العلم وأثره في الحضارات

السبت،14صفر1436 الموافق6ديسمبر/كانون الأول2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
بقلم الدكتور صالح بن محمد آل طالب
الخطبـــــــــــــــــــــــــــــــــة الـــــــأولــــــــــــــــــــــــــــى
الحمد لله الحمد لله أحاط علمه جميع الكائنات وحوى سلطانه الأرض والسموات، يحي القلوب بنور الوحي كما يبعث الأرض بالقطر بعد الموات، أعلى للعلم شأناً ورفع للعلماء قدراً ومكاناً ﴿ ..يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ..(11) ﴾

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جاهده حتى آتاه اليقين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) ﴾ .

عباد الله: خصلة هي معيار تفاوت الأمم في الميزان، وفضيلة تتفاضل بها الدول والأوطان، ومكتسب به … كل يدعيها وإن كان منها خلياً، كل ينفي عن نفسه ضدها وإن كان منها … فضيلة دعت إليها الشرائع والعقول، وتنافس فيها أهل الشرف والأصول، هي أول ما أكرم به الإنسان يوم خلق، وزود به يوم وجود، تلكم أيها المسلمون فضيلة العلم واقرءا إن شئتم﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ .. (31) ﴾ .

أيها المسلمون: منذ ذلك اليوم الأول الذي أصاب فيه آدم علماً استمر العلم والإنسان مصطحبان، يؤثر أحدهما في الآخر ومتى وجد العلم النافع في أمة هداها، فقوم منها السلوك ورقاها في مدارج الحضارة، وليس القصد بيان أهمية العلم وفضله، فإن هذا مما استقر في النفوس وأصبح من بدائه العقول، فمنذ اليوم الأول لوجود الإنسان وعلى مر الأزمان، تفرع العلم وتشعب وانقسم وتعدد، إلا أنه يمكن إدراج العلم تحت قسمين رئيسين هما: علم الشريعة والدين وعلم الطبيعة والتجريب، وتجاذب هذان العلمان البشر على مر العصور، فيأخذون من هذا ويأخذون من ذاك، ويشتغلون بهما أو بأحدهما، وفي العصور الماضيات كانت علوم الشرائع والأديان هي المقدمات لدى الأمم، وأهلها من الأحبار والعلماء هم خواص الملوك وجلساءهم، وهم أهل الرأي والمشورة فيهم، وبقدر قرب الولاة والعلماء يكون قرب الأمة من شريعتها، وبقدر تباعدهم يكون بعد الأمة عن شريعتها، وقد تجلى هذا التقارب والتمازج في القرون الأولى من عمر أمة الإسلام، فهديت ورشدت وتبعت تلك النهضة الدينية نهضة دنيوية، تطورت على إثر ذلك علوم تجريبية كثيرة، ويكاد يكون هذا الأمر مضطردا، إذ كل نهضة دينية راشدة في تاريخ

الإسلام تعقبنها نهضة دنيوية، وقد نتلمس ذلك في إشارات من القرآن العزيز﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ … (96) ﴾ .

أيها المسلمون: في القرن الماضي وفي أواخر الذي قبله فتح على البشر من علوم الدنيا ما لم يعهد في أسلافهم، وتفجرت المعرفة والاكتشافات، وأورثت تلك العلوم والمعارف تفوقاً سياسياً وصناعياً رافقه نتاج فكري وأدبي غزير، نقلت البشر إلى حال من الرفاهية جديد وسيدت تلك العلوم أربابها، ومكنتهم من بسط نفوذهم على كثير من البلاد احتلالاً واستعماراً، وأدرك المغلوبين ما يدرك المهزوم عادة مما قرره أهل التاريخ والاجتماع، من أن المغلوب مولع أبداً بتقليد الغالب في شعاره وزيه ونحلته وعوائده، وسائر أحواله، وكان الظهور هذه المرة لغير المسلمين في زمن ضعفهم في أمور دينهم ودنياهم، وأصيب كثير من المسلمين هذه المرة ليس في أجسادهم وأبشارهم وإنما في قناعاتهم وذواتهم، وعندما تصاب أمة من الأمم بهذا المرض المدمر وهو فقدان الذات، فإن أبرز أعراضه يتمثل في الانبهار القاتل بالأمم الأخرى، والاستمداد غير الواعي من منهاجهم ونظمها وقيمها.
ولما كان الغالب قد نح الدين والتدين وهمش علوم الشرائع والأديان، وهو من شأن رجاله وعلماءه، سرت هذه العدوى إلى كثير من بلاد المسلمين، والتي كانت ترزح تحت نيل المستعمر، -ونج الله هذه البلاد المقدسة فلم تطلها يد الاستعمار- وعندما قررت كثير من البلاد الإسلامية ذلك الحين مناهجها الدراسية، وأنشأت معاهدها وأقسامها الجامعية، كان نصيب علوم الشريعة الإسلامية منها ضئيلاً، وحظ شباب المسلمين منها قليلاً، ومع هذه القلة فإن تلك العلوم الإسلامية في كثير من تلك المدارس لم يكن يشترط فيها النجاح لتجاوز المرحلة الدراسية، فنشأت أجيال من المسلمين مبتوتة الصلة بتاريخها، قليلة العلم بأحكام دينها، يعرفون من تاريخ الغرب أكثر مما يعرفون من تاريخ بلادهم، ويعلمون من سير قادة المستعمر وعلماءه ما لا يعرفونه عن عظماء قومهم، أما علمهم بأمور دينهم فإن هذا مما يشكى إلى الله .

اقرأ أيضا  تقوى الله ومحاسبة النفس

إلا أنه لم تخل بلاد الإسلام من معاقل لعلم الشريعة جاهدت ذك الحين جهادا عم أثره، وحفظ الله به علم الشريعة وعلماءه، منها أزهر مصر ومحاضن للعلم في هذه البلاد الطاهرة، كانت نواة لجامعات إسلامية نفع الله بها عموم المسلمين، تمحضت لتدريس علوم الشريعة، وأمها طلبة العلم من أقطار شتى، مع حلق العلم في المساجد ومعاهد في بلاد أخرى للمسلمين.

وبعد أيها المسلمين: ما سبق من عرض لا يعني أبدا التهوين من علوم الطبيعة والتجريب، ولا الغض من فنون تخدم أغراضاً دنيوية بحتة، فإن العلوم التي تصلح بها دينا الناس ومعاشهم قد يدخل تعلم بعضها وتعليمه في الواجب الكفائي، ولكن المؤسف المحزن أن تجلي طرفك في عموم بلاد المسلمين فترى انحساراً وضعفاً في الاهتمام بعلم الشريعة، وأن ترى تعليق القبول في معاهدها وجامعتها بحاجة سوق العمل أو الوفرة الوظيفية، كأن علم الشريعة لبناء الدنيا، كما تأسى أن تزاحم أروقة الجامعات الإسلامية الرائدة في العالم الإسلامي بتخصصات علمية، كأن اضطلاعها بتدريس علوم الشريعة ليست مهمة كافية تحشد لها الطاقات وتوفر لها كل الاهتمامات، أو كأن الجامعات الشرعية لا توصف بأنها متطورة أو متقدمة إلا بتبنيها لعلوم تزاحم علوم

الشريعة، ومع حسن ظننا بالقائمين على ذلك الداعين إليه إلا أنه يجب تذكير الجميع بعظمة علوم الشريعة الإسلامية، وعظمة استمداها وثمرتها، وأنها تصلح أمور الدين والدنيا ومدى حاجة العالم كافة إليها وضرورة الأمة إليها، وأننا يجب ألا نهن أمام ولع الناس وشدة اهتمامهم بعلوم أخرى، ونفقد الثقة في أنفسنا وفي مكانة علومنا الشرعية، فإن استمدادها من السماء وأول معلميها هم الرسل والأنبياء، وثمرتها إسعاد البشر في الدنيا وفي الحياة الآخرة، والعلم الشرعي يكسب صاحبه خيرية قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْيُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُفِيالدِّينِ “فتفقه مسلم هو كسب لمجتمعه إذا أصبح أحد أفراده خيراً حتى ولو انكفأ على نفسه، فكيف إذا عمل به وبلغه إنه ميراث الأنبياء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْيُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ،فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ” إن العلم الشرعي وأصحابه هم المقدمون في الدنيا والآخرة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن معاذ بن جبل رضي الله عنه يأتي يوم القيامة يقدم العلماء.

أيها المسلمون: أدركوا علما الشريعة فالعلماء الربانيون يموتون، والاهتمام بهذا العلم يتضائل ويتقلص، والعالم يضطرب في ظلمات الجهل بالله واليوم الآخر، وتنعدم الأخلاق والقيم في لجج السياسة والإعلام، والاقتصاد والتشريع ثم إنك ترى من يتقحم في مسائل الدين بالجهل والهوى، ومن يتطرف في أحكامه بالغلو والتعصب، كل ذلك نتائج انحسار العلم الشرعي المؤصل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:” إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًايَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِالْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُرُءُوسًا جُهَّالًا ، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّواوَأَضَلُّوا”متفق عليه

اقرأ أيضا  الأدب قبل العلم

إن حاجة الناس إلى العلماء وإلى علم الشريعة كحاجة الظمأن إلى الماء، والغريق إلى الهواء، خاصة في زمن اضطراب الأهواء، إنك ترى بوادر الغربة بذبول معاقل علم الشريعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “بَدَأَالِإسلامُغريبًاثميعودُ غريبًاكَمَابَدَأَفطوبَى لِلْغُرَبَاءِ ” رواه مسلم وفي رواية بسند حسن : “بَدَأَ العِلْمُ غَرِيبَاً وَسَيعُودُ غَرِيباً”.

أيها المهتمون إننا إن رمنا إصلاحاً وتطويرا لمحاضن علم الشريعة، فإن لهذا الأمر مجالاته ومنها التزكية الروحية لطالب العلم، والاهتمام بنوازل العلم ومستجداته، وتطوير آليات التعليم وطرائقه، وإعادة ترتيب مناهجه وسبله، ودعم مراكز البحث العلمي وغير ذلك مما لا يعجز عنها الأكفاء المخلصون.

علينا أن ندرك ونعي أن العلوم المقتحمة على الجامعات الشرعية المتخصصة لها جامعاتها التي تدرسها بكفاءة وخبرة في طول البلاد وعرضها، أما ما يعني بتدريس الشريعة فإنه في العالم قليل، والمستقيم على النهج السليم أقل من القليل، فليت شعري ما الذي سيبقى بعد ذلك من هذا القليل .

ومرة أخرى فإنه لا مساومة على أهمية علوم الطبيعة والتجريب فذلك أمر مسلم، ووجود جامعاته المختصة أمر محمود ومطلوب، لكن هذا لا يقتضي مزاحمة علم الشريعة والتقليص من مخرجاته، أعوذ بالله من الشيطان ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)﴾ .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــــــــــــة

الحمد لله جعل العلم مربحاً ومغنماً، وصيره إلى الجنة طريقاً وسلماً، وأشهد ألا إله إلا لله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، بعثه الله هادياً ومعلماً، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى الآل والصحب الكرام، نقلوا إلينا دين الله فكانوا نعم الأمناء، واستودعونا ميراث الرسول والأنبياء فرضي الله عنهم وأرضاهم ورضي عمن سار على نهجهم واقتفى أثرهم.
أما بعد أيها المسلمون: ففي زمن انتشار المعلومة وكثرة مصادر التلقي، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، تبرز الحاجة الملحة إلى العلم الشرعي المؤصل، فليس العلم مجرد معلومات تحصل إنما هو فقه ودربة ودين وإيمان وقواعد وأصول، وإحاطة بأصول الاستمداد وطرائقه وأدلته والموازنة بينها وطرق الاستنباط والترجيح، ومعرفة الأحوال والوقائع والمقاصد وغير ذلك، مع بذل الأعمار ومواصلة الليل والنهار في تحصيل ذلك والتروي منه، قال الإمام مالك: “ما أفتيت أحدا حتى شهد لي سبعون أني ذلك ” فكيف لو رأى تصدر من لا خلاق له ممن يجول ويصول بلقمه ولسانه في كل فن وعلى كل منبر، لم يطلب العلم يوماً لكنه عرف شيئاً أو أعجبه رأيه فطار به .

إن العلماء شيء آخر فوق الوعاظ وفوق المفكرين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌيَكْثُرُ الْقُرَّاءُ،وَيَقِلُّ الْفُقَهَاءُ،وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ،وَيَكْثُرُالْهَرْجُ ” أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

يجب أن يعرف للعالم الحق قدره، وأن يوقر لله ولما يحمله من دين الله، والحذر كل الحذر من التهوين من شأنهم لدى العامة، أو محاولة إسقاطهم وما يقدح فيهم إلا زائغ.

العلماء أمان الأرض من النقص وفي قول الله عز وجل ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا … (41) ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما -في أحد تفسيره- : “خرابها بموت علماءه وفقهاءها” وكذا قال مجاهد -أيضا- “خرابها بموت العلماء”.

اقرأ أيضا  النزاهة وأثرها في صلاح المجتمع

إنه لا تكهن في الإسلام ولا عصمة إلا للأنبياء، ولكن صدراً حوى علم الشريعة، وقلبا ملئ خشية وإيماناً، وكهلاً أفنى عمره في العلم بالله وآياته وأحكامه لهو حقيق بالتوقير والإجلال

أيها المسلمون: لقد صاح المنصفون من جهة الغرب قدمنا لكم الصناعات والمخترعات فقدموا ما لديكم من نور الإيمان، حيث شقوا بهذه الحضارة، ثم أصبح العالم وقد انهارت نظم الرأس المالية وقبلها الشيوعية، فصاح المنصفون مرة أخرى بأهل الإسلام قدموا ما لديكم من نظم تستمد نورها من السماء، فهل يقدر على ذلك غير العلماء المؤصلين، وهل تقوى أمة الإسلام على تقديم مشروع اقتصادي إسلامي عالمي إلا إذا كان لها مراكز البحث العلمي المتخصص، والجامعات العريقة المتخصصة، والباحثون المتخصصون، وإنها لوقفة إشادة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بتقديم النظام الإسلامي الاقتصادي للعالم، عبر مؤتمر الحوار فبارك الله في الجهود وسدد الخطى.

هذا وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية، محمد بن عبد الله، رسول الله ومصطفاه، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطئناً وسائر بلاد المسلمين .

اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، الله اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك، اللهم وفقه ونائبه لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم أصلح بطانتهم واصرف عنهم بطانة السوء يا رب العالمين، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لما تحب وترضى، وخذ بهم للبر والتقوى، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً، واجمعهم على الحق والهدى والكتاب والسنة، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين ، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم بأسك ورجسك إله الحق، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة

حسنة وقنا عذاب النار، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين، واقض دين المدينين، واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين، ربنا اغفر لنا ولوالديهم وذرياتهم ولجميع المسلمين ، اللهم اغفر ذنبونا واستر عيوبنا، ويسر أمورنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.

اللهم لك الحمد على ما أنعمت علينا به من الغيث والمطر، اللهم بارك لنا في عطائك وزد لنا من نعمائك، واجعل ما أنزلته لنا قوة على طاعتك وبلاغاً إلى حين، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك قابليها مثنين بها عليك، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
المصدر: المصدر: منبر الجمعـــــــــــــــــة من الحــــــــــــــرم المكـــــــــــي

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.