هدوء حذر قبيل انطلاق الحوار الوطني
صنعاء 5 جمادي الأول 1434 الموافق 17 فبراير 2013 (مينا)- عمت حالة الهدوء الحذر في صنعاء و بعض مدن اليمن قبيل انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل غدا الاثنين وذلك بعد قرار جمهوري أصدره الرئيس اليمني عبد ربه أمس السبت الذي يتضمن تشكيل قائمة أعضاء المؤتمر.
ومن المقرر أن يشارك مراسم افتتاح مؤتمر الحوار عدد من الشخصيات العربية والدولية من أبرزهم أمين عام جامعه الدول العربية نبيل العربي وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والمبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر ومسؤولين رفيعي المستوى في البنك الدولي والأمم المتحدة والخارجية الأمريكية .
ويقاطع مؤتمر الحوار الوطني عدد من الأحزاب السياسية من أبرزها حزبا “الحق”، أصغر الأحزاب المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك و”حزب التحرير” الذي اعتبر انعقاده “غير شرعي” إلى جانب عدد من فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب .
و قرر الحراك الجنوبي في محافظة حضرموت( جنوب اليمن), اتخاذ خطوات تصعيدية لرفض الحوار بإعلان العصيان المدني السلمي أمس, لتأكيد إصراره علي الانفصال. وأعلن تمسكه بالنهج السلمي كخيار أقره الشعب, وحذر من أية دعوات مشبوهة من أجل إرباك العملية التنسيقية بين قوي الثورة الجنوبية, والتمسك بهذا الإعلان الذي أقرته قوي الحراك في حضرموت. وقال الناطق الإعلامي باسم المجلس الأعلي للحراك السلمي الجنوبي الدكتور عبده المعطري’ سيتم تنظيم مسيرات مليونية في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية الاحد, قبل يوم واحد من انطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل.”
صعد الحراك الجنوبي أعمال الاحتجاج،حيث نفذ أنصاره عصياناً مدنياً شمل مدينتي عدن وحضرموت جنوبي البلاد، على إثر دعوة أطلقها بعض مكونات الحراك رداً على انعقاد مؤتمر الحوار الوطني حيث أغلقت المحلات التجارية والمدارس والمرافق الحكومية السبت ولم تفتح أبوابها في عدن، كما اقفلت الطرق في مديرية المنصورة من قبل محتجين، فيما أطلقت مصفحات قوات الأمن والجيش النار باتجاه عناصر الحراك من دون تسجيل إصابات . وفي مديرية خور مكسر، عطلت المصالح الحكومية وشلت الحركة التجارية فيها، وظهرت الشوارع خالية من المارة، بينما شوهدت قوات الأمن اليمنية منتشرة خاصة في ساحة العروض التي تتوسط المدينة . وفي مديرية المعلا ظهرت المحال التجارية مغلقة وامتنع العاملون عن الذهاب إلى أعمالهم . وفي مدريات كريتر، والشيخ عثمان، ودار سعد، بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، أغلقت المحال التجارية وامتنع الموظفون عن الذهاب إلى أعمالهم تنفيذاً للعصيان.
وعلى مدى اليومين القادمين سينظم الحراك مهرجانات جماهيرية حاشدة، خاصة في مدينة عدن، رفضاً للحوار وتأييداً لمشروع فك الارتباط عن دولة الوحدة، فيما جدد الملتقى التشاوري لأبناء الجنوب بصنعاء “إيمانه بالحوار كوسيلة حضارية لحل القضايا كافة”، وذلك في بيان صدر عن ختام اجتماع للمكتب التنفيذي للملتقى، إلا أن البيان رأى أن “الترتيبات الجاريه لمؤتمر الحوار، لم تتم بطريقه يمكن ان تؤدي إلى حل القضايا كافة على الساحة اليمنية وبالذات القضية الجنوبية”، وقال إنه من المفيد أن يتأجل البحث في القضية الجنوبية لإعطاء فرصة مناسبة لقيادات مكونات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج للحوار فيما بينهم والتوصل إلى رؤى متقاربة تجاه التعامل مع القضية الجنوبية .
وناشد الملتقى الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني بقيادة محمد سالم باسندوة، بتوجيه الأجهزة الأمنية والجيش بعدم الاعتراض والاصطدام مع المتظاهرين السلميين في عدن الذين سيتجمعون رفضاً للحوار، منعا لتكرار سفك المزيد من الدماء والأنفس البريئة، باعتبار ان حق التظاهر مكفول في المواثيق الدولية، ومساواة بما تشهده العاصمة صنعاء وبعض المدن الأخرى من تظاهرات وحشود وتجمعات لا يطلب منها الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية . كما طالب الملتقى بسرعة الإفراج عن المعتقلين على ذمة الحراك السلمي الجنوبي في سجون عدن وصنعاء . (ت/ ت8/ر3)
