المرأة المسلمة و الحضارة الإسلامية

تأتي استعانة بنت رسماني

طالبة قسم الشريعة المستوى السادس بمعهد العلوم الإسلامية والعربية جاكرتا إندونيسيا

الثلاثاء 26 رجب 1437/ 3 مايو/آيار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.. أما بعد :

 فاعلم أولا أنه لا يوجد دين سماوي أو قانون أرضي أكرم المرأة كما هو الشأن في الإسلام، فقد أكرمها أما وزوجة وبنتا وأختا إلى غير ذلك.

واعلم أن الغرب لن يكف عن اتهام المسلمين بهضم حقوق المرأة، لأنه يريد من المرأة المسلمة أن تتبع نهجه لا نهج السماء فتكون سلعة رخيصة تتخطفها ذئاب البشر فيهينون كرامتها ويدنسون عرضها وينتهكون حرمتها، وصدق الله تعالى حين قال : (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) {البقرة:120}.

اقرأ أيضا  : توفيق الرحمن : الحضارة الإسلامية تبدأ بعائلة قوية

فالمهم أن يكون المسلم على يقين من أن منهج الإسلام هو المنهج الحق، وأن شرعه هو الشرع القيم سواء فيما يتعلق بجانب المرأة أو غير ذلك من الجوانب، قال الله عز وجل : (( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) { المائدة: 50 }.

وما زالت المرأة في الإسلام تشارك في أمور الحياة العامة مع التزامها بحشمتها وأدبها وابتعادها عن الاختلاط بالرجال، فقد عرفت المرأة في الإسلام معلمة ومتعلمة ومجاهدة وقائمة على شأن الفقراء والمساكين حتى أصبحت منهن من تلقب بأم المساكين، وقد برز في حياة التابعين كثير من النساء الفضليات مثل حفصة بنت سيرين أخت محمد بن سيرين سيدة التابعيات والتي حفظت القرآن وعمرها اثنتي عشرة سنة، وأم الدرداء الصغرى هجيمة أو جهيمة الوصابية، فقد كانت فقيهة وهي زوجة الصحابي الجليل أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ وعمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وكانت يتيمةٍ في حجر عائشة ـ رضي الله عنها  ـ وتربَّتْ تحت ظِلِّها، وكانت من أعلم الناس بحديثها، قال عنها الزركلي في الأعلام : فقيهة عالمة بالحديث ثقة.

اقرأ أيضا  أيتها الزوجة المسلمة: كوني أجمل النساء

و إذا رجعنا إلى بعض كتب التراجم كسير أعلام النبلاء للذهبي وصفة الصفوة لابن الجوزي ومعجم أعلام النساء لعمر رضا كحالة، نجد نماذح من حياة التابعيات وغيرهن.

والله أعلم.

المصدر : وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.