أنزل القرآن على سبعة أحرف

الأحد 15 ذوالحجة1434 الموافق20 تشرين الأول / أكتوبر.2013 وكالة معراج للأنباء (مينا).
حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا الليث ، حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله ؛ أن عبد الله بن عباس حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأقرأني جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف . 
وقد رواه – أيضا – في بدء الخلق ، ومسلم من حديث يونس ، ومسلم – أيضا – من حديث معمر ، كلاهما عن الزهري بنحوه ورواه ابن جرير من حديثالزهري به ثم قال الزهري : بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام . [ ص: 36 ] 

وهذا مبسوط في الحديث الذي رواه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال

حدثنا يزيد ويحيى بن سعيد كلاهما عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، عن أبي بن كعب قال : ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت ، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم ، وقال الآخر : أليس تقرأني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم . فقال : إن جبريلوميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري ، فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف ، فقال ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف . 

وقد رواه النسائي من حديث يزيد – وهو ابن هارون – ويحيى بن سعيد القطان كلاهما عن حميد الطويل ، عن أنس ، عن أبي بن كعب بنحوه . وكذا رواه ابن أبي عدي ومحمود بن ميمون الزعفراني ويحيى بن أيوب كلهم عن حميد به . وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس ، عن عبادة بن الصامت ، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلمأنزل القرآن على سبعة أحرف فأدخل بينهما عبادة بن الصامت . 

وقال الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله : حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد ، حدثني عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عنأبي بن كعب ، قال : كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ، فقمنا جميعا ، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : اقرآ ، فقرآ ، فقال : أصبتما . فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال ، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية ، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا ، وكأنما أنظر إلى [ رسول ] الله فرقا فقال : يا أبي ، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها . قال : قلت : اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي ، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام .وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به

وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي بن كعب ، قال : قال [ ص: 37 ] رسول الله صلى الله عليه وسلمإن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : خفف عن أمتي ، فقال : اقرأه على حرفين ، فقلت : اللهم رب خفف عن أمتي ، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف . 

وقال ابن جرير : حدثنا يونس عن ابن وهب : أخبرني هشام بن سعد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أنه قالسمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي ، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك ، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما : من أقرأكما ؟ فقالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما : اقرأ . فقرأ ، فقال : أحسنت ثم قال للآخر : اقرأ . فقرأ ، فقال : أحسنت . قال أبي : فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي ، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي ، فضرب يده في صدري ثم قال : اللهم أخسئ الشيطان عنه ، يا أبي ، أتاني آت من ربي فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : رب ، خفف عني ، ثم أتاني الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت : رب ، خفف عن أمتي ، ثم أتاني الثالثة ، فقال مثل ذلك ، وقلت له مثل ذلك ، ثم أتاني الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة مسألة ، فقلت : يا رب ، اللهم اغفر لأمتي ، يا رب ، اغفر لأمتي ، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة . إسناده صحيح

قلت : وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو – والله أعلم – السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم – قراءة إبلاغ وإعلام ودواء ؛ لما كان حصل له – سورة لم يكن الذين كفروا إلى آخرها لاشتمالها على قوله تعالى : ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) [ البينة : 2 ، 3 ] ، وهذا نظير تلاوته سورة الفتح حين أنزلت مرجعه – عليه السلام – من الحديبية على عمر بن الخطاب ، وذلك لما كان تقدم له من الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر الصديق ، رضي الله عنهما ، في قوله تعالى : ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) [ الفتح : 27 ] . 

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أخباة بني غفار ، فأتاه جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف ، قال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين . قال : [ ص: 38 ] أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثة قال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا . 

وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من رواية شعبة به ، وفي لفظ لأبي داود عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلميا أبي ، إني أقرئت القرآن فقيل لي : على حرف أو حرفين ؟ فقال الملك الذي معي : قل على حرفين . قلت : على حرفين . فقيل لي : على حرفين أو ثلاثة ؟ فقال الملك الذي معي : قل على ثلاثة . قلت : على ثلاثة . حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال : ليس منها إلا شاف كاف إن قلت : سميعا عليما ، عزيزا حكيما ، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب . 

وقد روى ثابت بن قاسم نحوا من هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن كلام ابن مسعود ، رضي الله عنه ، نحو ذلك

اقرأ أيضا  خاطرة حول قوله تعالى: أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا - د. عبدالسميع الأنيس

وقال الإمام أحمد حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن أبي قاللقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ العاصي ، والعجوز الكبيرة ، والغلام ، فقال : مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف . 

وأخرجه الترمذي من حديث عاصم بن أبي النجود ، عن زر ، عن أبي بن كعب ، به وقال : حسن صحيح

وقد رواه أبو عبيد عن أبي النضر ، عن شيبان ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر ، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي جبريل عند أحجار المراء ، فذكر الحديث والله أعلم

وهكذا رواه الإمام أحمد عن عفان ، عن حماد ، عن عاصم ، عن زر ، عن حذيفة ؟ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللقيت جبريل عند أحجار المراء ، فقلت : يا جبريل ، إني أرسلت إلى أمة أمية ؛ الرجل ، والمرأة ، والغلام ، والجارية ، والشيخ الفاني ، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال : إنالقرآن أنزل على سبعة أحرف . 

وقال أحمد أيضا : حدثنا وكيع وعبد الرحمن ، عن سفيان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن ربعي بن حراش حدثني من لم يكذبني – يعني حذيفة – قال :لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء [ ص: 39 ] فقال : إن أمتك يقرءون القرآن على سبعة أحرف ، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ، ولا يرجع عنه . وقال عبد الرحمن : إن في أمتك الضعيف ، فمن قرأ على حرف فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه

حديث آخر في معناه عن سليمان بن صرد قال ابن جرير : حدثنا إسماعيل بن موسى السدي ، حدثنا شريك عن أبي إسحاق ، عن سليمان بن صرد يرفعه – قالأتاني ملكان ، فقال أحدهما : اقرأ . قال : على كم ؟ قال : على حرف . قال : زده ، حتى انتهى إلى سبعة أحرف . ورواه النسائي في اليوم والليلة عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن إسحاق الأزرق عن العوام بن حوشب ، عن أبي إسحاق ، عن سليمان بن صرد قال : أتى أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين اختلفا في القراءة ، فذكر الحديث

وهكذا رواه أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون ، عن العوام بن حوشب به ، ورواه أبو عبيد عن يزيد بن هارون ، عن العوام ، عن أبي إسحاق ، عنسليمان بن صرد ، عن أبي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجلين ، فذكره

وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن فلان العبدي – قال ابن جرير : ذهب عني اسمه – عنسليمان بن صرد ، عن أبي بن كعب قالرحت إلى المسجد ، فسمعت رجلا يقرأ فقلت : من أقرأك ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : استقرئ هذا . قال : فقرأ ، فقال : أحسنت . قال : قلت : إنك أقرأتني كذا وكذا ! فقال : وأنت قد أحسنت . فقلت : قد أحسنت قد أحسنت . قال : فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أذهب عن أبي الشك . قال : ففضت عرقا ، وامتلأ جوفي فرقا . قال : ثم قال : إن الملكين أتياني ، فقال أحدهما : اقرأ القرآن على حرف ، وقال الآخر : زده . قال : قلت : زدني . فقال : اقرأه على حرفين ، حتى بلغ سبعة أحرف فقال : اقرأه على سبعة أحرف . 

وقد رواه أبو عبيد عن حجاج ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن شتير العبدي ، عن سليمان بن صرد عن أبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك ورواه أبو داود عن أبي داود الطيالسي ، عن همام ، عن قتادة ، عن يحيى بن يعمر ، عن سليمان بن صرد ، عن أبي بن كعب بنحوه . [ ص:40 ] 

فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن أبي بن كعب ، والظاهر أن سليمان بن صرد الخزاعي شاهد على ذلك ، والله أعلم

حديث آخر عن أبي بكرة : قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالأتاني جبريل وميكائيل ، عليهما السلام ، فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف واحد ، فقال ميكائيل :استزده ، فقال : اقرأ على سبعة أحرف ، كلها شاف كاف ، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة . 

وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب ، عن زيد بن الحباب ، عن حماد بن سلمة به ، وزاد في آخره : كقولك : هلم وتعال

حديث آخر عن سمرة : قال الإمام أحمد حدثنا بهز وعفان كلاهما عن حماد بن سلمة ، حدثنا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأنزل القرآن على سبعة أحرف . إسناد صحيح ، ولم يخرجوه

حديث آخر عن أبي هريرة قال الإمام أحمد حدثنا أنس بن عياض ، حدثني أبو حازم ، عن أبي سلمة – لا أعلمه إلا عن أبي هريرة – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالنزل القرآن على سبعة أحرف ، مراء في القرآن كفر – ثلاث مرات – فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه . ورواه النسائي عن قتيبة عن أبي ضمرة أنس بن عياض به

حديث آخر عن أم أيوب : قال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد – عن أبيه ، عن أم أيوب – يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية –أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأنزل القرآن على سبعة أحرف ، أيها قرأت جزاك . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة

حديث آخر عن أبي جهيم : قال أبو عبيد : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن يزيد بن خصيفة ، عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمي وقال غيره : عن بسر بن سعيد ، عن أبي جهيم الأنصاري ؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن ، كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فلا [ ص:41 ] تماروا ، فإن مراء فيه كفر . هكذا رواه أبو عبيد على الشك وقد رواه الإمام أحمد على الصواب ، فقال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي ، حدثناسليمان بن بلال ، حدثني يزيد بن خصيفة ، أخبرني بسر بن سعيد ، حدثني أبو جهيم ؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا : تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا : تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : القرآن يقرأ على سبعة أحرف ، فلا تماروا في القرآن ، فإن مراء في القرآن كفر . وهذا إسناد صحيح – أيضا – ولم يخرجوه

ثم قال أبو عبيد : حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي قيس – مولى عمرو بن العاص – أن رجلا قرأ آية من القرآن ، فقال له عمرو – يعني ابن العاص – : إنما هي كذا وكذا ، بغير ما قرأ الرجل ، فقال الرجل : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ] حتى أتياه ، فذكرا ذلك له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فأي ذلك قرأتم أصبتم ، فلا تماروا في القرآن ، فإن مراء فيه كفر . ورواه الإمام أحمد عن أبي سلمة الخزاعي ، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص به نحوه ، وفيه : فإن المراء فيه كفر أو إنه الكفر به . وهذا – أيضا – حديث جيد

اقرأ أيضا  حكم وأحوال الاستعاذة فى القرآن

حديث آخر عن ابن مسعود : قال ابن جرير : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني حيوة بن شريح ، عن عقيل بن خالد ، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالكان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف : زاجر ، وآمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، وافعلوا ما أمرتم به ، وانتهوا عما نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا : ( آمنا به كل من عند ربنا ثم رواه عن كريب عن المحاربي ، عن ضمرة بن حبيب ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن ابن مسعود من كلامه وهو أشبه . والله أعلم . [ص: 42 ] فصل 

قال أبو عبيد : قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان ، عن حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالنزل القرآن على ثلاثة أحرف . 

قال أبو عبيد : ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة ، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه ، وهذا شيء غير موجود ، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب ، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى ، والثالث بلغة أخرى سواهما ، كذلك إلى السبعة ، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض ، وذلك بين في أحاديث تترى ، قال : وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل القرآن على سبع لغات ، منها خمس بلغة العجز من هوازن . 

قال أبو عبيد : العجز هم بنو أسعد بن بكر ، وجشم بن بكر ، ونصر بن معاوية ، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء : أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني دارم . ولهذا قال عمر : لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف . 

قال ابن جرير : واللغتان الأخريانقريش وخزاعة رواه قتادة عن ابن عباس ، ولكن لم يلقه

قال أبو عبيد : وحدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر . قال أبو عبيد : يعني أنه كان يستشهد به على التفسير . حدثنا هشيم عن أبي بشر ، عن سعيد أو مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : ( والليل وما وسق ) [ الانشقاق : 17 ] ، قال : ما جمع ، وأنشد

قد اتسقن لو يجدن سائقا

حدثنا هشيم ، أنبأنا حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( فإذا هم بالساهرة ) [ النازعات : 14 ] ، قال : الأرض ، قال : وقال ابن عباسقال أمية بن أبي الصلت : 

عندهم لحم بحر ولحم ساهرة

ص: 43 ] حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض) [ فاطر : 1 ] ، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها . يقول : أنا ابتدأتها . إسناد جيد أيضا

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري – رحمه الله – بعد ما أورد طرفا مما تقدم : وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منهادون الجمع إذا كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه ثم قال : وما برهانك على ما قلته دون أن يكون معناه ما قاله مخالفوك من أنه نزل بأمر وزجر ، وترغيب وترهيب ، وقصص ومثل ، ونحو ذلك من الأقوال فقد علمت قائل ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة ؟ قيل له : إن الذين قالوا ذلك لم يدعوا أن تأويل الأخبار التي تقدم ذكرها ، هو ما زعمت أنهم قالوه في الأحرف السبعة ، التي نزل بها القرآن دون غيره فيكون ذلك لقولنا مخالفا ، وإنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه ، والذي قالوا من ذلك كما قالوا ، وقد روينا بمثل الذي قالوا من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة ، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة ، كما تقدم . يعني كما تقدم في رواية عن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة . 

قال ابن جرير : والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي ، والترغيب والترهيب ، والقصص والمثل ، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي ، استوجب بها الجنة

ثم بسط القول في هذا بما حاصله : أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف ، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه – اختلاف الناس في القراءة ، وخاف من تفرق كلمتهم جمعهم على حرف واحد ، وهو هذا المصحف الإمام ، قال : واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة ، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية ، وتركت القراءة الأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ، ونظرا منها لأنفسها وعن بعدها من سائر أهل ملتها ، حتى درست من الأمة معرفتها ، وتعفت آثارها ، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها ؛ لدثورها وعفو آثارها . إلى أن قال : فإن قال من ضعفت معرفته : وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها ؟ قيل : إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض ، وإنما كان أمر إباحة ورخصة ؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة ، ويقطع خبره العذر ، ويزيل الشك من قراءة الأمة ، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين . إلى أن قال : فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه ، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق [ ص: 44 ] الصورة في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلمأمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف بعزل ؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر ، في قول أحد من علماء الأمة ، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر ، كما تقدم

الحديث الثاني : قال البخاري رحمه الله : حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا الليث ، حدثنا عقيل ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير : أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقولسمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة ، فتبصرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : كذبت ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسله ، اقرأ يا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت ، ثم قال : اقرأ يا عمر ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت . إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرءوا ما تيسر منه . 

اقرأ أيضا  واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)

وقد رواه الإمام أحمد والبخاري – أيضا – ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من طرق عن الزهري ورواه الإمام أحمد – أيضا – عن ابن مهدي ، عن مالك ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عبد الرحمن بن عبد ، عن عمر ، فذكر الحديث بنحوه

وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حرب بن ثابت ، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه ، عن جده قالقرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال : فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : قد أحسنت . قال : فكأن عمر وجد من ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر ، إن القرآن كله صواب ، ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا . 

وهذا إسناد حسنوحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت ، لا نعرف أحدا جرحه

وقد اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال : قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره : وقد اختلف العلماء في المراء بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي ، ونحن نذكر منها خمسة أقوال . [ ص: 45 ] 

قلت : ثم سردها القرطبي ، وحاصلها ما أنا مورده ملخصا

فالأول – وهو قول أكثر أهل العلم ، منهم سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن وهب ، وأبو جعفر بن جرير ، والطحاوي – : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو : أقبل وتعال وهلم . وقال الطحاوي وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قالجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ على حرف ، فقال ميكائيل : استزده فقال : اقرأ على حرفين ، فقال ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف ، فقال : اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة ، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل . 

وروي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب : أنه كان يقرأ : ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ) [ الحديد : 13 ] : للذين آمنوا أمهلونا للذين آمنوا أخرونا للذين آمنوا ارقبونا ، وكان يقرأ : ( كلما أضاء لهم مشوا فيه ) [ البقرة : 20 ] : مروا فيه سعوا فيه . قال الطحاوي وغيره : وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات ، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش ، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ وقد ادعى الطحاويوالقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمرو بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة

قلت : وقال بعضهم : إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم ، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا ، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره ، عليه الصلاة والسلام ، وعزم عليهم ألا يقرءوا بغيرها ، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة ، ولكنها أفضت إلى الفرقة والاختلاف ، كما ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاثة المجموعة حين تتابعوا فيها وأكثروا منها ، قال : فلو أنا أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم . وكان كذلك ينهى عن المتعة في أشهر الحج لئلا ينقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج . وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين

القول الثاني : أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر . قال الخطابي وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله : ( وعبد الطاغوت ) [ المائدة : 60 ] و يرتع ويلعب ) [ يوسف : 12 ] . قال القرطبي : ذهب إلى هذا القول أبو عبيد ، واختاره ابن عطية . قال أبو عبيد : وبعض اللغات أسعد به من بعض ، وقال القاضي الباقلاني ومعنى قول عثمان : إنه نزل بلسان قريش ، أي : معظمه ، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله ، قال الله تعالى : ( قرآنا عربيا ) [ يوسف : 2 ] ، ولم يقلقرشيا . قال : واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا ، يعني حجازها ويمنها ، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن [ ص: 46 ] عبد البر ، قال : لأن غير لغةقريش موجودة في صحيح القراءات بتحقيق الهمزات ، فإن قريشا لا تهمز . وقال ابن عطية : قال ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى : ( فاطر السماوات والأرض ) [ فاطر : 1 ] ، حتى سمعت أعرابيا يقول لبئر ابتدأ حفرها : أنا فطرتها . 

القول الثالث : أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ؛ لقول عثمان : إن القرآن نزل بلغة قريش ، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب ، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره

القول الرابع – وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء – : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء ، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل : ( ويضيق صدري ) [ الشعراء : 13 ] و ” يضيق ” ، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل : ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) [ سبأ : 19 ] و ” باعد ” بين أسفارنا ، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل : ( ننشزها ) [ البقرة : 259 ] ، و ” ننشرها ” أو بالكلمة مع بقاء المعنى [ مثلكالعهن المنفوش ) [ القارعة : 5 ] ، أو كالصوف المنفوش أو باختلاف الكلمة بالتقدم والتأخر مثل : ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) [ ق : 19 ] ، أو سكرة الحق بالموت ، أو بالزيادة مثل تسع وتسعون نعجة أنثى ، وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين . فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور

القول الخامس : أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ، ونهي ، ووعد ، ووعيد ، وقصص ، ومجادلة ، وأمثال . قال ابن عطية : وهذا ضعيف ؛ لأن هذه لا تسمى حروفا ، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني ، وقد أورد القاضي الباقلانيفي هذا حديثا ، ثم قال : وليست هذه هي التي أجاز لهم القراء بها

فصل 

قال القرطبي : قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما : هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها ، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف . ذكره ابن النحاس وغيره

قال القرطبي : وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها ، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده . قال : وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات ، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.