باب الساهرة

“للنور ذاكرة كما حجارة السور التي لم تنسَ ذاك النقش العثماني الذي أودع حياته في زخرفة الفراشات والريح”، هكذا يصف المصور المقدسي عيسى القواسمي الأنوار التي تعكس بإشعاعاتها على باب الساهرة عثماني الطراز.

“باب الساهرة” يعد أحد الأبواب التاريخية لمدينة القدس، حيث يتمتع بثراء زخرفي عثماني عتيق، والساهرة معناه المكان المنبسط الفسيح.

في الجدار الشمالي لسور المدينة المقدسة، يوجد باب الساهرة، شرق باب العمود، ويفضي إلى حارة السعدية وحارة باب حطة.

أسماء أخرى للباب غير “الساهرة”، مثل “هيرودس”، وذلك نسبة إلى “هيرود أنتيباس” (عند الغربيين)، وأيضًا باب مدلين (العصر الصليبي).

ما يلفت انتباه زوار القدس لباب الساهرة هو ثراؤه التاريخي، رغم صغر حجمه، حينما يقارن مع باب العمود أو باب الأسباط، لكن تاريخ إعادة بنائه ثابت إلى زمن السلطان العثماني سليمان القانوني.

اقرأ أيضا  العالم يتأهب لرد إيران على الهجوم الإسرائيلي ضد سفارتها بدمشق (إطار)

يتم العبور عبر الباب من خلال فتحة مدخل صغير، يعلوها عقد مدبب، وبينهما لوحة تخلو من النقش المعتاد، ووظيفتها زخرفية هنا.

هذا المدخل يفضي إلى دَرْكَاهْ (أي ممر) يغطيها قبو مروحي، ثم يؤدي إلى ممر ينعطف إلى جهة اليسار ثم ينفذ إلى داخل المدينة.

زخارف هندسية على واجهة الباب الداخلية تأسر لب المشاهد له، حيث ثلاث دوائر حجرية تحوي زخارف هندسية، قوام بعضها زخرفة سداسية مشكلة من تقاطع مثلثين متساويي الساقين، تعرف باسم خاتم سليمان أو نجمة داود.

المؤرخون يؤكدون على أن هذه زخرفة إسلامية وهي من أصول الزخارف الهندسية للفن الإسلامي، ولا علاقة لها بما يشاع أو يحاول البعض ربطه مع شعار “إسرائيل” اليوم، ولا صحة إطلاقًا لما حاول البعض تفسيره على أنه طلسم أو شعار لسليمان القانوني، حيث يقولون: “لأنه لو كان الأمر كذلك لوضعت هذه الإشارة أو الزخرفة على باب العامود أو غيرها من الأبواب، وليس على واجهة داخلية متواضعة، وعليه فهذه الزخرفة إسلامية بحتة”.

اقرأ أيضا  فلسطين: 300 مصل من غزة في الأقصى

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.