القرآن المبين وحضارات الأقدمين
السبت،11جمادى الثانية1435هالموافق12نيسان/أبريل2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا“.
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي
تمهيد
هذا القرآن العظيم.. هو كتاب الله الخاتم إلى الناس أجمعين: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48]. ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 158].
بينما جاء موسى لبني إسرائيل فقط، كذلك جاء المسيح إليهم خاصة، فيقول في الإنجيل: (ما جئت إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) (إنجيل متى 15: 24). وعندما نزلت التوراة لم تكن العبرية قد ولدت بعد، فقد كان موسى وبنو إسرائيل في مصر يتكلمون لغة المصريين.
وفي هذا تقول الأسفار: (تهذب موسى بكل حكمة المصريين) (سفر أعمال الرسل 7: 22) كما كان المسيح وتلاميذه يتكلمون الآرامية ولكن لم يصلنا أي إنجيل أو كتاب لتلاميذه بالآرامية، وإنما جاءت جميعها بالإغريقية. لكن القرآن هو الكتاب الإلهي الوحيد الذي بين أيدي البشر ولا يزال بلغته الأصلية، وهي العربية.
وفي الرسالات السابقة كان منهج الله وتعاليمه للناس شيئاً منفصلاً عن المعجزة التي أيد الله بها الرسول… لكن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يجمع المنهج والمعجزة معاً: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ﴾ [النساء: 174].
﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53].
وفي الرسالات السابقة كانت المعجزات مادية تتمثل في خوارق شك فيها كثير من الذين عاينوها، واستطاع السحرة تقليد بعضها. فقد حول سحرة فرعون ماء النهر إلى دم، وأصعدوا الضفادع على أرض مصر كما فعل موسى. فنقرأ في التوراة: (وفعل عرافو مصر كذلك بسحرهم فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهم) (سفر الخروج 7: 2). ومعجزات الشفاء التي صنعها المسيح جحدها شيوخ بني إسرائيل وقالوا: (هذا لا يخرج الشياطين – من أجساد المرسى – إلا بيعلزيول رئيس الشياطين) (إنجيل متى 12: 24).
ومن أجل ذلك قال الله في القرآن: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآَيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ﴾ [الإسراء: 59].
ثم إن هذه المعجزات المادية حجة فقط على من شاهدها ولكنها لا تصلح حجة على الأجيال اللاحقة… لذلك جاءت معجزة القرآن عقلية علمية يستوعبها الفكر الإنساني، وقد جاءت في شتى المجالات. فهناك الإعجاز اللغوي والتشريعي والعلمي والعددي وتنبؤات المستقبل والإعجاز التاريخي الذي نعرض له اليوم، حيث أن القرآن هو كتاب الله الخاتم ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين فقد تكفل الله بحفظه رحمة للناس، فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
بينما عهد الله إلى علماء الكتب المقدسة بالحفاظ عليها فقال: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ﴾ [المائدة: 44].
وقد نزل القرآن في أمة عربية خرجت به إلى العالم ولم تنغلق على نفسها، كما فعل بن إسرائيل. فمن خصائص العرب الفطرية: الكرم والتعامل مع الغير.
ولقد أدت عنصرية بني إسرائيل واستعلائهم على البشر أن تصوروا أن الله سبحانه ـ إله خاص بهم فقط، أما الشعوب الأخرى فلها آلهة أخرى، وحولوا هذا الفكر الخاطئ إلى نص مقدس في التوراة زعموا أن الله أوحى به إلى موسى فكتبوا: (لئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم وكل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت السماء فتغتر وتسجد لها وتعبدك). (وأنتم قد أخذكم الرب لتكونوا له شعب ميراث) (سفر التثنية 4: 19 ـ 20 ). وهذا ما يقوله النص بالإنجليزية:
god has allotted to all the peoples under the whole heaven
.
دين التوحيد فطرة الله:
يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30].
ويقول: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172].
أثبتت أبحاث العالم الألماني ماكسميللر – الذي كانت له اليد الطولى في حل رموز السنسكريتية بالهند – (إن الناس كانوا في أقدم عهودهم على التوحيد الخالص، وإن الوثنية عرضت عليهم بفعل رؤسائهم الدينيين). من مقدمة (تفصيل آيات القرآن الكريم)، وضعه بالفرنسية جول لا بوم، ونقله إلى العربية محمد فؤاد عبد الباقي.
وفي دراسة عن عقائد القبائل الوثنية في إفريقيا وجد (إن فكرة الله الأعلى، تكاد تكون موجودة لدى جميع القبائل، بل إن مفهوم الذات الإلهية الكلية الحضور، والذاتية الاكتفاء والشاملة القدرة، نجده بين كثير من القبائل، كالزولو بجنوب إفريقيا والبايراوندا والاشانتي بساحل العاج، والآكان بغانا، واليروبا بنيجريا والبكونجو بأنجولا، والنجومية بالكونغو.
ويجب ألا يفوتنا هنا أن نذكر أن لدى الأقزام ـ وهم أقدم سلالات إفريقيا ـ كائناً يطلقون عليه اسم (مونجو)… وإلى هذا الكائن العلي يعزو الأقزام، أيضاً، خلق جميع الأشياء وأنها ترجع إليه.. كما أن هناك أسطورة بين قبائل لشاجا (بتنزانيا) تروي أن الله قد غضب من أعمال البشر فأهلكم فيما عدا قلة، وجلى مدى التشابه بين هذه الأسطورة وقصة سيدنا نوح.
ويروي البامبوتي والتشاجا والميروكيف أن الرب حرم أكل ثمار شجرة معينة على الإنسان، وكيف أنه حينما عصى الإنسان الأمر وأكل منها جاء الموت إلى الأرض.
وفي جميع الأديان الإفريقية التقليدية اعتقاد فيما وراء الموت بشكل أو بآخر، كما تعتقد أن المتوفى تستمر حياته في عالم الأرواح… ومفاهيم الخير والشر موجودة – أيضاً – في هذه الديانات، بل لعلها عميقة الجذور فيها إلى حد لا يتصور الكثير من الناس.. وتعتقد قبائل التوركانا من كينيا – مثلاً – إن الله، مع أنه يشفي من المرض، قد يصيب به أولئك الذين يغشون المحارم ويخالفون الطقوس الهامة[1].
وخلاصة القول في هذا المقام هو ما قرره القرآن الكريم إجمالاً في سورة يونس – إذ يقول: ﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ﴾ [يونس: 19]. ثم ما قرره تفصيلاً في سورة البقرة – إذ يقول: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213].
ولهذا أرسل الله رسلاً لكل الناس ولم يقتصر على القبيلة الإسرائيلية – كما في أسفار اليهود والنصارى – فالقرآن يقرر بوضوح: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]. ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24]. ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59]. ﴿ قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ﴾ [النساء: 164]. ومن هنا عرفت شعوب الأرض في بدائيتها مفهوم الألوهية والخير والشر والأحداث الكبرى في حياة البشر مثل طوفان نوح.
ثمود في التاريخ:
يتفق العلماء على أن شبه الجزيرة العربية تعتبر مهد الساميين، وأنها كانت تمثل خزاناً بشرياً هائلاً يفيض كل بضعة قرون فيلقى إلى حدوده البعيدة بمجموعات من المهاجرين.
ولقد عرفنا منهم في العراق القديم: الآكديين والآموريين والآراميين.
كما عرفنا منهم في سوريا الكبرى: الكنعانيين والآموريين والآراميين، بجانب الميديانيين والموابيين والعمونيين وغيرهم. على أن هناك شعوباً سامية أخرى بقيت في شبه الجزيرة العربية – الوطن الأم – وتركت آثاراً ونقوشاً تشير إلى بقايا حضارة قديمة.
وفي هذا يقول موسكاتي:
(ابتداء من حوالي القرن الخامس – قبل الميلاد – بدأ يظهر على الحوائط الصخرية في شبه الجزيرة العربية آلاف من النقوش، هي عبارة عن كتابة للغة الشمال بحروف لغة الجنوب العربي، ذلك أن كلا من اللغة والحروف التي كتبت بها تختلف من مكان إلى آخر، إلا أنهعا تكون بوجه عام وحدة مترابطة ).
وتؤكد هذا تلك الاكتشافات الحديثة، وخاصة بعثة ريكمنز، وتعرف هذه النقوش المنتشرة في وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها بالنقوش الثمودية، وذلك نسبة إلى قبيلة ثمود التي تكلم عنها القرآن، وكما هو مذكور أيضاً ضمن هذه النقوش ذاتها. وقد أدت انتشار النقوش الثمودية في شبه الجزيرة العربية إلى قيام حوار بين العلماء عما إذا كانت ثمود قبيلة واحدة أم مجموعة من القبائل تحمل ذلك الاسم وتستخدم تلك اللغة.
وعلى أي حال: فإن انتشار النقوش الثمودية على تلك الصورة، إنما تدل على وجود وحدة ثقافية وفكرية سادت بين قبائل تلك المناطق لفترة من الزمن (sabatino moscati: the semites in ancient history). ويذكر فيليب حتى ما هو معروف من تقسيم عرب شبه الجزيرة إلى فرعين هما:
أولاً: العرب البائدة: ومنهم عاد وثمود، وقد ورد ذكرهم في القرآن.
ثانياً: العرب الباقية.
وثمود قوم عرفهم التاريخ، فقد ذكرتهم الخطوط الإسفينية في مدونات سرجون الثاني، وعرفهم أيضاً كتاب اليونان والرومان باسم ثموداي. والتحق بجيش بيزنطة – في القرن الخامس للميلاد – فيلق من الخيالة الثمودية، أما بنو عاد فقيل إنهم سكنوا حضرموت القديمة.
ويقول المستشرق الفرنسي سيديو: استقر بنو قحطان باليمن، فأقاموا دولة سبأ ودولة حمير، وكان أهل المدن في اليمن يتكلمون بلغة حمير التي تعلمها بنو قحطان من أجدادهم. وكان ظهور العرب المستعربة بعد بني قحطان بزمن طويل… وإذا عدوت بني قحطان وبني إسماعيل، وجدت بلاد العرب تشتمل في سالف الأزمان على بقية من العروق الفطرية تغشى أخبارهم طبقة كثيفة من الغموض، وكل ما يعلم أو يفترض هو أن قوم عاد جابوا غالبين – بقيادة شداد ولقمان – بلاد العراق والهند قبل الميلاد بأكثر من ألفي سنة… واستولوا على مصر في ذلك الحين باسم الرعاة أو الهكسوس…
ويظهر أن العمالقة الذين يعدون من فصيلة الهكسوس، قد انشتروا في العصور الخالية في جميع أجزاء بلاد العرب، وكانت خاتمة الطاف أن تجمعوا في شمال جزيرة العرب مع الأدوميين والموآبيين والعمونيين، واستولوا على سهول بلاد العرب الصحراوية المجاورة لفلسطين وسورية، فحالوا دون دخول العبريين (الإسرائيليين) أرض كنعان (المصدر: تاريخ العرب العام ل. سيديو).
وخلاصة القول: إن شبه الجزيرة العربية هي الوطن الأم الذي غذى منطقة الشرق الأوسط بالقوى البشرية على مر العصور. ويصرف النظر عما يثار من جدل حول صحة الأنساب التي ذكرها سفر التكوين عن نوح وأبنائه سام وحام ويافث، فلا شك أن شعوب شبه الجزيرة العربية هي شعوب عربية، سواء ما استقر فيها، أم ما كانت تقذف به بين الحين والحين إلى حدودها الشمالية، الشرقية والغربية، ومن البديهي أن منطقة الشرق الأوسط التي اتسعت لهذه الشعوب واصطبغت بصبغتها، إنما هي منطقة عربية خالصة، لا تظهر فيها العناصر الغريبة إلا على الصورة التي تظهر بها النباتات الطفيلية وسط المساحات الواسعة من الحقول الزراعية.
وبوجه عام (يكون استيطان الساميين في سوريا الكبرى قد تمثل في ثلاث هجرات، تفصل كل واحدة عن الأخرى عدة قرون:
الأولى: هجرة الكنعانيين حوالي عام 3000ق.م.
والثانية: هجرة الأموريين حوالي عام 2000قزم.
ثم الثالثة: هجرة الآراميين وبعض الأقليات الأخرى في حوالي عام 1200 ق.م.
(w.albright: from the stone age to christaanity).
حضارات الأقدمين في القرآن:
يقول الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [الروم: 9].
﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ﴾ [الروم: 42].
﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ *وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ * إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ * وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ *إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ *أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ* وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [سورة الشعراء: 123 – 158].
﴿ وكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [سورة سبأ: 45].
﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [الدخان: 37].
خواص أبعاد الهرم:
طول ضلع قاعدة الهرم = 3.14 = 22
طول نصف ارتفاع الهرم 7
= النسبة بين محيط غرفة الملك وارتفاعها = النسبة بين محيط التابوت وارتفاعه.
البعد بين الأرض والشمس = ارتفاع الهرم × 10 9
= (149.4 مليوم كم ).
وزن الأرض = 100 مليون مرة وزن الهرم.
موقع الهرم هو مركز ثقل القارات الخمس، ومحور الهرم موجود في اتجاه المحور المغناطيسي للأرض.
كان الحكيم والسياسي الإغريقي سولون – الجد الرابع للفيلسوف أفلاطون – أول من نقل قصة (الأطلنتس)، أو (القارة المفقودة إلى العالم الحديث نقلها عن كهنة معبد زايس عند زيارته لمصر عام 570ق.م، فقد تمكن بفضل صداقته مع الملك أمازيس (الأسرة 26/573 – 529 ق.م) من دخول المعبد، حيث اعتنق الديانة المصرية وتوصل عن طريق الكاهن الأكبر للمعبد إلى الاطلاع على كثير من أسرار المعرفة والعلوم التي نقلها إلى بلاده، وأصبح واحداً من أكبر حكمائها ومشرعيها.
وقد ذكر سولون: أن الإلهة نوت حامية وثائق المعرفة وحارسة أسرار الوجود بمعبد زايس، أسرت إليه أن وثائق (أرشيف) المعرفة الذي تحتفظ به يرجع إلى ألوف السنين قبل إنشاء المعبد نفسه، وأنها نقلت إليه من جزيرة بعيدة كان يحكمها مجلس الآلهة ويدير شؤونها أنصاف الآلهة من كهنة معبد الشمس وأن سكانها كما وصفتهم برديات كتاب الموتى كفروا بالإله الأعظم وظنوا أنهم بمعرفتهم أصبحوا آلهة.
وأنه بإمكانه السيطرة على مقدرات الكون وغزو العالم فأنزل عليهم الإله غضبه وحلت بهم لعنة السماء. فعندما غربت الشمس قذفت السماء جزيرتهم بحممها والجبال بنيرانها وغمرها البحر بأمواجه وتقلصت الأرض كثعبان كبير وانشقت لتبتلع كل من عليها من كائنات، واختفت الجزيرة الكبيرة بأكملها في جوف البحر الأزرق العظيم، وعندما أشرقت الشمس الإله في الأفق عم السكون كل شيء.
وعاد البحر الأزرق العظيم إلى هدوئه بعد أن أخفى معالم الأطلنتس ومكانها.
واحتفظ لنفسه بسرها واسمها….
عودة أفلاطون من مصر وهو يحمل كتاب التيمايوس ويشير إلى السماء مصدر المعرفة عند الفراعنة، وبجواره أرسطو يشير إلى الأرض رمز الفلسفة…
إن المعرفة بالرياضيات والهندسة ومختلف العلوم التي تجمعت لتبني الهرم تؤكد علاقتها وارتباطها وانتمائها إلى معرفة سماوية فوق مستوى البشر.
عالم الرياضيات الإنجليزي / جون تيلور – عام 1859.
يقول الله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَاراً فِي الأرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 82 – 85].
التفسير العلمي:
إن التفسير العلمي الذي توصل إليه علماء الجيولوجيا والأعماق والمحيطات والذي اشتركت فيه المعاهد الروسية والأمريكية والسويدية… يصف التطورات التي حدثت في التكوين القاري للقشرة الأرضية التي نتج عنها نشاط المحيط الأطلسي نفسه، وهي نظرية الانفصال القاري التي أمكن بها إثبات أن شواطىء أوربا وأفريقيا القريبة وشواطىء أمريكا الشرقية يكمل أحدهما الآخر.
وكانا في الماضي كتلة واحدة وانفصلا عن بعضهما وتباعدا بالتدريج. ونشأ عن الانفصال سلسلة من الجبال يطلق عليها الجرف العظيم تمتد من وسط أفريقيا وتتصل ببعض شعبها بشمال أفريقيا وشاطىء أمريكا الجنوبية.
وينتهي الجرف بقاعدته العريضة التي يطلق عليها حرف الدرافيل يقع في مواجهة جبل طارق وشبه الجزيرة الأسبانية بين خطي عرض 30 و 45 ويغلب الظن أنها كانت قارة الأطلنتس.
ثم حدث تقلص في المحيط قدر تاريخه بين 12500 و 14000 سنة، نتج عنه هبوط سلسلة الجبال التي تتكون منها الجرف فتدفق تيار الجليد الدافىء.
من الجنوب إلى شمال المحيط وتسبب عنه ذوبان الجليد الذي أطلق عليه نهاية العصر الجليدي وقد تسبب عن ذوبان الجليد طوفان الماء العظيم الذي أغرق كثيراً من الجزر وشواطىء المحيط.
وقد كشف العلماء من آثار الحفريات والغابات وبقايا حيوان الماموث التي وجدت مطمورة في المستنقعات التي تكونت من ذوبان الجليد أن عمرها يرجع 12500 سنة كما تبين من بقايا النباتات البرية والصخور البركانية وطبقات الرماد البركاني التي وجدت في قاع الجرف والتي ثبت أنها تكونت فوق سطح الأرض أن عمرها يرجع إلى نفس التاريخ، وهو ما أكد حقيقة أسطورة الأطلنتس وتاريخ بدء الحضارة المصرية.
وهذه هي الأطلنتس التي ورد ذكرها في كتاب الموتى بوصفها:
(الجنة والجحيم – الجنة التي وعد بها الإله من آمنوا به فمنحهم الحق والحكمة والمعرفة فبنوا بها حضارتهم التي بلغت ذروة الكمال والنعيم – وكانت أيضاً الجحيم الذي توعد به الإله من كفروا بنعمته وتنكروا لرسله فدمروا أنفسهم وسقاهم العذاب).
وتصف إحدى برديات أبيدوس أن الوحش أمانتي حارس الجحيم هو الذي قام بتحويل الجنة إلى جحيم وقام بتعذيب أتباع الشيطان.
وقد وجد اسم أمانتي في أساطير المايا حيث أطلق على اسم الجبل الكبير أو البركان الذي يتوسط جزيرة الأطلنتس. كما تحكي إحدى أساطير الأوزتيك أن الجزيرة ستعود إلى الظهور ثانية من قاع المحيط بعد أن يظهرها من شرورها وآثامها.
محكمة الآخرة: (محكمة العالم الأوزيري):
أسئلة القضاة:
1- هل عشت أجلك كاملاً كما حدده الإله؟.
2- هل راعيت حق بدنك عليك، كما رعاك في شبابك؟
3- هل حفظت جسدك طاهراً كرداء نظيف لم تلوثه الآثام والقاذورات؟.
4- هل تغلبت على شهوات جسدك؟.
5- هل حافظت على حسن سمعتك؟.
6- هل امتدت يدك إلى سرقة ما ليس لك؟.
7- هل قتلت نفساً بغير حق؟.
8- هل تغلب عليك الغضب فكنت أسيراً له وهل السوط في يدك كالسوط في يد فرعون؟.
9- هل أنت بريء من الإطلاع على جسد امك أو أختك أو ابنتك أو خالتك؟.
10- هل أذيت حيواناً أو عذبته بغير سبب؟.
11- هل سكرت حتى فقدت عقلك وأصبحت إرادتك أسيرة الأهواء؟.
12- هل نظرت إلى من هو أغنى منك أو أمهر منك بعين الحسد أو الحقد؟.
13- هل سبق أن مزقت الغيرة قلبك بمخالبها؟.
14- هل تحدثت بسوء عمن ذكرك بخير؟.
15- هل أهملت محراثك وأرضك وقت الزرع أو البذر؟.
16- هل شعرت برغبة جامحة في معرفة أمور وجب ألا تسمعها أذنك أو تراها عيناك؟.
17- هل رأيت خيالك وقد بدا كبيراً على الجدار فأخذك الغرور وظننت نفسك كبيراً وقوياً مثل خيالك؟
[1] الرب والله وجوجو (الأديان في إفريقية المعاصرة) تأليف القس / جاك مندلسون، من الكنائس التوحيدية (uniturian churches) ـ ترجمة إبراهيم أسعد، ص108.
المصدر:الألوكة