باحث: المجتمع الأميركي دُفع إلى الخوف من الإسلام والمسلمين

الخميس 24 صفر 1438 الموافق 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

واشنطن

قال الباحث محمد السنوسي أنّ المجتمع الأميركي، دفع إلى الخوف من الإسلام والمسلمين، عقب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، ولم يكن المجتمع الأميركي المسلم يحظى، قبل ذلك، سوى بالقليل من الاهتمام، الذي كان ينعدم في الكثير من الأحيان، من قبل المجتمع الأميركي في مجمله.

يعود السبب الرئيس لذلك الإهمال في نظر الباحث محمد السنوسي، إلى أن المسلمين الأميركيين كانوا أقل انخراطا في الحياة الاجتماعية والسياسية بالبلاد. وقد يجادل بعض الباحثين على أن قلة عددهم أسهمت في هذا الغياب، ومع ذلك فقد أسهم المجتمع المسلم، واندمج في المجتمع الأميركي عبر أشكال متعددة، سواء أكانت طوعية أم مفروضة من قبل القانون.

ويذهب السنوسي في دراسته التي حملت عنوان الأشكال المختلفة لاندماج المسلمين الأميركيين إلى أنّ المجتمع الأميركي، دفع إلى الخوف من الإسلام والمسلمين، بسبب مناخ الخوف والارتياب الناتج عن الأحداث المأساوية الأخيرة، التي تسبب فيها مسلمون على التراب الأميركي، وفي أماكن أخرى، وما تلا ذلك من عنف، علاوة على صور العداء لأميركا في دول ذات غالبية مسلمة.

اقرأ أيضا  رمضان في البرازيل بطعم المونديال

أنتج هذا المناخ، وبحسب الدراسة التي تضمنها كتاب “المسلمون في أميركا.. الاندماج والدراسات والمهاجرون” الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي، ظاهرة الإسلاموفوبيا ضمن مجتمع التيار السائد الأميركي، وتحول إلى مشكلة في ما بعد تواجه عملية الاندماج، كما يشير صموئيل هنتنغتون “يبدو المسلمون، العرب منهم على وجه الخصوص، بطيئين في الاندماج بالمقارنة مع مجموعات ما بعد عام 1965 الأخرى”.

عملت منظمات المسلمين الوطنية جاهدة -علاوة على أئمة المساجد، والمراكز الإسلامية المحلية عبر البلاد- خلال بضع السنوات الماضية، لتوضيح صورة الإسلام الصحيحة، وضمان استمرار المجتمع الأميركي المسلم في الانخراط والمساهمة بصورة كاملة في المجالات الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية للمجتمع الأميركي.

يظل الاندماج الكامل للأميركيين المسلمين في المجتمع الأميركي ضروريا لتحسين ذلك المجتمع، بما يمثل حقيقة تلزم الأميركيين باستبدال مواقفهم المتناقضة تجاه عملية اندماج الأميركيين المسلمين، بأخرى تشجع الاندماج بقوة.

يتمثل الاندماج المفروض كذلك في التعليم الإلزامي للأطفال، والذي تفرضه قوانين الدولة، في إلحاقهم بالتعليم الابتدائي والثانوي، سواء أكان ذلك في مدارس عامة، أم خاصة، أم في المنزل.

تسري قوانين الدولة تلك على جميع أفراد المجتمع الأميركي، ويعاقب القانون من يرفض إلحاق الأطفال بالمدارس. كما فرضت القوانين في جميع الولايات الأميركية، منذ عام 1918، التعليم الإلزامي للأطفال في المدارس الابتدائية، ولم تختلف إلا في طول المدة التي يُفرض فيها على المواطنين الصغار في السن تلقي التعليم المجاز من الدولة.

اقرأ أيضا  صحيفة أمريكية تكشف حقائق مرعبة عن أوضاع المسلمين

ويلزم القانون كل فرد من المجتمع الأميركي بهذا النمط من الاندماج، بغض النظر عن ديانته، كما يطالب القانون الأميركي في الكثير من الأحيان، على سبيل المثال، بأنماط معينة من التأمين، كالتأمين على العربات قبل الحصول على رخصة القيادة. يُفرض نمط التأمين هذا من قبل القانون، ويحدد وفق الانتماءات والمدد الزمنية. يمثل فرض هذا النمط من التأمين شكلا آخر للاندماج، لأن جميع أفراد المجتمع الأميركي المسلم ملزمون بالتفاعل مع مجتمع التيار السائد، عبر ممارسة تفيد المجتمع في مجمله.

كذلك مثَّل الاقتصاد عاملا مهمّا لاندماج الغالبية الساحقة من الجالية اليهودية الأميركية في مجتمع التيار السائد الأميركي، وقد كان بمقدور أفرادها اكتساب مهارات العمل الضرورية والانخراط في اقتصاد الدولة، إلى الحد الذي جعلهم يلتمسون القبول لدى طبقتي التجار البيض والحرفيين في المراحل الأولى لاندماجهم.

وكان نيل القبول لدى الطبقتين السابقتين عسيرا، ولم يكن المنتمون إلى النخبة الاقتصادية من غير اليهود يقبلون مشاركة الأخيرين إلا في ما قلّ من مجالات العمل، ولم يسمحوا إلا للقلة بالمشاركة معهم في بعض المجالس العامة، التي منح رجال الأعمال اليهود جميعها مبالغ كبيرة من المال.

اقرأ أيضا  الزعاترة: هل بدأ موسم الهجوم على المسلمين؟

ويتمثل الاندماج السياسي في قدرة المجتمع الأميركي المسلم على المشاركة في العملية السياسية؛ والتحول إلى عنصر فاعل من الناحية السياسية، ومنخرط في الشؤون المدنية.

قدمت المشاركة السياسية، باعتبارها واحدا من أسس اندماج الأقليات الدينية والإثنية، الكثير من العون إلى المجتمع اليهودي للحصول على الاعتراف ضمن مجتمع التيار السائد. وانخرط اليهود، في الحقيقة، في السياسة منذ الفترة الأولى لوصولهم إلى أميركا، في وقت يصعب فيه تخيّل الفاعلية السياسية للأقليات الدينية والإثنية، وفق السوسنة.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.