فضائل سور القرآن الكريم

الإثنين،11 ربيع الاول 1435ه الموافق 13 كانون الثاني /يناير2014م وكالة معراج للأنباء “مينا”.

علي بن عبدالله الشهري

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونتوب إليه، ونعوذ باللهِ مِنْ شُرور أنفسنا، ومِن سَيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِل فلا هاديَ له، وأشْهَدُ أن لا إله إلاَّ الله وَحْدَه لا شريكَ له، وأشْهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله، صَلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين قضوا بالحق، وبه كانوا يَعْدِلُونَ.
أما بعدُ:

فيقول الله – تَبَاركَ وتعالى -: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [آل عمران: 164].
ولقد مَنَّ الله على البشريَّة بِبعْثَة الرُّسل، وخَصَّ هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – فكانتْ بعثتُه أعظم النِّعَم على الأمة وأَجَلّها، وجَعَل – سبحانه – مِنْ تمامِ هذه النِّعْمة تشريف الأمَّة بِحَمْل الرِّسالة؛ بل جَعَلَ خَيْريتها للأمم مُرْتَبِطة بذلك، فعلماءُ الأمَّة ودُعاتها هُمْ هُدَاة الناس إلى الخير، والسُّعاة في النَّفع بكل وُجُوهِه.

ولقد جاء هذا الكتاب: “فضائل سور القرآن الكريم”؛ ليَحْملَ في طَيَّاتِه معانيَ عظيمةً، تدلُّ على فَضْل ما جاء به القرآن الكريم، من هُدًى وَرَحْمةٍ للعالَمينَ، وفضل بعض سورِه وآياتِه وما لِقَارئها منَ الخير الكبير، والثواب العظيم في الدُّنيا والآخرة – بإذنِه تعالى.

وقد يَسَّرَ الله لي جَمْعَها وترتيبها، من كُتُب الحديث الصَّحيحة، ونَشَرْتُها ابتغاءً لوجهه – تعالى – وآخذًا بِقَوْل رسوله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن دَلَّ على هدًى، فله أجره، وأجر مَن عَمِلَ به إلى يوم القيامة))، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: ((الدِّين النَّصيحة))، قُلْنا لِمَن؟ قال: ((للهِ، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامّتِهم)).

ونسألُ الله أن يَرْزقَه قَبُولَ الناس وانتفاعهم به، ما قَصَدْنا به، ومَا أَمَّلْنا منه؛ إلاَّ ابتغاء وجهه – تعالى.

وَصَّلى الله على نَبِّينا وسيدنا وقدوتنا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمدُ للهِ الذي بِنِعْمتِه تَتمُّ الصَّالحات.

فضل قراءة القرآن

1 – عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – عنِ النَّبي – صَلَّى الله عليه وسلم – أنَّه قال: ((خَيْرُكم مَن تَعَلَّمَ القرآن وعلمه))؛ رواه البخاري.

2 – عن عائشة – رضيَ الله عنها – قالتْ: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((الذي يَقْرَأُ القُرآن، وهوَ مَاهِرٌ بِه مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ – وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ – لَهُ أَجْرَانِ))؛ متَّفق عليه.

3 – عن أبي موسى الأشعري – رضيَ الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ مَثَلُ الأُتْرُجَّة، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا حُلْو، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لاَ رِيحَ لَهَا، وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ))؛ متفق عليه.

4 – عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ))؛ متفق عليه.

5 – عن ابن عمر – رضيَ الله عنهما – عنِ النَّبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ؛ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ))؛ متفق عليه، والآناء: الساعات.

6 – عنْ عبدالله بن مسعود – رضيَ الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَرَأَ حرفًا مِن كتابِ اللهِ، فلَهُ به حسنة، والحَسَنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقول {آلم} حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حَرْف، ومِيم حَرْف))؛ رواه التِّرْمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

7 – عنِ ابن عباس – رضيَ الله عنهما – قال: قال رسول الله – صَلَّى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الذي لَيْسَ في جوفِه شيءٌ منَ القُرْآن؛ كالبيت الخَرِب))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

سورة الفاتحة

8 – عن ابن عباس – رضيَ الله عنهما – قال: ((بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – سَمِعَ نَقِيضًا[1] مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ، فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ اليَوْم، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا، لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ))؛ رواه مسلم.

9 – عن أبي سعيد، رافع بن المُعلَّى – رضي الله عنه – قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أعلمكَ أعظم سُورة في القرآن، قبل أن تَخْرُجَ منَ المسجد؟))، فأخذ بيدي، فلمَّا أَرَدْنا أن نَخْرُجَ، قلت: يا رسول الله؛ إنَّكَ قلتَ: ((لأُعَلمنّكَ أعظم سورة منَ القرآن))، قال: ((الحمدُ للهِ رب العالمين، هي السَّبْع المثاني، والقرآن العظيم، الذي أوتيته))؛ رواه البخاري.

10 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: ((قَالَ اللَّهُ – تَعَالَى – قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قَالَ: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَاالصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ))؛ رواه مسلم.

اقرأ أيضا  القرآن الكريم وأثره في اللغة والعلم والاجتماع والأخلاق (1)

11 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صَلَّى الله عليه وسلم -: ((والذي نفْسي بيده ما أُنْزلت في التَّوراة، ولا في الإنْجيل، ولا في الزَّبور، ولا في الفُرْقان مثلُها، وأنَّها سبْعٌ منَ المثانِي، والقُرْآن العَظِيم الذي أُعْطيته))؛ رواه التِّرمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

12 – عن أبي سعيد الخُدْري – رضي الله عنه – قال: كنَّا فِي مَسيرٍ لَنَا فنزَلْنا، فجاءت جارِيَةٌ، فقالَتْ: إنَّ سيِّدَ الحيِّ سَليمٌ، وإنَّ نَفَرَنا غُيَّبٌ، فَهَلْ مِنْكُم راقٍ؟ فقام معها رَجلٌ، ما كنَّا نَأْبنُهُ بِرُقْيَةٍ، فَرَقَاه، فَبَرأ، فأمر له بثلاثين شاةً، وسقانا لبنًا، فلمَّا رَجَع قُلْنا له: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رقيةً، أو كنتَ ترقي؟ قال: لا، ما رقيتُ إلاَّ بأمِّ الكتاب، قلنا: لا تُحْدِثُوا شيئًا، حتَّى نأتيَ أو نسألَ النبي – صَلَّى الله عليه وسلم – فلمَّا قَدِمْنا المدينة ذكرناه للنَّبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رقية؟ اقسِمُوا، واضْرِبُوا لي بِسَهم))؛ رواه البخاري.

سورة البقرة

13 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ))؛ رواه مسلم.

14 – عن أبي أُمَامة الباهلي – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ، اقْرَؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ[2]، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ[3]، مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ يسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ[4]))؛ رواه مسلم.

فضل قوله تعالى: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]

15 – عن أمِّ سَلَمة – رضيَ الله عنها – أنها قالَتْ: سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا))؛ رواه مسلم.

آية الكُرْسي

16 – عَنْ أُبَي بن كعب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا المنذر، أَتَدْرِي أي آيةٍ مِنْ كتابِ الله معكَ أعظم؟))، قلتُ: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، ضَرَب في صدري وقال: ((لِيَهْنِكَ العلم أبا المنذر))؛ رواه مسلم.

17 – عن أبي أمامة الباهلي – رضيَ الله عنه – قال: قالَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَرَأَ آيةَ الكُرْسي دُبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعْهُ مِنْ دُخُول الجنَّة إلاَّ أن يموتَ))؛ رواه النَّسائي.

18 – عَنْ أبِي هريرة – رضيَ الله عنه – قالَ: وكلني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ، فجعل يَحْثو منَ الطعام، فأخذته فقلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقَصَّ الحديث – فقال: إذا أويتَ إلى فراشِكَ، فاقْرَأ آيةَ الكُرْسي، لن يزال معكَ منَ الله حافِظ، ولا يَقْرَبُكَ شَيْطانٌ حتى تصبحَ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((صَدَقَكَ وهُوَ كَذُوب، ذاكَ شَيْطان))؛ رواه البخاري.

خواتيم سورة البقرة

19 – عن النُّعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إنَّ الله كَتَبَ كتابًا قبل أنْ يَخْلُقَ السَّموات والأرض بألفي عام، أَنْزَل منه آيَتَيْنِ، خَتَمَ بهما سورة البَقَرة، ولا يُقْرَآنِ في دارٍ ثلاث ليالٍ فيقربها شَيْطان))؛ رواه الترمذي.

20 – عن أبي ذَر الغفاري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((أُوتيتُ هذه الآيات مِن آخر سورة البقرة، مِن كَنْز تحت العَرْش، ولَمْ يُؤتهنَّ نَبي قبلي))؛ رواه أحمد.

21 – عن أبي مسعود – رضيَ الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قَرَأ بالآيتينِ مِن آخر سورة البقرةِ في ليلة كَفَتاه[5]))؛ متفق عليه.

سورة آل عمران

22 – عن النَّواس بن سمعان الكلابي – رضيَ الله عنه – قال: سمعتُ النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((يُؤْتَى بالقُرآنِ يومَ القيامة وأهْلِه، الذينَ كانوا يعملُونَ به، تَقْدُمُهُ سورة البقرة، وآل عمران))، وضرب لهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثلاثة أمثال ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قال: ((كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ، بَيْنَهُمَا شَرْقٌ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا))؛ رواه مسلم.

23 – عن أبي أمامة الباهلي – رضيَ الله عنه – قال: سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((اقرؤُوا القرآن، فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابِه، اقرؤوا الزَّهْراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنَّهُما تأتيان يوم القيامة كأنَّهُما غمامتان، أو كأنَّهما فرقان من طير صوافّ، تحاجان عن أصحابهما))[6]؛ رواه مسلم.

اقرأ أيضا  تفسير سورة الأنبياء عليهم السلام عدد آياتها 112 ( آية 1-25 ) وهي مكية

خواتيم سورة آل عمران

24 – عنِ ابن عباس – رضيَ الله عنهما – قال: بت في بيت ميمونة، والنبي – صلى الله عليه وسلم – عندها، فلمَّا كان ثلث الليل الآخر أو بعضه، قعد فنظر إلى السماء فقرأ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]… إلى آخر السورة.

سورة الإسراء

25 – عن عائشة – رضيَ الله عنهما – قالت: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – لا ينام على فِرَاشِه حَتَّى يَقْرَأَ الزُّمَرَ وَبَنِى إِسْرَائِيلَ))؛ (أي: سورة الإسراء)؛ رواه الترمذي.

سورة الكهف

26 – عنِ البَراء بن عازب – رضيَ الله عنه – قال: كان رجل[7] يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ[8]، فتغشته سحابة، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه يَنْفِر، فلمَّا أصبح أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فَذَكَر ذلك له، فقال: ((تلك السكينة تنزلت بالقرآن))؛ متفق عليه.

27 – عن أبي الدَّرداء – رضيَ الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَن حفظَ عشر آيات من أول سورة الكهف، عُصِمَ منَ الدَّجَّال))؛ رواه مسلم.

28 – وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قَرَأ سورة الكهف كما أُنْزِلَتْ، كانتْ له نورًا يوم القيامة، من مقامه إلى مكة، ومَن قَرَأ عشر آيات مِن آخرها، ثم خَرَج الدَّجَّال لم يضره))؛ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.

29 – وقال – صَلى الله عليه وسلم -: ((مَن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاءَ له منَ النُّور ما بين الجمعتينِ))؛ صحَّحه الألباني في صحيح “الترغيب والترهيب“.

من سورة الأنبياء

فضل قوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]

30 – عن سعد بن أبي وَقَّاص – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلاَّ أنتَ سبحانك، إني كنت من الظالمينَ، فإنَّه لَمْ يدعُ بها رجل مسلم في شيءٍ قط، إلاَّ استجابَ الله له))؛ رواه الترمذي.

سورة [الم] تنزيل السجدة

31- عنِ ابن عبَّاس – رضي الله عنهما – قال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأ في فجر الجمعة بسورتي {الم * تَنْزِيلُ} [السجدة]، و{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان]؛ متفق عليه.

32- عن جابر بن عبدالله – رضيَ الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا ينام حتى يقرأ {الم * تَنْزِيلُ} [السجدة]، {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك]؛ رواه الترمذي، وصَحَّحه الألباني.

من سورة الزمَر

فضل قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: 46]

33 – عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف – رضي الله عنه – قال: سألت عائشة أم المؤمنين – رضيَ الله عنها -: بأيِّ شيءٍ كانَ النبي – صلى الله عليه وسلم – يَفْتَتِح صلاته إذا قامَ منَ اللَّيل؟ قالتْ: كان إذا قام منَ الليل افتتح صلاته: ((اللهُمَّ رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنتَ تَحْكُمُ بين عبادكَ فيما كانوا فيه يختلفون، اهْدِني لِمَا اخْتُلِفَ فيه منَ الحق بإذنكَ، إنَّكَ تهدِي مَن تشاء إلى صراط مستقيم))؛ رواه مسلم.

فضل المسبحات

34 – عن العرباض بن سارية – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: فيها آية خير من ألف آية[9]؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.

يعني بالمسبحات: (الحديد، والحشر، والصف، والجُمُعة، والتغابن).

سورة الملك

35 – عن أبي هريرة – رضيَ الله عنه – قال: عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن سورة منَ القرآن، ثلاثون آية، شَفَعَتْ لرجل حتى غفر له، وهي سورة: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.

36 – عن ابن عباس – رضيَ الله عنهما – قال: عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَن قرأ سورة الملك كل ليلة جاءت تجادل عن صاحبها[10]))؛ أخرجه التِّرمذي.

37 – عن جابر بن عبدالله – رضيَ الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا ينام حتى يقرأ {الم * تَنْزِيلُ} [السجدة]، {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك]؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.

سورة الكافرون

38 – عن فروة بن نوفل أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله عَلِّمني شيئًا أقوله إذا أويتُ إلى فراشي، فقال: ((اقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فإنَّها براءة من الشِّرك))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.

39 – وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (({قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن))؛ حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.

سورة الإخلاص

40 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: إنَّ رجلاً سمع رجلاً يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكر ذلك له، وكان الرجل يَتَقالَّها[11]، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده، إنَّها لتَعْدِل ثلث القرآن))؛ رواه البخاري.

اقرأ أيضا  فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ .. سلطان القرآن وعظمته

41 – عن أبي الدرداء – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟))، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن))؛ رواه مسلم.

42 – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنِّي أحب هذه السورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال: ((إنَّ حُبَّكَ إيَّاها يدخلك الجنة))؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.

43 – وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى يختمها عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

44 – عن أبي هريرة – رضيَ الله عنه – قال: أقبلتُ مع النَّبي – صلى الله عليه وسلم – فسمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((وَجَبَتْ))، قلت: وما وَجَبَتْ؟ قال: ((الجنَّة))؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.

فضل المعوذتين

45 – عن معاذ بن عبدالله بن خبيب بن أبية، قال: خرجنا في ليلة مطيرة، وظُلمة شديدة؛ نطلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي لنا، قال: فأدركته، فقال: ((قل))، فلم أقل شيئًا، ثم قال: ((قل))، فلم أقل شيئًا، قال: ((قل))، فقلت: ما أقول؟ قال: ((قل هو الله أحد، والمعوذتين، حين تمسي وتصبح ثلاث مَرَّات، تكفيكَ من كلِّ شيء))؛ رواه الترمذي وصَحَّحه الألباني.

46 – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يا عقبة ألا أعلمكَ سورًا، ما أنزلت في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في الفرقان مثلهنَّ، لا يأتينَّ عليكَ إلاَّ قرأتهن فيها، قل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}))؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة.

47 – عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((أَلَمْ ترَ آيات أنزلت الليلة لم يرَ مثلهنَّ قط، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}))؛ رواه مسلم.

48 – عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل، كنتُ أنفثُ عليه بهنَّ، وأمسح عنه بيده لبركتها؛ رواه البخاري.

الخاتمة

أخي المسلم، أختي المسلمة:

هذا ما يَسَّرَ الله إعداده وجمعه، أسأل الله – تعالى – أن يباركَ فيه، وينفع به، وإنِّي سائلٌ أخًا أو أختًا، انتفع به أنْ يدعو لي بظهر الغيب، بالعفو والمغفرة منَ الله – سبحانه وتعالى – حتى يقول لهما الملك: ولك بمثل.

وختامًا؛ فالصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد، اللهم صلِّ على نبينا محمد، وعلى آل محمد؛ كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد؛ كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنَّكَ حميد مجيد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] قوله: “سمع نقيضًا”، هو بالقاف والضاد المعجمتين؛ أي صوتًا كصوت الباب إذا فتح؛ صحيح مسلم بشرح النووي.

[2] قالوا: سميتا الزَّهْرَاوينِ؛ لنورهما؛ وهدايتهما؛ وعظيم أجرهما؛ صحيح مسلم بشرح النووي.

[3] الفِرقَان: بكسر الفاء، وإسكان الراء، وهما قطيعان وجماعتان؛ صحيح مسلم بشرح النووي.

[4] قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة.

[5] قيل: كفتاه المكروه تلك الليلة، وقيل: كفتاه من قيام الليل.

[6] قد مَرَّ فيما سبق.

[7] قيل: هو أسيد بن حضير؛ فتح الباري بشرح صحيح البخاري.

[8] جمع شطن – بفتح المعجمة – وهو الحبل، وقيل: بشرط طوله، وكأنه كان شديد الصعوبة؛ فتح الباري بشرح صحيح البخاري.

[9] قيل: هي {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ} [الحشر: 21]، وهذا مثل اسم الأعظم من بين سائر الأسماء في الفضيلة، فعلى هذا فيهن أي في مجموعهن؛ وعن الحافظ ابن كثير أنه هو الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، وهو بكل شيء عليم انتهى. قال القاري: والأظهر أنها هي الآية التي صدرت بالتَّسبيح، وفيهنَّ بمعنى جميعهنَّ، والخيرية لمعنى الصِّفة التَّنزيهيَّة الملتزمة للنعوت الإثباتيَّة، وقال الطيبي: أخفى الآية فيها كإخفاء ليلة القدر في الليالي، وإخفاء ساعة الإجابة في يوم الجمعة؛ محافظة على قراءة الكل؛ لئلاَّ تشذ تلك الآية؛ تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.

[10] وروي أنَّها المُجَادلة تجادل عن صاحبها؛ يعني قارئها في القبر، وروي أنَّ مَن قَرَأها كل ليلة لم يضره الفَتَّان.

[11] بتشديد اللام، وأصله يَتَقاللها؛ أي يعتقد أنها قليلة؛ فتح الباري بشرح صحيح البخاري.

المصدر:الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.