنَّه لَا يُفلِحُ فِي دينٍ، وَلَا فِي خُلُق مَحْمُود. ص113
الإفراط في المدح والذم
أبلغَ في ذمِّك من مَدَحَكَ بما لَيسَ فِيكَ لأنَّه نَبَّهَ على نقصك. وأبلغَ في مدحِكَ من ذمَّكَ بما ليسَ فِيكَ لأنه نبه على فضلك، ولقد انتصر لك من نفسهِ بذلك وباستهدافه إلى الإنكار واللائمة. ص114
أقبل على من يُقبِل عليك
لَا تَزهد فِيمَن يَرغَبُ فِيك فَإِنَّهُ بَابٌ من أَبْوَاب الظُّلم، وَترك مقارَضَة الْإِحْسَان وَهَذَا قَبِيح. ص115
النصيحة والشفاعة والهبة الخالصة
لَا تَنصح على شَرطِ الْقبُول، وَلَا تشفع على شَرط الْإِجَابَة، وَلَا تهب على شَرط الإثابة، لَكِن على سَبِيل اسْتِعْمَال الْفضل، وتأدية مَا عَلَيْك من النَّصِيحَة والشفاعة وبذل الْمَعْرُوف. ص118
أعلى مراتب الصداقة
أقصى غاياتِ الصَّداقةِ الَّتِي لَا مَزِيد فيها؛ من شاركك بِنَفسِهِ ومالهِ لغير عِلّةٍ تُوجب ذَلِك، وآثرك على من سواك. ص119
من آداب النصيحة
إِذا نصحتَ فانصح سرا لَا جَهرا، وبتعريض لَا تَصْرِيح، إِلَّا لمن لَا يفهم فَلَا بُد من التَّصْرِيح له. ص122
أراذل الأصدقاء
لَا تنقل إِلَى صديقك مَا يؤلم نَفسه، وَلَا ينْتَفع بمعرفته؛ فَهَذَا فِعلُ الأرذال، وَلَا تَكتُمه مَا يَستَضِرُّ بجهله؛ فَهَذَا فِعلُ أهلِ الشَّرّ. ص125
حدُّ العقل والحُمق والسُخّف
حد الْعقل: اسْتِعْمَال الطَّاعَات والفضائل.
وحد الْحمق: اسْتِعْمَال الْمعاصِي والرذائل.
وحد السخف: هُوَ الْعَمَل وَالْقَوْل بِمَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي دين وَلَا دنيا. ص143
أصول الفضائل وأصول الرذائل
أصُول الْفَضَائِل كلهَا أَرْبَعَة، عَنْهَا تتركب كل فَضِيلَة، وَهِي: الْعدْل والفهم والنجدة والجود.
وأصُول الرذائل كلهَا أَرْبَعَة، عَنْهَا تتركب كل رذيلة وَهِي أضداد التي ذكرنَا، وَهِي: الْجور وَالْجهل والجبن وَالشح. ص145
لا شيء أقبح من الكذب
لَا شَيْء أقبحَ من الْكَذِب، وَمَا ظَنُّكَ بِعَيْبٍ يكونُ الْكفْر نوعا من أَنْوَاعه. فَكلُّ كفرٍ كذبٌ، فالكذبُ جنسٌ؛ وَالْكفْر نوعٌ تَحْتَهُ. ص146
إرضاء الله مقدم على إرضاء الناس
إِن لم يكن بُدٌّ مِن إغضابِ النَّاس أَو إغضاب الله عز وَجل، وَلم تكن لَك مندوحةٌ عَن منافرة الحق أَو منافرة الْخلق؛ فأغضب النَّاس ونافرهم، وَلَا تغْضب رَبك وَلَا تنافر الْحق. ص149
أتمُّ الناس نقضا وأعظمهم عيوبا
من امتُحِنَ بالعُجبِ فليفكِّر فِي عُيُوبه. فَإِن أعجب بفضائِلِهِ فليفتِّش مَا فِيهِ من الْأَخْلَاق الدَّنِيَّئةِ، فَإِن خُفِيَت عَلَيْهِ عيوبه جملَة حَتَّى يظنّ أَنه لَا عيب فِيهِ؛ فَليعلم أَنَّها مصيبة الْأَبَد، وَأَنه أتمُّ النَّاس نقصا، وأعظمهم عيوبا، وأضعفهم تمييزا. ص155
بين العاقل والأحمق
الْعَاقِل هُوَ من ميَّزَ عُيُوب نَفسه فغالَبَها، وسعى فِي قمعِها، والأحمق هُوَ الَّذِي يجهل عُيُوب نَفسه، إِمَّا لقلَّةِ علمه وتمييزه وَضعف فكرته، وَإِمَّا لِأَنَّهُ يُقَدِّرُ أَن عيوبه خِصَالٌ، وَهَذَا أَشدُّ عيب فِي الأَرْض. ص155
بادر بعطاياك قبل السؤال
إذا أردت أن تعطي أحداً شيئاً فليكن ذلك منك قبل أن يسألك، فهو أكرمُ وأنزَهُ وأوجبُ للحمد. ص174
التقليد الأعمى غبنٌ للعقل
المقلِّدُ راضٍ أن يُغبَنَ عَقلُهُ، ولعلَّه مع ذلك يَستَعظِمُ أن يُغبَنَ في مالِهِ، فيُخِطئُ في الوجهَينِ معاً. ص176
لا تستعجل الحكم بمجرد بكاء المتظلم!
يَنبَغي للعاقلِ أن لا يَحكُمَ بما يبدو له من استرحام الباكي المُتَظَلِّمِ وتَشَكِّيِهِ، وشِدَّةِ تَلَوِّيهِ وتَقَلُّبِهِ وبُكائه. ص183
لا تغتر بمدح ولا تُساء بذم
ليتفكَّر الإنسانُ فيمن ذُكِرَ بخيرٍ أو بِشَرٍّ؛ هل يزيدُهُ ذلك عند الله تعالى درجةً أو يُكسِبُهُ فضيلةً، لم يكن حازها بفعله، أيام حياته. ص189
الأصل في حضور مجالس العلم
إذا حضرتَ مجلسَ علمٍ فلا يكُن حضُورُكَ إلا حضورَ مُستزيدٍ عِلماً وأجراً، لا حضورَ مُستَغنٍ بما عندكَ، طالب عَثرَةٍ تُشيعُها، أو غَرِيبَةٍ تُشَنِّعُها، فهذه أفعالُ الأرذالِ الذينَ لا يُفلِحُونَ في العِلمِ أبداً. ص193
لا تسأل عما لا تعلم
السُّؤَال عَمَّا تدريه سُخفٌ وَقِلةُ عقلٍ، وشُغلٌ لكلامِكَ وَقَطعٌ لزَمانِكَ بِمَا لَا فَائِدَة فِيهِ؛ لَا لَك وَلَا لغيرِكَ، وَرُبمَا أدّى إِلَى اكْتِسَاب العداوات، وَهُوَ – بَعدُ – عَينُ الفضولِ، فَيجبُ عَلَيْك أَلَا تكونَ فُضُولِيَّاً؛ فَإِنَّهَا صفةُ سوءٍ. ص194
لا تسأل سؤال مُعَنِّتٍ ومُكابر
إِيَّاك وسؤالَ المُعَنِّتِ، ومراجعةَ المُكابِرِ، الَّذِي يطْلبُ الْغَلَبَة بِغَيْرِ علمٍ، فهما خُلُقا سوءٍ، دليلانِ على قِلَّةِ الدّينِ، وَكَثْرَةِ الفُضُولِ وَضَعفِ الْعَقلِ وَقُوَّةِ السُّخفِ، وحسبُنا اللهُ وَنِعمَ الْوَكِيل. ص194
درر مما قل ودل
باذل نفسه في عرض دنيا كبائع الياقوت بالحصى. ص80
لا مروءة لمن لا دين له. ص80
العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة. ص80
من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون. ص80
أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى وما أعانك على الوصول إلى رضاه. ص89
إياك وأن تُسِرَّ غيرك بما تسوء به نفسك فيما لم توجبه عليك شريعة، أو فضيلة. ص90
إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها. ص95
طُوبَى لمن علم من عُيُوب نَفسه أَكثر مِمَّا يعلم النَّاس مِنْهَا. ص96
مقرب أعدائه فَذَلِك قَاتل نَفسه. ص99
لَا يغتر الْعَاقِل بصداقة حَادِثَة لَهُ أَيَّام دولته، فَكل أحد صديقه يَوْمئِذٍ. ص100
من استخف بحرمات الله تَعَالَى فَلَا تأمنه على شَيْء مِمَّا تشفق عَلَيْهِ. ص100
من قَبِيح الظُّلم الْإِنْكَار على من أَكثر الْإِسَاءَة إِذا أحسن فِي الندرة. ص101
حد الْجُود وغايته؛ أَن تبذُل الْفضل كُلَّه فِي وُجُوه الْبر. ص104
إهمال ساعة يفسد رياضة سنة. ص106.
نُوَّارُ الْفِتْنَة لَا يَعْقِد[3]. ص106
أفضل نعم الله تَعَالَى على العبد أَن يطبعه على الْعدْل وحبه، وعَلى الْحق وإيثاره. ص113
لَو عَلِمَ النَّاقِصُ نَقصه لَكَانَ كَامِلا. ص114
لَا يَخْلُو مَخْلُوقٌ من عيبٍ، فالسَّعيدُ من قَلَّت عيُوبُه ودقّت. ص114
استبقَاكَ مَن عاتَبَكَ، وزَهَدَ فِيكَ من استهان بسيئاتك. ص115
العتابُ للصَّديقِ كالسَّبكِ للسَّبِيكَةِ، فإمَّا تَصفو وَإِمَّا تَطِير. ص115
لَا تَرغب فِي مَن يَزهَدُ فِيك فَتَحصُل على الخيبة والخِزي. ص115
لَيْسَ كلُّ صديقٍ ناصحا، لَكِن كل نَاصح صديقٌ فِيمَا نَصَحَ فِيهِ. ص118
الطَّمَعُ أصلٌ لكلِّ ذُلٍّ، وَلكُل هَمٍّ، وَهُوَ خُلُقُ سوءٍ ذَمِيمٌ. ص132
لَوْلَا الطمع مَا ذلّ أحدٌ لأحدٍ. ص133
اقنَع بِمَن عنْدكَ، يَقنَع بكَ مَن عنْدك. ص135
لقد طَالَ هَمُّ من غَاظَهُ الْحقُّ. ص147
إيَّاك ومَدحَ أحدٍ في وَجهِهِ فإنه فعلُ أهلِ المَلَقِ، وضعة النُّفوسِ. ص173
إيَّاك وذمَّ أحدٍ في حَضرَتِهِ، ولا في مَغِيبِه، فلك في إصلاحِ نفسك شُغلٌ. ص173
العاقلُ هو من لا يُفارِقُ ما أوجَبَهُ تَميِيزُهُ. ص173
الحكيمُ لا يَنفَعُهُ حِكمَتُه عند الخبيث الطَّبعِ، بل يَظُنُّه خبيثاً مِثلَه. ص174
من كان العدلُ في طَبعِهِ فهو ساكنٌ في ذلك الحِصنِ الحَصِينِ. ص174
الاستهانةُ بالمتاعِ دليلٌ على الاستِهانَةِ بربِّ المتاع. ص175
الخِيانَةُ في الحُرَمِ أشدُّ من الخيانَةِ في الدِّماءِ. ص175
العِرضُ أعزُّ على الكريم من المال. ص175
لا يكَرَهُ الغُبنَ في ماله، ويَستَعظِمُهُ إلا لئيمُ الطَّبعِ، دقيقُ الهِمَّةِ، مَهِينُ النَّفسِ. ص176
الخطأُ في الحَزمِ خَيرٌ من الخَطَأ في التَّضييع. ص177
من العجائِبِ أن الفضائِلَ مُستَحسَنَةٌ ومُستَثقَلَةٌ، والرَّذائلَ مُستَقبَحَةٌ ومُستَخَفَّةٌ. ص177
من أرادَ الإنصافَ فليتوهَّم نَفسَه مكانَ خَصمهِ، فإنه يَلُوحُ له وَجهُ تعسُّفه. ص177
حدُّ الحَزمِ معرفة الصَّديقِ من العدو، وغاية الخُرقِ والضعف جهلُ العدو من الصديق. ص177
ليس الحِلمُ تقريبَ العدوِّ، ولكنَّه مُسَالَمَتُهُم مع التَّحَفُّظِ منهم. ص178
قلَّ ما رأيتُ أمراً أمكن فضُيِّع؛ إلا فاتَ فلَم يُمكِن بَعدُ. ص178
مِحَنُ الإنسانِ في دَهرِهِ كثيرةٌ، وأَعظَمُها محنَتُهُ بأهلِ نوعِهِ من الإنسِ. ص178
الغالبُ على النَّاسِ النِّفاقُ، ومن العَجَبِ أنه لا يجوزُ مع ذلك عِندهم إلا من نافَقَهُم. ص179
المصيبة في الصَّديقِ النَّاكِثِ أعظمُ من المُصيبة به. ص179
المصدر : صيد الفوائد